بعد اطلاق النار على الخاطف صوب الضابط مسدسه الى زميله وصاح مندفعا في ممر الطائرة الجامبو نحن ضباط شرطة. ضع يديك فوق رأسك واستدر.. وقام الضابط وزميله بتقييد رجلين وطمأنة الركاب وبعضهم كانوا مصابين ويبكون عندما اطلق المسلح النار في الدرجة الاولى. وعلى مسافة خطوات من قمرة القيادة وقف الضابطان وهما يصوبان مسدسيهما الى الخاطفين وامرا الركاب باتباع الاوامر.
هبطت الطائرة واندفع اليها رجال الامن بالمطار. ورغم ان الطلقات كانت حبيبات من الطلاء والركاب دمى فان العملية كانت لهدف محدد.. تدريب ضباط الجو المتنكرين في هيئة ركاب والمنتشرين في الاف الرحلات الجوية الامريكية وكانت محاكاة عملية الاختطاف جزءا رئيسيا من التدريب.
وفي مركزالتدريب باتلانتيك سيتي يتمرن الضباط على اطلاق النار والمعارك اليدوية لنزع سلاح الخاطفين. كما يتدربون على الهبوط من مزالق النجاة واسلحتهم بأيديهم وعلى اطلاق النار واصابة الهدف وهم جلوس ومعرفة اللوحات الرئيسية في قمرة القيادة.
والهدف تجنب ما حدث في 11 سبتمبر 2001 عندما استولى 19 خاطفا على اربع طائرات ركاب امريكية وارتطموا بها عمدا بمركز التجارة العالمي في نيويورك ووزارة الدفاع (البنتاجون) في واشنطن.
قال توماس كوين مدير الوكالة الاتحادية لضباط الجو يجب علينا طمأنة الجمهور بأنهم يستطيعون الطيران بامان. في وضع خطر يجب على الضباط السيطرة على الموقف سريعا. ويؤكد المدربون هذه الامور طوال الوقت. صاح مدرب ضخم الجثة وهو يتفقد نقاط التدريب على الانقضاض على المهاجمين وشل حركتهم وانتزاع سلاحهم تذكروا انكم يجب ان تقوموا بهجوم مضاد وتستعيدوا السيطرة على الموقف. واصابة الهدف في حيز ضيق مكدس بالركاب احدى المهارات الاساسية التي يجب توافرها في ضباط الجو. قال كوين وهو يصطحب وزير الامن الداخلي توم ريدج وصحفيين في جولة بمركز التدريب الملحق بمطار اتلانتيك سيتي نفرض قواعد دقة اكثر صرامة منها في الوكلات الامنية السرية. واتسع برنامج ضباط الجو كثيرا بعد هجمات 11 سبتمبر عندما كان عددهم 33 فقط. وامر الرئيس جورج بوش بزيادة العدد. وتقدم للالتحاق بهذه الخدمة 197 الفا.
واثار التوسع السريع في البرنامج الذي بلغت ميزانيته في سنة 2003 المالية 545 مليون دولار انتقادات. وشكى ضباط الجو انهم مثقلون بالعمل وجداول مواعيدهم سيئة واحيانا لا يستطيعون تغطية مهامهم لانه مطلوب منهم ارتداء بذلات كاملة.
وانتقد تقرير من الجهاز العام للمحاسبة ممارسات ادارة البرنامج وقال ان الضباط لا يحصلون على قدر كاف من الراحة حتى يكونوا في حالة تأهب تام اثناء الطيران. كما اشار التقرير الى بطء عمليات الاستقصاء الامني عن المرشحين لهذه الوظيفة والخلافات بين الضباط وشركات الطيران. ولكن كوين قال انه تم تطوير البرنامج ليعمل بالكمبيوتر وتقليل ساعات العمل وتخفيف قيود الملابس الرسمية حتى يستطيع ضابط الجو ان يندمج مع الركاب بدون انكشاف هويته.
وتساءل البعض عن فائدة ضباط الجو حيث اصبحت ابواب قمرة القيادة محصنة واصبح الطيارون مسلحين واساليب تفتيش الركاب صارمة في المطارات. ولكن كوين يقول انه لا يمكن الاستغناء عن هذه الخدمة وان انعدام الاختطاف وعدم وجود مجرمين على متن الطائرة نجاح لنا.. انه ليس مجرد تأمين قمرة الطائرة بقدر ما هو اكتساب ثقة ركاب الطائرات في القيام برحلات آمنة.