كشفت تقارير نتائج الشركات الالمانية الكبرى خلال الربع الثالث من العام الحالي عن تحسن كبير في أدائها في الوقت الذي تتزايد فيه ثقة مجتمع الاعمال بشأن مستقبل الاقتصاد الالماني. ففي الوقت الذي كشف فيه تقرير معهد إيفو الالماني للدراسات الاقتصادية عن تحسن ثقة المستثمرين الالمان في الاقتصاد خلال نوفمبر الماضي للشهر السابع على التوالي جاءت النتائج ربع السنوية للشركات الالمانية الكبرى مثل عملاق الالكترونيات سيمنس وشركة الاتصالات التليفونية دويتشه تيليكوم وشركة الطاقة (آر. دبليو ئي) لتضيف المزيد من التفاؤل باحتمال أن أكبر اقتصاد في أوروبا اصبح على طريق الانتعاش بالفعل. ويقول يورجن هامبرخت الرئيس التنفيذي لشركة باير أكبر شركات الكيماويات في العالم من حيث حجم المبيعات "الارقام الاخيرة لاعمالنا تمنح الامل في أننا وصلنا إلى أقصى درجات التراجع بالفعل" قبل أن تبدأ مسيرة الصعود. في الوقت نفسه يلتزم بعض المحللين جانب حذر في التعامل مع التوقعات الكبيرة بانتعاش الاقتصاد الالماني ويشيرون إلى أن جانب الايرادات لدى كثير من الشركات الالمانية مازال بصورة أو بأخرى باهتا.
وفي الواقع فإن ما حققته أغلب الشركات من أرباح جاء بصورة أساسية من خلال إجراءات خفض النفقات والاجراءات الصارمة لخفض ديون الشركات وهو ما ساعد كثيرا من الشركات في تسجيل أرباح فاقت في حالات كثيرة توقعات المحللين خلال الربع الثالث من العام الحالي. وهذا الحديث ينطبق على شركة سيمنس ثالث أكبر مجموعة صناعية في ألمانيا والتي حققت خلال الربع الثالث من العام الحالي أرباحا وصلت إلى724 مليون يورو (875 مليون دولار) مقابل 53 مليون يورو خلال نفس الفترة من العام الماضي مع توقعات بزيادة الارباح بنسبة عشرة في المائة خلال عام 2004.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة سيمنس هنريش فون بيير الذي استغنى عن عشرين ألفا من العاملين بالشركة وتمكن من إصلاح وضعها الاقتصادي بعد عامين من الخسائر اعتقد أننا جميعا يمكن أن نكون سعداء. وما حققته سيمنس تحقق مع العديد من الشركات الالمانية الاخرى التي تمكنت من تجاوز توقعات المحللين خلال الربع الثالث من العام الحالي مثل شركة مترو لمتاجر التجزئة التي حققت زيادة في أرباحها قبل سداد الضرائب خلال الربع الثالث من العام الحالي قدرها12.4 في المائة وهو ما يتجاوز توقعات المحللين. كما أن انتعاش أسواق المال وخفض النفقات وتراجع معدلات خسائر الديون ساعد البنوك الكبرى على تجاوز الاوقات العصيبة التي مرت بها. كما حققت شركتا الملابس والمعدات الرياضية الالمانيتان الشهيرتان بوما وأديداس زيادة كبيرة في الارباح بعد أن ضاعفت بوما أرباحها قبل سداد الضرائب خلال الربع الثالث من العام الحالي تقريبا في حين حققت أديداس زيادة في صافي أرباحها ربع السنوية بنسبة 15 في المائة. والمؤكد أن الصورة المشرقة لمستقبل الاقتصاد في ألمانيا ظهر بصورة كبيرة في نتيجة المسح الشهري لمعهد ايفو لمستوى ثقة المستثمرين في الاقتصاد الالماني حيث سجلت ثقة المستثمرين خلال نوفمبر الماضي زيادة للشهر السابع على التوالي.