كل منا يسعى في حياته إلى تحقيق أهدافه وأمنياته من خلال العمل بأنواعه الشتى ودروبه المختلفة ودرجاته المتفاوتة فتنعكس الشخصيات والأدوار حسب متطلباته وحاجاته لتنشيء للفرد صفاته المتميزة والإنسانية التي تميزه عن غيره وتحدد له المستوى الاجتماعي والفلسفة مع الحياة والسلوكيات فتكتمل دائرته من خلال مهنته التي يزاولها ويتبين له وجهات نظر بمعتقداته وآرائه وخبراته ويبحث عن الحياة المستقرة المتزنة والتي أرسمها هنا من خلال مثلث متساوي الأضلاع ولنبدأ في تناول عناصره بالتحليل والبحث..
* ضلع الصداقة.. ويمثل الجانب الأقوى والركيزة الصلبة في المسيرة المهنية.. وهماً وحلماً.. من خلال الظلال على الرؤية وابجديات العطاء والإنجاز فترتسم القدرات الخاصة مع الشخصية والميول.. هذه القدرات ومثيلاتها وأنواع الصداقات وطباعها وتميزها عن باقي جوانب شخصيات العمل متجددة مع مرئيات ونظريات يفرضها طابع ونوع العلاقات المهنية ولكل مجال دوره في علاقاته وأفراده ونسب التقارب الذهني والفكري والاجتماعي بينهم!!
* ضلع العمل.. كمسئوليات تتحدد معها أنواع التعامل والعلاقات المترابطة والتي تشكل الطابع العام له في تكوين وتشكيل الشخصية والذاتية لدى الفرد والإنتاج والخبرة والدعم مع الأفراد وتنمية الموارد والهبات والعطاءات الفعالة تكسب المهارات الفنية والاتجاهات العقلية لديهم..!!
* ضلع الزواج.. الذي ترسم من خلاله صورة المستقبل والاستقرار العائلي فيساهم في رسم الصورة المتكاملة للحياة فتتأثر ملامحنا من خلاله ونتأثر به.. ونبدأ في رسم الأهداف والوصول إلى تحقيقها..!!
بالربط بين هذه وتلك وذاك تظهر خطوط تحديد الأساليب الشخصية والسلوكيات والعواطف لتبقى واضحة على المهنة ودورنا في الإنتاج وتظهر الديكتاتورية في الكثير من قرارات الحياة والحزم بسرعة التصرف واليقظة والسلطة وأنواع كثيرة حسب اختلاف سلوكيات المهن.. فيتضح أمامنا الكثير من الخطى التي تحظى بالعناية لدى الشخصيات ذات الحركة الديناميكية فنجدهم يميلون إلى المهن ذات التضحية والعطاء الذي لا ينضب والمسئوليات الجسيمة بينما بالمقابل لهم شخصيات ذات منطق وفلسفة تنظر بمنظار القياس والعرف والنظريات التطبيقية والفلسفية فتميل إلى المهن ذات الأبعاد الفنية والميول الأدبية والثقافية.. أما سواها مما تتصف بالروتينية فشخصياتها ذوات طموحات محدودة بلا عطاء واثارة مفقودة.. ولو أننا تناولنا هذه القضية بإسهاب لوجدنا نماذج كثيرة من الصعب حصرها وضبطها داخل حيز واحد من العرض والإيضاح.. لذا.. نكتفي بتوجيه إشارة بالبنان إلى المهنة لندرك من خلالها أنواع الشخصيات والسلوكيات الضرورية بداخلها والتي يرتسم على طابعها التأثير في العواطف والإيجابيات.