ومن جانب آخر، قال المهندس عزمي خريسات وزير الطاقة والثروة المعدنية الاردني بمناسبة افتتاح المكتب التنسيقي العراقي في عمان الذي يتولى الإعلان عن جميع العطاءات التي يصدرها الجانب العراقي الخاصة بعملية إعادة اعمار قطاع الكهرباء العراقي، ان مكتب التنسيق والذي تم الإعداد له بجهد أردني عراقي مشترك سيكون نافذة إضافية للعراقيين على العالم، كما سيشكل رافدا لجهود وزارة الكهرباء العراقية في طرح العطاءات واستلام العروض، والاجتماع بالشركات العالمية والاتصال بها.
وأضاف إن المكتب سيكون مزودا بكافة الوسائل اللازمة لهذا الغرض بما في ذلك الاتصال من خلال الأقمار الاصطناعية بين بغداد وعمان، حيث سيتم الإعلان عن بعض هذه العطاءات في الصحف اليومية الأردنية.
وأكد ان كوادر شركات الكهرباء الأردنية جاهزة لتقديم الدعم الممكن والمطلوب، وستضع خبراتها وامكاناتها كافة تحت تصرف العراقيين، بما فيها ما يتوافر لدى الشركة من قدرات في مجال إعداد المواصفات الفنية ووثائق العطاءات، إضافة الى امكانات التدريب سواء في مواقع العمل المختلفة، او في مركز التدريب الكهربائي التابع للشركة.
واوضح م. خريسات انه تم الاتفاق بين الجانبين الأردني والعراقي في مجال تغذية بعض المناطق الغربية من العراق بالكهرباء من مصر مرورا بالشبكة الكهربائية الأردنية، إضافة الى التزويد المباشر من الشبكة الأردنية، مبينا انه سيتم قريبا البدء ببناء خط نقل من محطة الريشة الأردنية على الحدود مع العراق، إلى اقرب نقطة مناسبة كهربائيا في الأراضي العراقية.
وقال ان الكوادر الفنية في الدول الثلاث حاليا تقوم بدراسة افضل السبل الفنية لتنفيذ ذلك.
من جانبه ثمن الوزير العراقي الجهود الاردنية المبذولة في سبيل دعم العراقيين في كافة المجالات خاصة في الوقت الراهن، وقال ان العراق يمر حاليا بمرحلة صعبة، حيث ان المنظومة الكهربائية العراقية مدمرة.
واشار الى ان افتتاح هذا المكتب في عمان سيساهم بشكل فاعل في العطاءات المطروحة التي سيتم طرحها في هذا المجال ذلك ان عوامل الاستقرار الامني تلعب دورا فاعلا في جذب المستثمرين وتهيئة الفرصة المناسبة لهم للرد على استفساراتهم، مؤكدا على ان ارتباط المكتب سيكون مباشرة مع وزارة الكهرباء العراقية التي ستقوم بتوفير كافة المعلومات والبيانات اللازمة بشأن العطاءات.
واضاف ان العراق بحاجة الى 22 الف ميجاوات حاليا وسيتم العمل على بدء اعادة الكهرباء بشكل منظم للعراق في وقت اقصاه شهر ايار القادم.
واوضح ان قطاع الكهرباء العراقي سيعتمد على المنحة المقدمة من قبل الولايات المتحدة الامريكية والدول المانحة الاخرى مشيرا الى ان هذه المبالغ المخصصة للقطاع قد تكون غير كافية.
وقال ان المنحة الامريكية تبلغ 6.8 مليار دولار ستصرف هذه السنة اضافة الى 3 مليارات دولار من الدول المانحة الاخرى.
وعن العطاءات والمناقصات المطروحة، قال د. السامرائي ان هذه الطلبات ستعامل بمنتهى الشفافية مشيرا الى ان اول عطاء كان لانشاء مولدات ومحطات التمويل بحجم 500 ميجاوات.
وأكد الوزير ان هذه العطاءات محسومة 100% من قبل الوزارة وان الادارة الامريكية المؤقتة في العراق لا علاقة لها بهذا الامر.
من جهة اخرى انتقد د. السامرائي موقف عدد من الدول مثل فرنسا، المانيا وروسيا التي لم تقم بالاعلان عن اية منحة للعراق خاصة المانيا التي كان لها دور في بناء بعض المحطات الكهربائية في العراق فيما خصصت بريطانيا 600 مليون دولار منحة للعراق وبعض الدول تراوحت منحهم ما بين 30 - 70 مليون دولار فيما بلغت المنحة اليابانية لقطاع الكهرباء العراقي 500 مليون دولار. وقال ان دعم الوزارة لأية مشروع سيكون بداية بتوفير المعلومات اللازمة من العطاء ومن ثم التعامل مع كافة الطلبات بنزاهة وشفافية وتسهيل الاجراءات للاسراع في عملية البدء بالتنفيذ لافتا الى ان الوزارة لن تتمكن من تقديم دعم مادي كونها لا تمتلك ميزانية اساسا لهذا الجانب. واشار د. السامرائي الى ان الامريكيين وبموجب المنح المقدمة من طرفهم سيقومون في وقت لاحق بتحديد الشركات السبع الكبرى التي ستنفذ مشاريع اعادة اعمار قطاع الكهرباء العراقي حيث ستقوم هذه الشركات مبدئيا بتنفيذ 65% من كل مشروع فيما سيحال نحو 35% الى شركات اخرى من دول الجوار الا ان هذا الموضوع لم يتم بته الى الان.
فيما يؤكد د. السامرائي ان على كل شركة تريد العمل في العراق ان تقوم بتوفير درجات الامان لها بسبب الظروف الامنية الصعبة في العراق.
من جانبه قال د. احمد حياصات مدير عام شركة الكهرباء الوطنية ان هناك فريق عمل متخصصا في الشركة عمل بشكل مكثف مع فريق مناظر من وزارة الكهرباء في العراق لإعداد ما يلزم لهذا المكتب مؤكدا دعم الشركة للمساهمة وتقديم ما يلزم من خبرات للاشقاء العراقيين ليتمكنوا من اعادة تأهيل قطاع الكهرباء العراقي وبأسرع وقت ممكن.
واضاف ان الشركة من المساهمين النشطين في دعم العمل العربي المشترك من خلال مساهمتها في مشاريع الربط الكهربائي مع الدول العربية حيث ان الاردن اليوم جزء من منظومة كهربائية واحدة تضم مصر وسوريا وليبيا ولبنان الذي سينضم قريبا الى هذه الشبكة ونأمل بتوسيع هذا الربط ليشمل دول المغرب العربي.
وقال انه من الممكن الان تمرير الطاقة الكهربائية من مصر الى العراق، وفي مرحلة لاحقة ربط النظام الكهربائي العراقي مع المنظومة الكهربائية العربية.