يسعى الكثير في ان يكون محبوبا لدى الآخرين ثم يسعى لاعلانها ولا يجد تحديدا لنوعية هذه الرغبة.. هل هو الحب ام الاحترام وما حاجته من كل منهما؟؟
الحب اولا قرار حاسم في حياة الفرد لا مجرد كلمة رومانسية تحيطها معان غزلية.. لذا يتساءل البعض.. متى نحب؟ وهل نحن في حاجة اليه؟
الواقع ان النفس البشرية بتكوينها الفطري تتوق الى الاحترام وتميل اليه وان اختلفت الدوافع والاساليب والحاجة ومع ذلك نحتاج الى الحب في كل المراحل!
فالحب الاسري والطفولي والشبابي يندرج تحت مسمى واحد ومع اختلاف ابعاده نجد خطوطه تختلف من نوع لآخر فمتى نسعى اليه؟
ان تكون محبوبا هذا ما تحتاجه، ولكن ان تكون محترما فهذا ما تسعى اليه، وشتان بينهما!! اذا تطابقت الارواح وائتلفت نبع بينهما نهر المحبة واذا ظهرت الحاجة الى الحب انفجر بركانه ومن منا لا يحتاجه؟ فالحاجة اليه تفرضها سطور واقعية من القرارات وترى بينها مفارقات عديدة تسيطر عليها مسيرة الحياة وكيفيتها.. ولندلل على ما نقول:
الحاجة تبرر الوسيلة.. فالبحث عن الحب لمجرد الرغبة فيه بعد غير واقعي ولا حدودي لمرتسمات النفس ووقائعها.البحث عنه لاثبات الذات وتكوين اللا انا مسار منقطع غير متكامل. البحث عنه للهروب من الواقع يؤدي الى نتائج عكسية عنه والخوض في معاركه لاثبات الانتصار والفوز وسيلة قد تؤدي الى الاحباط في النهاية.الحقيقة فيه تكمن في استقرار الذات والنفس والتي جبلت على تحريك العواطف فتستقي شفافيتها من الحب الذي نحتاجه جميعنا بكل صوره واشكاله وان اختلفت ظروفنا وبيئاتنا ولكن الحاجة تحددها المسارات والاتجاهات فليست هي خلجات او مشاعر حنين ولهفة او اختلاسات نظر او هيام عشق.. ولكنها مشاعر تسمو بالنفس الى الكمال والقدرة على العطاء والبعد عن الانانية وليست محصورة في القلب وانما في النبض والتفاعلات والقيم فنراه يهذب ويصقل ويجعل الصفاء كالبدر في مخيلة اهله فتسمو الروح وترتفع ولكن هذا السمو مقترنا بنوع من الخيال لابد من احاطته بالهيبة والاجلال لا الرغبة والهوان.. لذا نرى الكثير من المحبين يتغنون بالحب ولوعاته وآلام الفراق والعذاب والحنين والشوق.. بينما يرنو حينما يلوح له في الافق حب آخر او تهتز دلائل الثقة او تتحكم الظروف المحيطة به الى تغيير مساراته فأين هي ارتباطاته؟
الحب والاحترام صنوان لايفترقان متى فقد احدهما فقد الآخر في اثره لان ارتباطهما وثيق ولو قارنت الحاجة اليهما.