يحكى أن رجلاً فقيراً اشترى دجاجة وجعلها في مزرعته المتواضعة، وفي صباح يوم من الأيام تفاجأ بأن الدجاجة تجلس على بيضة من ذهب، لم يُصدِّق ما رأى وظن أن في الأمر خدعة أو لعلها من مقالب "الكاميرا الخفية".
أخذ البيضة وهو غير مُصدِّقٍ وطار بها إلى أحد أصدقائه ممن له خبرة في الذهب، فلما تفحصها صاحبه قال له: هذا ذهب خالص غير مزيّف، وهنا غمرته سعادة يصعب وصفها وأخذ يقفز ويصيح من شدة الفرح "ما أروعك من دجاجة !! ".
وفي اليوم التالي باضت له بيضة أخرى من ذهب واليوم الثالث والرابع كذلك ، حتى صار صاحبنا يأتيها قبل الفجر ليحضر ميلاد الذهب، ويوماً بعد يوم تعاظم حرصه وزاد شغفه بالذهب فصار ينام الليل عندها وكانت دقائق انتظاره تمرّ عليه مَرَّ السنين.
وذات مساء .. سأل نفسه السؤال الذي دمّر حياته وأنهى قصة غناه:
لماذ أُتعبُ نفسي وأشقيها كل يوم بانتظار هذه الدجاجة وهي تبيض بيضة من ذهب؟
وهنا كان القرار "الخاطئ" الذي أنهى كل شيء، حين قرر أن يبقر بطن الدجاجة كي يأخذ كل البيض الموجود، فكانت الصدمة حين لم يرَ سوى أحشائها وما وجد من الذهب شيئاً، فماتت الدجاجة وخسر معها الذهب.
هذه قصة رمزية يسوقها أرباب فن الإدارة حين يتحدثون حول الإهتمام بالمُنءتَج ( product ) على حساب مصدر الإنتاج، وفي رأيي أن البيت هو أعظم منظومة إدارية ينبغي على الإنسان أن يتعلم فيها ويمارس فنون الإدارة، لذلك سردت هذه الحكاية محاولاً إسقاطها على أرض الواقع.
إن الإهتمام والرعاية يجب أن ينصبا على مصدر الإنتاج أولاً قبل المُنتَج ليستمر الخير ويتواصل العطاء..
فلا ينبغي للزوجة أو الزوج أن يقضي جلَّ وقته ويصرف كلَّ اهتمامه للأبناء وتربيتهم وقضاء حوائجهم مع نسيانٍ وإهمالٍ لمصدر هذا الإنتاج سواء كانت الزوجة أو الزوج، ففي هذا قتلٌ للطرف الآخر الذي كان سبباً في وجود هذا الذهب (( الأبناء )) بين يديك.
عزيزتي الزوجة/عزيزي الزوج:
إن من حق أبنائنا علينا أن نهتم باهتماماتهم ونعيش معهم همومهم وليس في ذلك منّة أو فضل بل هو واجب على عاتق كل أبٍ أو أم تستشعر مسؤليتها تجاه أبنائها، ولكن ما أردت التأكيد عليه هو ألا يكون ذلك الإهتمام وتلك الرعاية على حساب الطرف الآخر.