إذا كان مونديال 1979 باليابان قد قدم للعالم الأسطورة الأرجنتينية دييجو أرماندو مارادونا فإن مونديال 2003 قدم للعالم اسماعيل مطر مارادونا الإمارات الذي قدم هو وزملاؤه عرضا رائعا فاستحقوا أن يقهروا منتخب استراليا قاهر البرازيل وأن يصعدوا بكل جدارة واستحقاق لدور الثمانية لأول مرة في تاريخ الكرة الإماراتية ليلاقوا منتخب كولومبيا اليوم الجمعة.
لقد أغرق مطر قارة استراليا، فتساقطت أمامه ناطحات السحاب، ولم يشأ اسماعيل وزملاؤه ان تتحول المباراة الى وقت اضافي غير مأمون العواقب، فأجهزوا على الكانجارو في توقيت مناسب لتشتعل مدرجات الشارقة فرحا بانجاز أبناء الإمارات الذين أثبتوا انهم لم ينظموا البطولة ليكسبوا ذهبية التنظيم فحسب، بل لتحقيق النتائج التي من شأنها ان تجعل للأبيض الشاب كلمة مسموعة في أروع بطولة في تاريخ مونديال الشباب.
وعندما نطلق على النجم الموهوب اسماعيل مطر لقب مارادونا الإمارات فإننا نجسد اعجابنا الشديد بموهبة النجم الرائع الذي أمتعنا جميعا وهو يتلاعب بالدفاع المنافس وكان أشبه بزلزال أصاب الأبراج الاسترالية!
ولأن النجاح يقود لمزيد من النجاح، فمن حقنا أن نطمحفف بعد أن انفتحت الأبواب أمام الأبيض الشاب، ومن حقنا ان نحلم بتجاوز المنافس الكولومبي، بعد ان أصبح المنتخب الوطني ومعه منتخب اليابان الجناحين اللذين تطير بهما الكرة الآسيوية في هذا المونديال الذي يسير من نجاح الى نجاح، كما ان الأبيض الإماراتي بات الأمل العربي الوحيد في هذه البطولة بعد خروج منتخبي مصر والسعودية، ولم نذهب بعيدا عندما أشرنا في زاوية الأمس الى ان منتخب الإمارات هو الأمل الأخير للعرب في مونديال الشباب، وكان لاعبو الإمارات عند حسن الظن بهم عندما قدموا أفضل مباراة لهم في المونديال، فوضعوا كل استراليا في الموقف الصعب، فحجز المنتخب الاسترالي تذاكر العودة الى سيدني بدلا من الفوز بتذكرة الصعود إلى سلم دور الثمانية!
@@@
كل التحية للجماهير الاماراتية المخلصة التي وقفت خلف فريقها وضاقت بها مدرجات استاد الشارقة في مشهد رائع لم يسبق ان شهده الملعب البيضاوي في تاريخه، وكان طبيعيا ان يرد الأبيض الشاب على تحية جماهيره بأفضل منها عندما أسعد كل العرب بصعوده الرائع لدور الثمانية.
وإلى المزيد من النجاحات إن شاء الله.
@@ جريدة الاتحاد الإماراتية