اتهمت القوات الامريكية انصار صدام حسين، بتدبير التفجير الذي استهدف مطعما في بغداد ليلة رأس السنة، واسفر عن مقتل 8 اشخاص وجرح نحو 20 اخرين.يأتي ذلك فيما عثرت شرطة كركوك على جثتي كرديين قتلا طعنا، في حين قتلت عربيا سنيا، وذلك في اطار المواجهات العرقية المتصاعدة في المدينة. واعلن قائد عسكري أمريكي الخميس أن أنصار الرئيس العراقي المخلوع، صدام حسين، نفذوا على الأرجح الهجوم على مطعم في بغداد ليلة الاحتفال بالعام الجديد، مساء الأربعاء.. واشار الفريق مارك كيميت، الى إن انفجار السيارة المفخخة الذي أوقع ثمانية قتلى في مطعم نبيل وسط بغداد، نفذ بواسطة جهاز تحكم عن بعد.
وكانت الشرطة العراقية قد اعلنت ان سبعة اشخاص قتلوا في الانفجار، وجرح 20 اخرون، وتحدثت عن تفجير انتحاري، ومن بين جرحى الانفجار ثلاثة من الصحفيين الأمريكيين العاملين في صحيفة لوس أنجلوس تايمز. من ناحية أخرى أكد شهود عيان في بغداد أن يوم أمس الأول والساعات الأولى من صباح أمس شهدت تحركات كثيفة للطائرات الأمريكية في سماء العاصمة، وقالوا إن قوات الاحتلال عززت إجراءاتها الأمنية على الأرض من خلال تفتيش جميع السيارات الداخلة والخارجة من بغداد تفتيشا دقيقا.. فيما عززت الشرطة العراقية هي الأخرى إجراءاتها الأمنية على نقاط التفتيش التابعة لها. ميدانيا قتل جندي أمريكي وأصيب ستة آخرون بجروح أمس الأول في حادث انقلاب شاحنة قرب مطار بغداد.. كما أصيب عدد من الجنود الأمريكيين بعد أن اضطرت مروحيتهم للهبوط شمالي العراق فيما يعتقد أنها عملية للمقاومة. وفي تكريت وبعقوبة نفذت القوات الأمريكية عمليات دهم اعتقلت خلالها عددا من الأشخاص وصادرت كميات من الأسلحة. يأتي ذلك في وقت تتصاعد فيه حدة التوتر في مدينة كركوك بعد عثور الشرطة العراقية على جثتي كرديين وسط المدينة قتلا طعنا.. وقال قائد الشرطة العراقية في كركوك العميد تورهان يوسف إن مجهولين قتلوا طعنا اثنين من الأكراد ورموا جثتيهما قرب جسر وسط المدينة.
من ناحيته, قال مساعد قائد الشرطة إن عربيا سنيا قتل وجرح اثنان آخران برصاص قوات الأمن جنوب المدينة حيث تجمع عرب وتركمان مسلحون وحاولوا -حسب قوله- الهجوم على أهداف كردية. وأكد مسؤول بارز في الاتحاد الوطني الكردستاني أمس الجمعة ان ممثلين عن العرب والاكراد والتركمان في مجلس محافظة كركوك اجتمعوا مساء الخميس بحضور مسؤولين من سلطة التحالف لتخفيف التوتر في المدينة، وأضاف ان الاكراد ابلغوا محاوريهم من العرب والتركمان ان هناك جماعة بعثية من فلول النظام المؤيدة للرئيس العراقي المخلوع صدام حسين كانت مستفيدة في السابق، وتركمان متطرفين يحاولون ايجاد الفتن بين الطوائف في المدينة وخصوصا مع الاكراد.
واوضح ان المسؤولين اتفقوا في نهاية الاجتماع على ضرورة محاسبة كل من له ضلع في هذه المصادمات والمشاكل والفتن وتقديمهم للعدالة والعمل من اجل تهدئة الاوضاع في المدينة.. مشيرا الى قيام بعض المتظاهرين بمهاجمة حراس المكاتب والمقرات التابعة للاحزاب الكردية باسلحة رشاشة وقنابل يدوية ورفعهم شعارات شوفينية متطرفة منها (تسقط كردستان) و(لا الله الا الله كردستان عدو الله) و(ستبقى كركوك عربية للابد) ولافتات باللغة التركمانية تقول (تسقط كردستان) وصور للرئيس العراقي المخلوع مما ادى الى حصول مصادمات ومواجهات مؤسفة.
واضاف ان هذه اللافتات هي فتن ونعرات طائفية واهانة للشعب الكردي الذي عانى الامرين على يد النظام البعثي السابق ويتطلع للتعايش بسلام وامان مع جميع العراقيين عربا كانوا ام تركمانا.. وقد عثرت الشرطة على جثتي اثنين من الاكراد قتلا طعنا قرب جسر في وسط المدينة في حين قتل عربي سني وجرح اثنان اخران برصاص قوات الامن في جنوب المدينة حيث تجمع عرب وتركمان مسلحون وحاولوا الاعتداء على اهداف كردية.
وبدت المدينة هادئة صباح أمس حسب مراسل فرانس برس الذي اكد حصول تبادل كثيف لاطلاق النار مساء في وسط المدينة التي غرقت في الظلام بسبب انقطاع التيار الكهربائي. من جهة أخرى اعتقلت القوات الأمريكية نحو 20 شخصا من أعضاء الهيئة العليا للدعوة والإرشاد والفتوى في العراق في جامع ابن تيمية (أم الطبول سابقا) أثناء عمليات دهم قامت بها قوات الاحتلال.. ومن بين المعتقلين أحد مشايخ الهيئة العليا للإرشاد والتوعية الدينية مهدي صالح الصميدعي ممثل التيار السلفي في مجلس شورى أهل السنة والجماعة إضافة إلى 20 من مؤيديه.
وتعتبر الهيئة العليا للإرشاد عضوا في مجلس شورى أهل السنة والجماعة وهي هيئة سنية موحدة تهدف إلى مواجهة تهميش هذه الطائفة.