بعد اربعة ايام من اعتقاله مازال العالم مختلفا حول مكان وكيفية محاكمة صدام حسين الرئيس العراقي المخلوع الذي وقع في قبضة مطارديه الامريكيين يوم السبت الماضي وقالت انباء غير مؤكدة انه نقل الى القاعدة الامريكية في قطر بينما قال مسئولون عراقيون انه موجود داخل العراق وفي قاعدة امريكية لم يعلن عنها حفاظا على حياته.
وبينما قالت الامم المتحدة انها ترفض اعدامه قال مجلس الحكم العراقي ان اعدامه ممكن اذا تمت ادانته وقالت واشنطن انها لن تعارض اذا حكم باعدامه.
و جدد مجلس الحكم العراقي امس تاكيده تقديم صــدام حسين لـمحاكمة عادلة ترمز الى ان العراق الجديد يحاسب القادة فيه على اعمالهم.
وقال المتحدث باسم المجلس انتفاض قنبر لتلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) امس ان السياسيين والشعب العراقي يريدون ان تكون هذه المحاكمة الاولى من نوعها في الشرق الاوسط. وقال رئيس وزراء كردستان العراقي برهم صالح في تصريح لاذاعة الهيئة انه من خلال محاكمة صدام حسين ينبغي ان يثبت العراق انه بات يقوم على العدالة وسيادة القانون.
وقال صالح ان الاسرة الدولية يجب ان تكون مشاركة، غير انه اكد ان المحكمة يجب ان يترأسها قضاة عراقيون في العراق. ايران تريد استضافة المحاكمة وطالب القضاء الايراني بمحاكمة صدام حسين على الجرائم التي ارتكبها بحق الجمهورية الاسلامية واقترح ان تستضيف ايران المحكمة التي سيمثل امامها الرئيس العراقي السابق.
ووجهت السلطة القضائية الايرانية رسالة بهذا المعنى الى الامين العام للامم المتحدة كوفي انان جاء فيها ان محاكمة جرائم صدام يجب ان تجري من جانب من لهم الحق فيها حتى تداوي هذه المحاكمة جراحهم.
واضافت الرسالة ان الذين استشهدوا يحتفظون بحق محاكمة جرائم صدام في اشارة الى الحرب التي شنها الرئيس السابق على ايران لمدة ثماني سنوات في بداية الثمانينات والتى اوقعت مئات الالاف من الايرانيين.وتابعت ان الرأي العام الايراني يريد ان تجري محاكمة صدام امام محكمة ايرانية.
وكان المتحدث باسم الحكومة الايرانية عبدالله رمضان زاده اعلن الاثنين ان ايران تعد لتقديم شكوى على صدام حسين امام المحاكم الدولية.
وقال نريد ان تنظر في جرائم هذا الدكتاتور محكمة دولية وان تبين هذه المحكمة من الذي سلح الدكتاتور ومكنه من تفجير ثلاث ازمات كبرى في المنطقة في اشارة الى الحرب العراقية الايرانية ثم حرب الخليج الثانية ثم التدخل الاميركي في العراق.اليابان تريد مشاركة دولية
من جانبها اعربت اليابان امس الثلاثاء عن تأييدها لمشاركة دولية في محاكمة الرئيس العراقي السابق صدام حسين. وقال الناطق باسم الحكومة ياسوو فوكودا خلال مؤتمر صحافي من المهم اعتماد اسلوب يسمح للعراقيين وافراد الاسرة الدولية بان يكونوا راضين.
وذكر فوكودا بنظام صدام حسين الديكتاتوري مؤكدا ان العراق دعم الارهاب الدولي وخالف القرارات الدولية.واضاف الناطق الياباني هذا امر لا يمكن للاسرة الدولية السكوت عنه. وتابع في هذا الاطار يجب محاكمته (صدام حسين) محاكمة عادلة. محام تركي يتقدم للدفاع عنه من جهة اخرى قدم محام تركي من ازمير (غرب) طلبا رسميا الى السفارة العراقية في تركيا ليتولى مهمة الدفاع عن الرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي اعتقلته القوات الاميركية مساء السبت.
واتهم المحامي اتينج غولتكين الولايات المتحدة بالسعي الى جعل محاكمة الديكتاتور العراقي السابق استعراضية، مؤكدا في تصريح لوكالة انباء الاناضول التركية ان صدام حسين يجب ان يحاكم في بلاده.
وعرض بذلك خدماته للدفاع عن حقوق الرئيس العراقي المخلوع الذي وصفه بانه اللاعب الاساسي في هذا الاستعراض لتتم محاكمته وفقا للقانون الدولي وبدون ضغوط سياسية اميركية كما قال للوكالة. العراقيون مختلفون مع الامريكيين حول توقيت المحاكمة
وذكرت صحيفة واشنطن بوست امس الثلاثاء ان بعض المسؤولين العراقيين يرغبون في تشكيل محكمة تكون جاهزة لمحاكمة الرئيس العراقي السابق صدام حسين في الربيع المقبل.
وهذا التوقيت اسرع مما توقعه المسؤولون الاميركيون كما قالت الصحيفة الاميركية.
وذكر خبراء اجهزة الاستخبارات الاميركية ان استجواب صدام حسين قد لا ينتهي في الربيع المقبل لكن العراقيين يؤكدون من جهتهم ان اجراء محاكمة سريعة امر اساسي بالنسبة للشعب العراقي.
وقال موفق الربيعي العضو في مجلس الحكم الانتقالي العراقي لا نستطيع تأجيل هذا الامر لانه جزء لا يتجزأ من المصالحة الوطنية معتبرا ان هذه العملية لا يمكن ان تبدأ الا عندما يقاد الرجل في القمة امام القضاء.
وقد اثيرت مسألة توقيت المحاكمة يوم الاثنين اثناء اجتماع لاعضاء مجلس الحكم والحاكم المدني الاميركي في العراق بول بريمر.
وقالت واشنطن بوست ان بريمر قال للعراقيين انه ينبغي ان يكون لديهم محكمة وبنى تحتية ملائمة للاعتقال قبل تسليمهم صدام حسين.واوضحت ان المحاكمة ستكون بقيادة عراقيين يساعدهم خبراء اجانب. وصرحت وزارة الخارجية الاميركية يوم الاثنين ان السفير الاميركي المتجول المكلف مسائل جرائم الحرب بيار ريتشارد بروسبير سيتوجه الى بغداد في بداية العام الجديد على الارجح للعمل مع المسؤولين العراقيين على تشكيل المحكمة المكلفة بمحاكمة صدام حسين الذي قبضت عليه القوات الاميركية مساء السبت.