وكأنه يوزع اوراق اللعب، فرش ريتشارد نيتش الطاولة الممدودة امامه بصور الكلاب والابقار والجياد واللاما، بل والكانجارو، ثم اخذ يتلو قصة كل واحد من هذه الحيوانات التي جهزها بالاطراف الاصطناعية، وقد حكت القصص صورها. بين الحيوانات تلك كانت اللاما (موتشا) التي ضاهت ساقها الاصطناعية بلونها لون فروها البني الطبيعي. والجراح البيطري دافيد اندرسون في جامعة اوهايو تشارك قبل ثلاث مع مدير شركة لصنع الاطراف لاعطاء الحيوانات مبتورة القوائم فرصة جديدة للعيش. وقد تلقى اندرسون في العام 1993م اول طلب لاجراء عملية جراحية لبقرة لكي يتم تريكب طرف اصطناعي لها حتى تتمكن من مواصلة التوالد.. وبعد ذلك اجرى عمليات اطراف اصطناعية مرة كل سنتين.
اللاما موتشا البالغة من العمر ست سنوات، كسرت ساقها اليمنى في الربيع الماضي، وقد لاحظت مالكتها ليندا كوبياك من نافذة غرفتها ان موتشا تعرج، ثم ما لبثت ان انطرحت ارضا غير قادرة على الحراك. وسمعت ليندا عن اندرسون من الاصدقاء فاخذت موتشا اليه لمعالجتها. حيث قام ببتر الساق المعطوبة ثم صنع لها ساقا اصطناعية. ويقول اندرسون: ان اصحاب الحيوانات يلجأون الى الاطراف الاصطناعية لحبهم للحيوانات او لرغبتهم في الاحتفاظ بها لاسباب مالية، فحيوانات اللاما تربى للاستفادة من فرائها، والحيوانات التي تفقد احدى قوائمها قد تصبح غير قادرة على التناسل. ويضيف اندرسون أن ثمة طلبا (متزايدا) على الاطراف الاصطناعية، واصحاب الحيوانات يريدون تحسين نوعية حياة حيواناتهم وقد باتوا يرضون بتركيب اطراف اصطناعية لها. ويقول السكرتير التنفيذي للكلية الامريكية للجراحين البيطريين انه سمع عن حالات فردية لتجهيز حيوانات باطراف اصطناعية، ولكنه لا يعرف احدا حول ذلك الى مهنة.ويقول: ان الحيوان لا يستطيع ان يقول لي انه يتأ لم او انه سيسقط، ولذلك ينبغي ان يكون الطرف المصنوع متقنا للغاية، وفي البداية يحاول الحيوان التخلص من الطرف الاصطناعي، وبعض الحيوانات يحتاج الى وقت اطول من الحيوانات الاخرى لكي تعتاد. ولا يحقق مصنع الاطراف الذي يملكه ريتشارد نيتش ارباحا اذ يطلب فقط اجرة عمله وثمن المواد المستعملة وبالنسبة لمعظم الحيوانات يكلف الطرف الاصطناعي الجديد بين 400و 600 دولار وبالنسبة للجياد، يتراوح السعر بين 500 و 1000 دولار.