ذكرت وكالة الانباء السودانية أن الرئيسين السوداني والتشادي وافقا على تنظيم مؤتمر للقبائل التي تعيش في مناطق الحدود المشتركة بين البلدين سعيا إلى إنهاء العنف في منطقة دارفور. ودعا الرئيس السوداني عمر البشير والتشادي إدريس ديبي راعي مفاوضات السلام بين الحكومة السودانية والمتمردين في دارفور إلى عقد المؤتمر في أعقاب محادثات بينهما جرت امس الاول في العاصمة السودانية الخرطوم. وقال ديبي لوكالة الانباء السودانية عقب زيارة قصيرة وعاجلة للسودان إنه وفقا للاتفاق ستنسق الدولتان جهودهما من أجل وضع ميثاق للامن والتعاون لمعالجة القضايا المعلقة بين القبائل في المنطقة. وكانت دارفور وأجزاء أخرى من غرب السودان مسرحا لقلاقل عنيفةأدت إلى تشريد مئات الآلاف من السكان حسبما ذكر مكتب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة. من جانبها قالت المعارضة إن الاتفاق مجرد واجهة للتغطية على الفظائع التي ارتكبتها الميليشيات الموالية للحكومة في حق المدنيين العزل.
واعترف ديبي بوقوع اشتباكات بين الحين والآخر بين القبائل التي تعيش في المنطقة الحدودية لكنه أرجعها إلى المنافسة بين القبائل الرعوية والزراعية في المنطقة .
بدوره اعترف الرئيس السوداني عمر البشير بأن المشاكل الحالية في دارفور أصبحت هاجسا للبلدين ، مشيرا الى أن أي إفراط أمني في دولة ينعكس أثره علي الدولة الاخرى . وكانت السودان وتشاد اتخذا خطوات لانهاء العنف. ووقع البلدان بروتوكولا عسكريا في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي يسمح للحكومة التشادية بنشر قوات بهدف وقف العنف في دارفور.
وكان مسئول بوزارة الخارجية الامريكية قال ان واشنطن تعتقد بان اتفاق السلام بين الحكومة السودانيه و الحركة الشعبيه لتحرير السودان والذى يتباحث حوله الطرفان فى نيروبى سيبرم قبل نهاية الشهر الحالى.
واوضح مساعد وزير الخارجيه الامريكى للشئون الافريقيه تشارلز سنايدر فى تصريحات له بهذا الخصوص ان كينيا الوسيط الرئيسى لرعاية المباحثات قد حددت موعدا قبل الخامس والعشرين من الشهر الجارى لتوقيع اتفاق شامل ونهائى للسلام ، وان هناك قضيتين تفصلان بين الطرفين وتحتاجان الى ارادة سياسية لتسويتهما لكن الفجوة بينهما يمكن التغلب عليها اذا كانا على استعداد لان يكونا شريكين، مشيرا الى ان الخلاف يكمن فى اقتسام الثراوت السودانية بما فى ذلك عائدات النفط ومصير ثلاث مناطق يطالب الجانبان بها
من جانب اخر اعرب دبلوماسيون غربيون يعملون في السودان عن قلقهم بعد جولة قاموا بها في ولاية دارفور غرب السودان ودعوا المجتمع الدولي الى تقديم مساعدات انسانية عاجلة الى هذه المنطقة، فقد لفت سفير المانيا هانس غونتر غنودكيه والقائم بالاعمال الفرنسي عيسى مارو في مؤتمر صحافي عقداه مساء امس الاول في الخرطوم الى الظروف المأساوية التى يعيش فيها اللاجئون في ولاية دارفور الصحراوية على الحدود مع تشاد.
وقال مارو ان اللاجئين بحاجة الى الغذاء والخدمات الطبية والصحية ويعانون من اوضاعا مأساوية مؤكدا على ان فرنسا قدمت في الآونة الاخيرة مساعدة انسانية لولاية دارفور بقيمة 230 الف يورو،مشددا على ضرورة التوصل الى حل في دارفور في الوقت توشك فيه الحكومة السودانية على التوصل الى اتفاق سلام مع المتمردين في جنوب السودان، قائلا ان فرنسا والمانيا تؤيدان مبادرة الحكومة التشادية التى ترعى المحادثات بين الخرطوم ومتمردي دارفور، الا انه اشار الى ان ارجاء المحادثات المقررة في تشاد اعتبارا من بداية كانون الاول/ديسمبر يشير الى ان هذه المحادثات تواجه صعوبات .
وكان الدبلوماسيان زارا مخيما للاجئين قرب نيالا كبرى مدن ولاية دارفور ووصفا الوضع هناك بانه مرعب وحذرا من ان المساعدة التى تصل الى اللاجئين ليست كافية.