تتحرك البنوك الاجنبية بقوة لدعم تواجدها في السوق المصرفية في ألمانيا صاحبة أكبر اقتصاد في أوروبا.
ومنح هذا التوجه من جانب المؤسسات المالية الاجنبية لفكرة اندماج البنوك الالمانية العديدة لتكوين كيانات مالية أكثر قوة زخما جديدا في ظل حالة التفتت التي تعاني منها الصناعة المصرفية الالمانية. ففي الاسبوع الماضي اتخذ مجلس إحدى المدن في الجزء الشرقي من ألمانيا خطوة ثورية إلى حد كبير بالنسبة للقطاع المالي الالماني عندما أعلن أنه يخطط لطرح بنوك الادخار التابعة له للبيع في محاولة لتشجيع الاندماجات في القطاع المالي وبين البنوك الاقليمية في ألمانيا. وكانت ثلاثة بنوك ألمانية للادخار في دوسلدورف وكولونيا وبون قد أعلنت في مطلع الشهر الحالي عن إجراء مفاوضات فيما بينها بشأن الاندماج لتكوين مجموعة مصرفية جديدة تنافس بعض المؤسسات المصرفية الالمانية الكبرى. وجاء هذا الاعلان في أعقاب إعلان اثنين من البنوك الاخرى المملوكة للدولة وهما (لاندسبنك بادن فيرتمبرج) و(لاندسبنك راينلاند فالز) أن محادثات تجري بينهما للاندماج وهو ما يمكن أن يعطي قوة دفع إضافية لفكرة الاندماج بين المؤسسات المالية الالمانية المملوكة للدولة. في الوقت نفسه تستعد هذه البنوك لفقد الضمانات الحكومية عام 2005. ويمكن أن يخفف بيع البنوك المملوكة للدولة الضغوط المالية التي تعاني منها حكومة المستشار الالماني جيراهارد شرودر وحكومات الولايات التي تعاني من تضخم العجز في موازنتها نتيجة تراجع عائدات الضرائب والقواعد الصارمة لعجز الموازنة في الدول الاعضاء في منطقة العملة الاوروبية الموحدة وألمانيا واحدة منها. ورغم أن قرار مجلس مدينة سترسلوند بعرض بنوك الادخار التابعة له للبيع سيواجه الكثير من العقبات القانونية فإن كثيرا من البنوك التجارية أشارت إلى اهتمامها بشراء هذه البنوك التي يقدر المحللون قيمتها بنحو خمسين مليون يورو (60 مليون دولار).
يرى كثير من المحللين أن إعادة هيكلة البنوك المملوكة للدولة في ألمانيا خطوة ضرورية للغاية لاعادة إنعاش قطاع البنوك الذي يعاني من التشبع مع استمرار الشائعات باحتمال بيع أو اندماج البنوك الالمانية الاربعة الكبرى (دويتشه بنك) و(إتش.في.بي. بنك) و(درسدنر بنك) و(كوميرس بنك). ورغم الرفض الرسمي فإن العديد من البنوك الاجنبية الكبرى مثل (كريدي سويس) السويسري و(رويال بنك أوف سكوتلاند) البريطاني و(أيه.بي.إن. أمرو) الهولندي و(يوني كرديتو) الايطالي تبحث عن أي فرصة لتأكيد وجودها في سوق المال الالمانية الضخمة. وأعلنت هذه البنوك بالفعل رغبتها في شراء أحد البنوك الالمانية الكبرى. في الوقت نفسه تسعى البنوك الاجنبية على تدعيم تواجدها في السوق الالمانية في ضوء المؤشرات القوية إلى انتعاش الاقتصاد الالماني مستقبلا بعد تجاوز مرحلة الركود التي مر بها خلال السنوات الثلاث الماضية. ويقول بيتر كويم رئيس اتحاد البنوك الاجنبية في ألمانيا هناك توجه أساسي إيجابي نحو المانيا.
وكان بنك الاستثمار الامريكي (ليمان برازرز) قد نقل بالفعل عشرة من المصرفيين التابعين له من لندن إلى فرانكفورت لتدعيم عملياته في ألمانيا. كما أعلنت مؤسسة (فيتش) للتقييم المالي أن عام 2004 سيكون عام اندماجات المصارف في أوروبا.