الدكتور علي سعد الموسى الكاتب الصحفي بجريدة (الوطن) في أبها وصف في كثير من مقالاته موقعي البيانات الثقافية السعودية بأنهم مثقفو الفزعة وأن بياناتهم تصدر للاصطياد في الماء العكر معللاً ذلك بأن هذه البيانات تصل إلى جهات إعلامية لها مواقف عدائية من المملكة قبل أن تصل إلى المكاتب التي دفعت من أجلها إضافة إلى ما تردد في البيان الأخير من ورود أسماء دون علم أصحابها بهذا البيان أصلاً .
د. الموسى وصف الوسطية بأنها موضة المرحلة فكل من أراد أن يناقش فكرة أو يطرح قضية تمسح بالوسطية بمناسبة وبغيرها .
نافياً في الوقت نفسه إدراك المجتمع أو النخبويين للفكر النخبوي زاعما أن ذلك يحتاج إلى مدارس فكرية حقيقية بينما الوضع لدينا يقول ان النخب الاجتماعية أقرب ما تكون إلى المنظمات لها أجنداتها السرية وضحاياها بسبب تبنيها خطاب الأزمة وايغالها فيه، مؤكداً في الوقت نفسه أننا أغرقنا في وهم الخصوصية حتى اعتقدنا أننا مجتمع ملائكي .
- من يتحمل مسؤولية افتقاد المجتمع ثقافة التسامح إزاء كثير من مظاهر الاختلاف مع الآخر ؟
ـ تتحملها بالأساس تربية وفكر اجتماعي له باع طويل من إرث الحدة والتشنج. المجتمع يفتقد روح التسامح لأن تيارات الخطابين الليبرالي والديني استغلت سذاجة البدوي الصحراوي الذي يحيا بالفطرة وظروف الطبيعة من حوله على منظر واحد مألوف لا يتبدل هو كل ما يملأ عينه من حوله على حين تحيا أذنه فارغة متعطشة لأي خطاب إملائي . هذا هو مجتمع المدرس الأوحد والرأي الواحد حين يجلس البقية كالأصنام أمامه ليقول لهم ما يظنه فقط هو الصحيح ولهذا لم أجد فيما قرأت أخطر من البدوي حينما يؤمن بفكرة وعندما تتحول الفكرة إلى عمود الخيمة الذي لا يعرف غيره. نحن مشحونون بطريقة فظيعة بمصطلحات التميز والخصوصية عن كل العالم من حولنا حتى بتنا لا نقيم وزنا لأحد غيرنا بدءاً من أدوات تصنيع القوة العربية حتى توزيع درجات الانتماء للإسلام والعروبة .
- هل النخب الاجتماعية بمختلف توجهاتها قادرة على دفع المجتمع إلى حالة من السلام الاجتماعي من خــلال أطروحاتها المتعددة ؟
ـ عن أي نخب تتحدث ؟ في زعمي أن المدارس الفكرية الحقيقية بحاجة إلى عقود من الإرث المعرفي لكي تكون مفهوم النخبة. هنا تقف أطراف النخب، إذا ما قبلنا بهذا المصطلح، على حافتي نقيض تقترب من مشارف حرب فكرية معلنة ويلبسنا الليبراليون ثوباً فضفاضاً أكبر بكثير من مقاساتنا وأصعب من أن يهضمه مجتمعنا الفطري ويلبسنا الإسلاميون في الوقت نفسه ثوباً ضيقاً يكتفنا عن الحراك وكأننا نعيش في كهف. المسألة هنا أن نكشف للسواد الأعظم الصامت من لحمة المجتمع مخططات الغلاة من الطرفين. مجتمعنا مسلم بالفطرة ولا يمكن له أن يقبل مطلقا أن يمس هذا الثابت لكن المضحك بالفعل أن الكل ينادي اليوم بالوسطية لأنها باتت مصطلح المرحلة ولهذا تجدها على لسان الكثير الذين لا تخلو خطبة واحدة لهم من اللعان والسباب والشتم وتقريع المجتمع وتقسيمه إلى طبقات وكأنهم يملكون مفتاح الجنة. خطورة الغلاة من التيارين الليبرالي والإسلامي ليست في أفكارهم المعلنة بقدر ما هي في الأجندة السرية التي حولت هذه النخب إلى أشياء شبيهة بالمنظمات ضحيتها هم الجيل القادم الذي ينشأ في ظل خطاب الأزمة .
- ماذا سيفرز تبني الدولة خطا فكريا إسلاميا معتدلا في ضوء تفشي التيار المتشدد ؟
ـ يدهشني تكرار جملة مثل (تبني الدولة) الواردة في سؤالكم مثلما ترد في عشرات الادبيات التي أقرأها في غير سياقها الصحيح تبني الدولة خطا إسلاميا معتدلا لا يدل على شيء إلا على أنها أيضا ـ الدولة ـ قد تبنت سابقاً خطا إسلاميا متطرفا وأنها قد تتبنى مستقبلا خطا إسلاميا ليبراليا وهكذا تدور السبحة. هذا تصوير خطير لانه يعني أن كل التيارات الدينية أو غيرها لا تتمتع بالاستقلال ولا تظهر إلا تحت البناء الرسمي . أعود للسؤال وللحديث عن الاعتدال: التطرف أو الاعتدال مسألة نسبية فالمتطرف في عمره العشريني قد يصبح معتدلاً عندما يصل الأربعين وقد يكون تحت عباءة الدولة بالكامل عندما ينتصف به العمر ثم يدرك أن شعبيته التي استمدها من النشاز والتطرف لم تملأ الجيب كما ينبغي ولم تضمن له المستقبل وهو على أبواب التوديع. في العالم العربي، تلجأ المؤسسة الرسمية إلى الخطاب الديني عندما تجد نفسها في أزمة ولهذا قد يكون (الرسمي) سببا في نشوء الخطاب المتطرف. لكن الثابت المحلي يثبت أن التطرف مجرد مرحلة نحو باب الاعتدال بحسب الظروف وحسابات البنوك: هنا لا مكان للحديث عن فكر ديني مؤسسي بقدر ما هو استثمار اقتصادي تحكمه ظروف وحاجات المرحلة .
- هل لحالة العنف القائمة لدينا علاقة بمشاكل الداخل من ضعف البنية التحتية وتدني مستوى المعيشة وتفشي الفقر والبطالة أم أن حالة العنف هذه تتسق مع الوضع الحالي في العالم الإسلامي والوضع العالمي الجديد ؟
ـ لا ليس في شيء من هذا على الإطلاق واسأل عن الملايين التي يمتلكها أباطرة العنف لو كان الفقر يؤدي للإرهاب لقتل جدي المباشر نصف قبيلته ولقتلت جيراني البرجوازيين لأنني أفقر أهل الحي ولأباد أهل الصومال كل من في الأرض ولقتلت أمي مخدومتها الآسيوية التي تعمل بالأجر الشهري على حين بدأت أمي الحياة وستودعها بلا وظيفة .
- هـل تعتقد أن المجتمع سيتفاعل مع خطاب آخر ليبرالي مثلاً بعد أن تشبع بالخطاب الإسلامي الصاخب (الجهادي ـ التكفيري) ؟
ـ لا ليس هذا ولا ذاك . دعونا نتخلص من كل أسباب الوصاية الاجتماعية ومن الارهاب والاختطاف باسم الدين أو باسم الليبرالية ودعونا نؤمن بأننا جميعاً مجتمع مسلم والدين لن يشاده أحد إلا غلبه .
- نتمتع بغنى تراثي وثقافي كبير يفترض أن يكون لذلك أثر واضح في حياتنا الاجتماعية ولكن الواقع يقول اننا نسير عكس ذلك.. نسير إلى مزيد من الانغلاق والتقوقع ما أسباب ذلك من وجهة نظركم؟
- ذلك لأننا أغرقنا في وهم الخصوصية الزائف الذي يحاول إيهامنا بأننا مجتمع ملائكي وأن التزامنا هو الأنموذج حتى بقينا لا نعترف بمسلم واحد خارج هذه الحدود في حين انكشفت أسرار الطبخة بتنا نعرف أن الدين يستخدم من قبل البعض كغطاء لأغراض سياسية بحتة. يتحدث الخطاب السائد عن المؤامرة على شبابنا ومقدراتنا رغم أننا نعرف أننا أضعف بكثير من أن يطمع فينا الغير. نحذر دوماً من ثقافة الآخر وكأن ثقافتنا هشة للدرجة التي يصعب معها أن تقف في وجه أي ثقافة أخرى ولهذا نتحدث عن (التحصين) كثيراً رغم أنه مفردة طبية لا يعرفها إلا المرضى أو من كانت بيئاتهم مليئة بالفيروسات والأمراض. المصاب هو الذي يعزل أما من يملك جسداً صحيحاً فلن يضره الاختلاط بالغير.
- وصــلنا إلى مرحلة متقدمة من التردي الفكـري والمعرفي والانهـزامية فأصبحت الدعوة إلى إعـــادة النظر في المناهج الدراسية هدما لأساسنا الديني فكيف بإعادة صياغة الفكـر الإسلامي وتكوين فكر معتدل؟ كم من الوقت نحتاج لقطع مثل هذا الشوط؟
- التردي الفكري والانهزام المعرفي ليسا إلا نتيجة منهجية. في عصر المأمون لم تكن هناك مدرسة واحدة نظامية ولم تكن هناك حقيبة مدرسية واحدة ولا أبحاث لطرق التربية والقياس والتقويم. لو أن المناهج المدرسية مسئولة عن أمراضنا الاجتماعية ولو أنها في المقابل كانت حصناً ضد هذه الأمراض لما تفشت المخدرات وعقوق الوالدين والسرقة. آباؤنا كانوا بلا مدارس ولا مناهج ومع هذا كانوا أسوياء أصحاء فأين تأثير المناهج الحالية؟ خطاب الصحوة للأسف ينظر لتطوير المناهج بعقلية الشك ولهذا سيأتي اليوم الذي نعرف فيه أن الصحوة كانت أحد أسباب هذا التردي الفكري والانهزام المعرفي وان كان بحسن نية. كان بودي لو أن الصحوة الإسلامية قرنت خطابها الأخلاقي بمشروع تحديثي تعالج به أمراض المجتمع العصرية. من السهولة أن تقرأ كتب التراث ثم تعود لترديدها على الناس: هنا قد تنجح في الجانب الأخلاقي لكن هذا هضم لحقوق هذا الدين العظيم لأن الإسلام مشروع إنساني متكامل قابل لمواجهة تحديات العصر وظروف المرحلة.
- المناهج الدراســـية... يرى البــعض أن المجتــمع والواقع الاجتماعي تجاوزاها بمراحل عديدة فكـــيف تــرون أثـــر ذلك على واقعنا المعاش؟
- لا ألمح فارقاً جوهرياً في هذا السؤال عن الذي قبله مثلماً لا ألمح فارقاً جوهرياً بين تحصيل أبنائنا في بدء العام عن نهايته. دعني أكن صريحاً: الذين وضعوا مناهجنا وضعوا بصماتهم الأيديولوجية المفرطة عليها ثم عادوا ليتحدثوا عنها بقداسة وكأنها نصوص منزلة من السماء. الفارق أيضاً أن أمريكا تدخلت على الخط فأصبح الحديث عن المناهج تغريباً وأمركة رغم أننا نتحدث عن ضرورة تطوير هذه المناهج قبل الحادي عشر من سبتمبر وبعده. الشبح الأمريكي والخوف من العقدة الأمريكية يختطفان أي عملية إصلاح لأن بالمجتمع من يظن وهماً أن أيا من هذه المفردات الإيجابية لا يأتي إلا عبر ضغوط أمريكية. لمئات السنين ظل آباؤنا بلا مناهج وبلا مدارس ولم يتعلموا آيات الولاء والبراء تحت سقف أو في وسط ورقة أو تحت سياط مدرسي ومع ذلك لم يتهمهم أحد بأنهم حذفوا آية الولاء والبراء من حياتهم أو لم يعملوا بها. تمر علينا الآن هذه النصوص لدقائق معدودة ضمن مشوار تعليمي يقدر بالسنين فلماذا صارت هذه الدقائق هي كل قضية التعليم وهل قراءة هذه النصوص المقدسة في مدرسة نظامية شرط لكمال الدين وصحة العقيدة؟ هناك العشرات الذين يستمدون الشعبية جراء المزايدة والجرأة على قول مختلف وصولاً للشعبية في أوساط العوام من الجمهور ولهذا صار مجتمعنا أقرب لسلطة العوام منه لرأي النخبة.
- تكفير الكتاب ووصمهم بالعلمانية والتشهير بهم ظاهرة متفشية في مجتمعنا وقد تكونون تعرضتم لمثل هذه الأمور ما منشأ هذه الظاهرة؟ وما أضرارها على الكاتب والمجتمع؟
- أولاً من الخطأ أن نعمم الخطاب الديني في المجمل على أنه المسوق الكامل لمفردات التكفير والعلمنة إذ حتى الخطاب الديني نفسه يشتكي من أنه مختطف من قبل فئة لا تذكر كانت سبباً في ردة الفعل العنيفة التي نلحظها للأسف بعد تفجيرات الرياض والتي جعلت من الأعمار والتذكير والمنبر شبهة وريبة وتلك تهمة باطلة لأن الإسلام ورموزه وعلماءه المخلصين بريئون نزيهون وصادقون في الأهداف. نحن دائماً نقع في خطأ مهاجمة الفكر حين يدخلنا الوجل من بعض المنتسبين إليه وتلك حجة تفتقد الموضوعية ناهيك عن أن مثل هذا التوجه تكرار لذات الأخطاء في توزيع الألقاب والتصنيفات. العلمانية والاستغراب مصطلحان حديثان لم يجد لهما بعض الوعاظ سنداً قياسياً في القرآن والسنة ولم يحصلاً أيضاً على نماذج مشابهة في سياحة تاريخ التراث الإسلامي ولهذا يلجأ البعض إلى تلبيسهما كثيرا من الناس لمجرد أنهم عاجزون عن مسايرة ما يقول أو يكتب أو هضم الأفكار المختلفة التي لا تتواجد في الخطاب السائد. ليس كل من درس في المغرب مستغربا أو علمانيا ولا كل متشدد في فروع الدين متطرفاً أو خارجياً. سياط التشكيك في المعتقد الذي يسوقنا به البعض على كل منبر ليس إلا نقصاً في فهم هذا الدين العظيم الذي يحرك النوايا للخلق والحساب لله وهو أمر صار في وسع البعض أن يتقولوا به ليوزعوا الخلق كما شاءوا بين الجنة والنار. على المستوى الشخصي لم تعد مثل هذه الأوصاف تهمني لأنها تصدر عن جهل مطبق بمعاني هذه المصطلحات. سمعت كثيراً من زوجني بمسيحية رغم أن اسم زوجتي الأولى والوحيدة غارق في تقاليد القبيلة العربية ومن أسرة معروفة جداً في هذا المكان. ثم انني شخص أحيا عزلة اجتماعية ولا أخرج بعيداً عن دوائر العمل اليومي المنهك وأقيم حياتي بما يرضي ضميري أمام الله وبما أراه في وجوه أطفالي الصغار من تقوى وبراءة. لكني أيضاً لست أبـــا العلاء في هذا العصر. لدي رسالة واضحة أهدف بها الى تنوير الزوايا المظلمة قدر الإمكان وبحسب الرؤية التي قد تصيب أو تخطئ مؤمن بأن البشر لا يملكون الحقيقة المطلقة ومؤمن أيضاً بأن الله وحده المطلع على النوايا ومؤمن أخيراً بأن الكتابة اليومية اجتهاد ندخل به الخطوط ما بعد الحمراء.أعرف أيضاً أنصار ما أكتب أكثر بكثير من المناوئين لكن الأنصار وان كانت فئة غالبة إلا أنها تؤثر الصمت. أعرف ثانياً أن شعبيتي خارج الجنوب تفوق حضوري بداخله لأنهم ومع احترامي الشديد لم يعتادوا حضوراً لأحدهم يمتلك هذه الجرأة وان كان بهم المئات الذين يفوتونني في الأفكار التي بقيت في الأدراج من مبدأ السلامة. لماذا لا يحبني بعض أهلي دون معاشرتي؟
سؤال لا أعرف له الجواب.
- طالب كثير من الكتاب ممن اصطلح على تسميتهم مشائخ الصحوة بالاعتذار عن افكارهم السابقة كما اعتذر الخضير والفهد والخالدي عن فتاويهم كيف ترون جدوى ذلك؟
ـ اعتذار علماء الصحوة مطلب سخيف لأنك تطلب من السواد الأعظم اعتذارا على شيء لم يعمله الصحوة رغم تحفظي على المصطلح الا انها كانت جدارا أخلاقيا وقي المجتمع كثيرا من أمراض الطفرة الاقتصادية. أصحاب الفتاوي الشهيرة ومن على شاكلتهم يمثلون أنفسهم ويمثلون التيار الذي يقفون معه والصحوة في المجمل لم تنغمس في تيار العنف وان زرعت في المجتمع نبرة التشدد.
- كيف ترون تراجع كل من الخضير والفهد والخالدي عن فتاويهم السابقة هل هو محاصرة لهذا التيار ام ان هذا التيار سينتج غيرهم وربما اشد؟
ـ أنا لا أقيس التيارات بالأشخاص ولهذا كان من الخطأ الحديث عن هزيمة فكر التكفير لمجرد أن ثلاثة تراجعوا عنه. نعم كان تراجعهم ضربة موجعة للعنف وأرباب الإرهاب لكن التكفير واهله صامدون منذ مقتل عثمان رضي الله عنه حتى اليوم. الأشياء تقرأ في سياقها التاريخي لا في أخبارها الوقتية واللحظية.
- البيانات الثقافية التي ظهرت الى السطح مؤخرا لكم موقف منها حيث وصفتم موقعيها (بمثقفي الفزعة) بينما صنفتم هذه البيانات بأنها اصطياد في الماء العكر ما تفسير ذلك؟
ـ لست ضد مثل هذه البيانات في المنطلق , بل اعتقد أنها موقف جهري شريف لأشخاص يضعون أسماءهم وتواقيعهم في العلن لا يمكن لأحد أن يقف ضد مطالب الإصلاح لكنني أولا ضد ان تتحول هذه البيانات الى هدف إعلامي ويسيئني جدا أن اجد بعضها منشورا في جريدة كالقدس العربي حتى قبل انتهاء التواقيع. إذا كان الهدف من بعض هذه البيانات أن تذهب ليدي عبد الباري عطوان قبل وصولها للمكتب المرفوعة اليه في الأصل فلهولاء ما يريدون. هي في شيء أشبه ببيانات الفزعة لأن بعضهم يمون على البعض فيضع اسمه حتى قبل استشارته وحكاية البيان الأخير قد تدعم شيئا من هذا القول.
- إلى أين وصلت القضية المرفوعة عليكم من عبد الباري عطوان؟
ـ ما زلت انتظر دعوة من الحكمة حتى اليوم ويشرفني أن أحاكم أمام محكمة سعودية بتهمة الدفاع عن الوطن.
- هاجمتم مع بعض الكتاب المحامي صلاح الحجيلان لمجرد انه توكل لعبد الباري عطوان ووصفتموه بالعميل ألا ترون أن ذلك يتناقض مع ما تطالبون به من حرية الرأي واستقلالية القضاء؟
ـ احترم المحامي صلاح الحجيلان واحترم السمعة العالية لمكتبه وفي نفس الوقت كان يحق لي الدفاع عن موقفي حتى لو تعارضت جملي مع عريضة المحامي. عبد الباري عطوان يملك المال لاستئجار مكتب محاماة بشهرة الحجيلان على حين لا املك غير لساني وقلمي والأوراق الثبوتية التي تبين سلامة وصحة موقفي. مكتب المحاماة هو الذي بدأ المرافعة إعلاميا وأظن ان ابسط حقوق المتهم أن يعيد الإثباتات.