أخبار متعلقة
تجري وزارة التربية والتعليم حالياً دراسة لتطبيق نظام الدراسة الفصلية لطلاب الصف الثالث الثانوي، بحيث تقسم المواد الدراسية على فصلين دراسيين، تدرس كل مجموعة من المواد في فصل دراسي مستقل، وينتهي الطالب من المادة مع نهاية الفصل الدراسي، وفي حال رسوبه تبقى معه المادة للفصل الدراسي الثاني.
وتأتي هذه الخطوة من الوزارة التي يتوقع ان تبدأ في تطبيقها بعد إقرارها، ضمن الخطوات التطويرية، التي تسعى إليها، للرقي بأنظمتها، ولتحقيق أهدافها التربوية والتعليمية.
(اليوم) استطلعت آراء عدد من الطلبة والمعلمين حول الفكرة، وتباينت الآراء بين مؤيد ومعارض ومتحفظ.
توازن في السهولة والصعوبة
يقترح عبدالرحمن الحدندن الطالب في الصف الثالث الثانوي قسم العلوم الطبيعية ان تراعى مستويات الطلاب حين تطبيق فكرة تقسيم المواد على فصلين دراسيين، حيث يكون هناك توازن في السهولة والصعوبة، وتحقيق معادلة التكافؤ، فليس من المعقول ان يتم جمع أكبر عدد من المواد التي يرى غالبية الطلاب أنها صعبة في فصل دراسي واحد، وان تترك المواد التي توصف بالسهلة للفصل الآخر، فهذا سيربك الطلاب.
ويصف فؤاد السلطان (ثاني ثانوي، علوم طبيعية)، الفكرة من حيث المبدأ بأنها جيدة، يقول: إنها ستقلل المواد، غير أنه يطالب بمعالجة التكتل الكثير من الموضوعات في المادة الواحدة في فصل دراسي واحد بدلاً من فصلين.
زيادة أيام الاختبارات
ورغم تأييده الفكرة، إلا ان أحمد العطوي (ثالث ثانوي، علوم شرعية)، يرى ضرورة التنويع بين المواد، حتى لا يصاب الطالب بالملل، غير أنه يربط ذلك بعدد المواد التي ستدرس في الفصل الواحد.
ومن الإيجابيات التي يراها علي السهو (ثالث ثانوي، علوم طبيعية) في الفكرة هي تقليل عدد المناهج وأيام الاختبار في الفصل الدراسي الواحد، مما سينعكس إيجابياً على نفسية الطالب.. ويتمنى السهو ان يكون هناك فاصل زمني بين كل اختبار وآخر، فمثلاً يكون بين كل اختبار وآخر يومان، طالما ان عدد المواد أقل، فالطالب مطلوب منه مذاكرة منهج أطول، لكي يختبر فيه.
تخفيف الضغط النفسي
أما محمد الشخص (ثانوية عامة، علوم إدارية واجتماعية) فيصف الفكرة بـ (الجريئة لتطوير الأسلوب التعليمي)، يقول: إنها ستساعد في التخفيف من الضغط النفسي الذي يقع على طلاب الثالث الثانوي، لأهمية هذه المرحلة في مستقبلهم التعليمي والوظيفي.
وفي نفس الوقت فإن الشخص يطالب باستثناء بعض المواد ذات المناهج الطويلة من التطبيق، مثل الرياضيات والكيمياء مثلاً في القسم العلمي.
تكثيف الدروس
وبعكس النظرة الإيجابية التي يحملها الشخص للقرار، يبدي سعد العجيل عدم ارتياحه من تطبيق القرار، يقول: المملل سيكون طابع الفصل الدراسي، باعتبار ان مادة الرياضيات مثلاً سيتم تكثيف حصصها، من أجل الانتهاء من المنهج كاملاً في فصل دراسي واحد.
وينتمي أحمد الملاك (ثالث ثانوي، علوم شرعية) إلى المؤيدين لتطبيق القرار، ولكنه يشترط مراعاة تقسيم المواد على الفصلين من ناحية الصعوبة والسهولة، ومواد التخصص والمواد الأخرى، للتخفيف من الضغط على الطلاب.
قرار إيجابي
وبعد رصد آراء عدد من الطلاب، حاولنا رصد آراء عدد من المعلمين ومديري المدارس، حيث يعتبر محمد عبدالمحسن الاحمد مدير ثانوية هوازن وأحد المشاركين في مشروع تطوير الاختبارات التحصيلية، القرار إيجابيا، يقول: من أبرز إيجابياتها رفع المستوى التحصيلي العام للطلاب، وتقليل الضغط الناتج من المحتوى العلمي الكبير في المقررات الدراسية.
ويتفق معه في إيجابية الفكرة المعلم بدر العيد، الذي يقول: القرار سيعطي الطالب مساحة كبيرة في التركيز على المادة طوال الفصل الدراسي، وعموماً قد يختلف الأمر من مادة إلى أخرى.
إلا الرياضيات
ورغم ان إبراهيم العيثان (معلم رياضيات) يؤيد الفكرة، لأنها ستقلل عدد المواد، مما يزيد من تركيز الطالب، لكنه يقول: الفكرة لا يمكن تطبيقها على مادة الرياضيات، لكثرة محتواها، ولأن تدريسها في فصل واحد يزيد من صعوبتها، ويؤدي إلى إرهاق الطالب، خاصة إذا درسها في 12 حصة أسبوعياً.
ويشاركه في تأييد الفكرة المعلم علي البراهيم، الذي يقول: الفكرة جميلة، وإذا ما طبقت فستكون فرصة لتطوير عجلة التعليم، ولكن ستحتاج إلى تطوير في المستقبل.
دمج مواد
كما يصف المعلم أحمد الكشي القرار بالإيجابي، يقول: سيساهم في تقليل المواد وتركيز جهد الطالب، ولكن الكشي ينبه إلى أنه سيؤدي إلى مضاعفة كمية المعلومات للمادة الواحدة ومضاعفة عدد حصصها في الفصل الدراسي الواحد، وقد يسبب الملل.
ويقترح الكشي لتلافي هذه السلبيات ان تدمج مواد مع بعضها، للتقليل من كمية المعلومات وحذف المعلومات المكررة.
بعد دراسة مستفيضة
ويؤكد سعيد الاحمد (ولي أمر طالب) على ضرورة عدم تطبيق الفكرة إلا بعد دراستها باستفاضة، يقول: تطبيق الفكرة سيكون لها نتائج كبيرة على مصير أبنائنا الطلبة، وقد تكون لها سلبيات كثيرة، ورغم أنني أؤيد الفكرة بوجه عام، إلا ان تطبيقها بسرعة قد يجر بعض السلبيات.
ويرى سلمان الفضل (مرشد طلابي) ان تطبيق الفكرة أصبح مطلباً ملحاً ومهماً في عصر المعلوماتية، ويتمنى ان يصاحب تطبيقها إضافة برامج علمية ومهنية تساعد الطلاب في تحديد ميولهم المستقبلية.
الدروس قد تشهد تكثيفاً لإنهاء المنهج في المدة المحددة