أرجئت قمة اتحاد المغرب العربي التي كانت مقررة اليوم وغدا الأربعاء في العاصمة الجزائرية، الى اجل غير مسمى بناء على طلب من ليبيا وذلك للمرة الثانية في ظرف عامين لتظهر هذه المنظمة الاقليمية جليا عجزها عن الالتئام منذ 1994.
وكان مجلس وزراء خارجية الاتحاد (الذي يضم الجزائر وليبيا والمغرب وموريتانيا وتونس) المجتمع يوم الاحد في احد فنادق منتجع جزائري غرب العاصمة اعلن هذا الارجاء بدون اعطاء موعد آخر للاجتماع على هذا المستوى، إلا انه اكد في بيان صحافي في اعقاب الاجتماع نقل رئاسة الاتحاد التي كانت تتولاها الجزائر منذ قمة تونس في 1994 الى ليبيا.
واوضح وزير الخارجية الجزائري عبد العزيز بلخادم للاذاعة الجزائرية ان ليبيا هي التي طلبت ارجاء القمة. وصرح ان ليبيا طلبت ارجاء القمة وقررنا ان لا يعود هذا القرار لعضو واحد في الاتحاد حتى لا يبقى اتحاد المغرب العربي رهينة ولذلك تقرر عقد اجتماع لمجلس وزراء خارجية اتحاد المغرب العربي والاستماع الى انشغالات كل عضو ومبررات ليبيا بدون ان يكشف عنها.
ورفضت ليبيا التي طلبت ايضا ارجاء القمة السابقة في حزيران يونيو 2002 في العاصمة الجزائرية، تولي الرئاسة الدائرية السنوية لاتحاد المغرب العربي.
وكان الشك يراود الجميع بخصوص انعقاد هذه القمة عندما اعلن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في باريس الجمعة ان القمة ستعقد مع الذين سيأتون .
وتعود عرقلة اتحاد المغرب العربي خصوصا الى الخلافات العميقة القائمة بين الجزائر والمغرب حول قضية الصحراء الغربية. وقد ضم المغرب هذه المستعمرة الاسبانية السابقة في 1975 بينما تطالب بها الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (بوليساريو) مدعومة بالجزائر.
وعلاوة على ذلك نشب مؤخرا خلاف بين طرابلس ونواكشوط التي اتهمت ليبيا بتمويل مشروع انقلاب في موريتانيا الامر الذي قد يكون دفع قادة البلدين الى تجنب التواجد وجها لوجه في العاصمة الجزائرية كما افادت الاوساط الدبلوماسية.
وأسست معاهدة مراكش في عام 1989 الاتحاد المغاربي من خمس دول مبدئيا.