أخبار متعلقة
احتشد الملايين من سكان العالم ليلة أمس الأول في شوارع كبرى المدن بأنحاء المعمورة للاحتفال بقدوم السنة الجديدة، غير أن الانفجارات التي وقعت في بغداد وإندونيسيا عكرت أجواء المحتفلين الذين حاولوا أن يتغلبوا على مخاوفهم من وقوع هجمات إرهابية.الاحتفالات بالعام الجديد بدءا من طوكيو ثم لندن وحتى نيويورك وصولا إلى بكين كان القاسم المشترك بينها الألعاب النارية والموسيقى وحفلات الرقص، وكذلك رجال الشرطة الذين توزعوا بكثافة بين المحتفلين تحسبا لوقوع أي عمل يفسد أجواء تلك الاحتفالات. ولم تخل السنة الجديدة من الدماء والانفجارات والدموع، فقد استقبلت العاصمة العراقية العام الجديد بانفجار قوي في مطعم كان مكتظا بالمحتفلين خلف خمسة قتلى على الأقل وأكثر من 20 جريحا من بينهم سبعة في حالة خطيرة، وبين الجرحى ثلاثة مراسلين من صحيفة لوس أنجلوس تايم الأمريكية. وتغلب ملايين الاشخاص في العالم على المخاوف من وقوع اعتداءات ارهابية للاحتفال وسط الفرح والبهجة ببداية العام 2004 في ظل اجراءات امنية مشددة لم يسبق ان فرض مثلها في كبرى مدن العالم.
الفليبين
وفي الفيليبين، عكر بهجة رأس السنة اندلاع حريق عرضي نتيجة انفجار مفرقعات نارية في احد الاسواق، مما ادى الى سقوط حوالى اربعين شخصا بين قتيل ومفقود.
وتم العثور على 15 جثة فيما لا يزال 22 يعتبرون في عداد المفقودين على اثر الحريق الذي اندلع في مركز تجاري في لوسينا جنوب مانيلا، وفق ما افاد رجال الاطفاء.
استراليا
وقد احتلت حشود غفيرة الشوارع في المدن الكبرى في العالم، بدءا بمليون شخص في سيدني التي كانت أول مدينة في العالم تحتفل بالعام الجديد لمشاهدة عرض الالعاب النارية السنوي الشهير الذي يقام في المرفأ. وهذه المدينة الاسترالية المعروفة في العالم باسره من خلال دار الاوبرا الخاص بها والذي بات شعارها، هي اول مدينة تطوي آخر صفحة من العام 2003 في الساعة 00ر13 ت غ امام عدسات محطات التلفزة العالمية.
ولتدارك اي اعتداء ارهابي في هذه الدولة المتحالفة مع الولايات المتحدة، اختلط بالحشود عدد كبير من عناصر الشرطة بعضهم باللباس المدني وخبراء متفجرات ودوريات بصحبة كلاب مدربة، فيما نشرت عناصر امن على سطوح عدد من المباني ونظمت دوريات في زوارق تجوب الخليج او مروحيات.
الولايات المتحدة
ورغم الاحتياطات الأمنية الكبيرة التي اتخذتها الولايات المتحدة فإن ذلك لم يمنع نحو 750 ألف شخص من النزول لشوارع نيويورك للاحتفال برأس السنة الميلادية. وقال رئيس بلدية الولاية مايكل بلومبرغ: لم نشهد يوما هذا العدد الكبير من الناس وأضاف: أننا نعيش في عالم خطر وعلينا التكيف لكن هذا لا يعني أن الإرهابيين سيحولون دون مواصلتنا أعمالنا.
وقد اتخذت اجراءات امنية مشددة في الولايات المتحدة، حيث استعدت نيويورك ليوم امني لم يسبق له مثيل منذ اعتداءات 11 من سبتمبر 2001.. وقد قررت المدينة قطع عدد من الطرقات وحصر المجال الجوي وتوزيع قناصة يسهرون على امن الاشخاص الذين يتوقع ان يصل عددهم الى 700 الف. وقام آلاف من عناصر الشرطة بدوريات في ساحة تايمز سكوير حيث تم اغلاق فتحات شبكة مياه الصرف باحكام وازالة براميل وسلات النفايات وآلات توزيع الصحف وغيرها من صناديق البريد تجنبا لاي اعتداء تستخدم فيه القنابل. وتوزعت فرق من القوات الخاصة لمكافحة الارهاب يدعمها خبراء متفجرات وفرضت المراقبة على الطرقات العامة والمطارات والمرافئ.
وقال رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرغ: لم يردنا اي تهديد خاص لنيويورك، لكننا نريد التحقق من اننا ان اخطأنا، فسيكون هذا من شدة الحذر وليس العكس. وسيكون الامن بالطبع الاولوية الاولى بالنسبة للامريكيين الـ130 الفا الذين يمضون اعياد رأس السنة في العراق. فان كان اعتقال الرئيس السابق صدام حسين رفع معنويات القوات، الا ان الهجمات بالصواريخ التي وقعت في بغداد يوم عيد الميلاد اثبتت ان العناصر المناهضة للاحتلال لم تستسلم بعد.
روسيا
وفي روسيا نزل نحو 300 ألف رجل شرطة إلى الشوارع وسط مخاوف من تهديدات بقيام المقاتلين الشيشان بهجمات خلال الاحتفالات، وفي فرنسا تحدى الآلاف الجو البارد ونزلوا للشوارع للاحتفال بقدوم عام 2004.
ألمانيا
وفي العاصمة الألمانية احتشد نحو مليون شخص حول بوابة المدينة واستمتعوا بمشاهدة الألعاب النارية متحدين الثلوج ودرجات الحرارة التي انخفضت إلى دون الصفر.
بريطانيا
وفي لندن الحليف الاقرب الى واشنطن، تجمع مئة الف شخص في ساحة ترافلغار سكوير وامام البرلمان حيث دقت ساعة بيغ بن في منتصف الليل معلنة الانتقال الى العام 2004.
وتبقى بريطانيا على حال تأهب مرتفعة منذ الاعتداءات التي استهدفت مصالح بريطانية في اسطنبول الشهر الماضي واسفرت عن سقوط 62 قتيلا. وينتشر ثلاثة آلاف شرطي بمناسبة رأس السنة في لندن، اي 500 شرطي اكثر من العام الماضي.
اندونيسيا
اما اندونيسيا التي شهدت اعتداءات نفذتها الجماعة الاسلامية الحليفة الاقليمية لتنظيم القاعدة الارهابي، فلم يكن الأمر مختلفا عن بغداد حيث بدأت أولى ساعات العام الجديد على إيقاع انفجار جديد أسفر عن مقتل تسعة أشخاص وجرح نحو 32 آخرين، وقد حملت السلطات الحكومية حركة تحرير آتشه مسؤولية الانفجار.
إفريقيا
وفي أفريقيا احتفل العديد من الدول مثل سيراليون وليبيريا بقدوم العام الجديد رغم الإبقاء على حظر استخدام الألعاب النارية، وفي جنوب أفريقيا حذرت الشرطة من أنها ستعاقب أي شخص يقوم بقذف أي شيء ثقيل من منزله للشارع مثل الثلاجات أو ما شابه.
غير ان احتفالات رأس السنة لن تجري كما كان متوقعا في كل انحاء العالم. فقد الغيت الاحتفالات في اسلام اباد عاصمة باكستان تحسبا لانعقاد قمة اقليمية تشارك فيها الهند وبعد محاولتي اغتيال استهدفتا الرئيس برويز مشرف.
هذه السنة ليست ككل سنة