قال محللون ان امدادات النفط من المنتجين المستقلين ربما تخفق في بلوغ توقعات النمو القياسية للعام المقبل مما يخفف بعض الضغط على المنظمة لخفض الانتاج من اجل دعم الاسعار.
وكان للتوقعات واسعة النطاق بنمو كبير للامدادات من خارج اوبك في العام المقبل تأثير كبير على القرار الذي اتخذته اوبك في سبتمبر بتقليص الانتاج لوقف نمو المخزون العالمي. وتجتمع اوبك مرة اخرى في الرابع من ديسمبر وبالرغم من ارتفاع الاسعار فان بعض الوزراء من الصقور ربما يميلون للضغط من اجل خفض اخر لحماية السوق فيما يحوم سعر الخام الاميركي حول 30 دولارا. غير ان الوزراء قد يشعرون بارتياح نتيجة خفض توقعات نمو الامدادات المنافسة في 2003 مما ينعش امالهم بالابقاء على الاسعار قوية للعام الخامس على التوالي. وهذا الشهر خفضت وكالة الطاقة الدولية التي تقدم استشارات في مجال الطاقة لست وعشرين دولة صناعية توقعاتها لانتاج المستقلين في العام الجاري الى 49 مليون برميل يوميا بزيادة نحو مليون برميل عن العام الماضي الا انه يقل نحو 300 الف برميل عن توقعاتها في اوائل العام. وقال ديفيد فايف محلل الامدادات في الوكالة في باريس "جاء التراجع الرئيسي هذا العام من بحر الشمال بسبب طول فترات التوقف وفي الولايات المتحدة اذا ان اسعار الغاز الطبيعي المرتفعة قلصت انتاج سوائل الغاز الطبيعي". وتوقعت الوكالة ان ينمو انتاج المنتجين خارج اوبك بمقدار 1,45 مليون برميل يوميا العام المقبل وهو اكبر حجم نمو على الاطلاق. وقال محللون ان من المحتمل ان تكون الامدادات الفعلية اقل مرة اخرى. وتقود النمو المتوقع في العام المقبل روسيا والصين وانجولا وكازاخستان وكولومبيا وهي تعاني جميعا من عدم استقرار داخلي يمكن ان يحد من تدفقات النفط. وقال ادم سيمينسكي من دويتشه بانك"جاء نمو الامدادات خلال التسعينات من العام الماضي من اماكن مستقرة مثل بحر الشمال والولايات المتحدة وفي العقد الحالي تأتي من اماكن تشهد اوضاعا سياسية اقل استقرار بكثير". ويتوقع ستيفن بفايفر من ميريل لينش ان تنمو الامدادات من خارج اوبك بمقدار 700 الف برميل يوميا العام المقبل. وقال ان التحول الهيكلي لاعمال النفط العالمي يعني انه كانت هناك مبالغة مستمرة في تقدير نمو الانتاج خارج اوبك. وقال بفايفر ان ارتفاع تكلفة استخراج النفط من مكامن نفطية مستغلة منذ فترة يزيد من احتمال تأجيل المشروعات ويزيد الشعور بخيبة الامل فيما تتطلع شركات النفط لزيادة الارباح عن طريق خفض التكلفة. واضاف "سيقل نمو امدادات المنتجين المستقلين خارج الاتحاد السوفييتي السابق عن التوقعات فيما ترتفع تكلفة اكتشاف وتطوير احتياطيات نفط جديدة بينما يظل الانفاق الرأسمالي للشركات متجمدا عند المستويات الحالية". غير ان معظم المحللين مازالوا يتوقعون نمو الانتاج خارج اوبك بين 2004 و2006 مع بدء تشغيل مشروعات ضخمة في الاتحاد السوفيتي السابق وغرب افريقيا. وتعني ارقام وكالة الطاقة الدولية لعام 2004 ان الطلب على نفط اوبك سيهبط العام المقبل الى 25,1 مليون برميل يوميا مقابل 25.9 مليون برميل هذا العام وهو سبب كاف لخفض المنظمة الانتاج لدعم الاسعار.