واخيرا.. سقط صدام حسين بيد قوات الحلفاء ليتنفس الشعب العراقي الصعداء بعد سنوات عجاف من الذل والقهر والاستعباد. فقد عمد هذا المعتوه الأحمق الى ادخال الشعب العراقي في سلسلة متواصلة من الحروب انهكت مفاصله وهدت بنيته التحتية وكادت تأتي على الأخضر واليابس فيه. لقد بدأ الطاغية بشعبه حينما انتفض على ظلمه، فقتل الآلاف من المواطنين في (حلبجة) بأسلحة كيماوية محرمة دوليا، ثم اخذ يتحرش بايران الى ان اشعل معها حربا طويلة ضروسا استمرت زهاء ثماني سنوات وخرج منها خاسرا بعد ان كبد الشعب العراقي ملايين القتلى وبلايين الدولارات التي انفقت خلال مغامرته العسكرية تلك. وما كادت تلك الحرب تضع اوزارها حتى التفت الى الكويت فالتهمها بين عشية وضحاها وأخذ (يردح) مع زبانيته على ايقاعات منغومته المهترئة بأن (الجزء عاد الى الكل) وان الكويت جزء لايتجزأ من العراق. ثم عندما اتحد العالم كله ضد طغيانه وجبروته رفض الانسحاب طواعية من الكويت فكانت نهايته المخزية حينما خرج منها رغم انفه يجر ثياب الذل والعار والهزيمة. وبعد ذلك اخذ يكدس اسلحة الدمار الشامل في العراق متحديا العالم بأسره، وملوحا من جديد بأوراق العدوان على جيرانه، فكان ان تحالف من تحالف ضد طغيانه وعنجهيته فاحتلت العراق بأكملها. وها هو الفصل الأخير من المسرحية التي كتبها الطاغية بدماء العرب والمسلمين يسدل بالقبض عليه ليستريح العالم كله من شروره وطيشه وجنونه.
يحق لشعب العراق اليوم ان (يزغرد) بأعلى صوته، فقد سقط جلاده الى الأبد، وسوف يعود العراق (باذن الله) بعد ذلك الى حريته وسيادته واستقلاله.. فسقوط ذلك الطاغية درس جديد لكل طغاة الأرض، فجولة الباطل ساعة وجولة الحق الى قيام الساعة.