بفيلم عودة الملك يقدم بيتر جاكسون نهاية جيدة- في الحقيقة 12 نهاية" لثلاثيته الخيالية. فلقد قرر المخرج جاكسون عندما لم يستطع أن يستقر على نهاية بين العديد من الوداعات والخاتمات لرواية جي. ار. ار. توكلين، أن يستعملها كلها دفعة واحدة. النتيجة هي سلسلة من النهايات الكاذبة التي ستعطيك رياضة عظيمة أسفل الظهر عندما تنهض من مقعدك في صالة العرض معتقداً أنه وأخيراً العرض قد انتهى. ثم تعود إلى الجلوس لتتتبع الإضافة الطويلة التالية. هذه هي نقطة الضعف الرئيسية لفيلم ملئ بالأكش المثير الذي جاء مسك الختام للمسلسل الذي بدأ عام 2001 والفيلم الأخير للثلاثي الملحمي الأخير يأتي المسلسل الملحمي الذي يبلغ مجموع ساعات عرضه تسع ساعات (11 ساعة على الفيديو) إلى نهايته البليدة المخيبة. جاكسون يتراجع كثيراً على صعيد تداعيات آخر معارك الخير- ضد الشر، ولكنه يبقى على الأحداث الرئيسية لإرضاء المعجبين المتعصبين برواية توكلين. ولذلك يواجه المتفرجون ببعض التفصيل وصلات هادئة نسبياً مثل عودة الناجين إلى الديار، وارتقاء المحارب البشري ارغارون ( فيغو مورتنسن) العرش وزواجه من الجنية اروين ( ليف تايلر) والمصير الغامض للهوبيتين القزمين فرودو ( الإيجاوود) هذه الرزمة تجعل الحلقة الثالثة" عودة الملك" أطول حلقات الثلاثي حتى الآن، حيث أن عرضه يستغرق ثلاث ساعات و20 دقيقة. يبدأ الفيلم بفلاش باك يشرح كيف استطاع " سميغول" ( اندي سركيس) أن يحصل على غرضه الثمين- أي الخاتم ( الحلقة) الشرير، وأول الأعمال السوداء التي بدأت تحوله إلى العفريت " غولوم" المصنوع بالكمبيوتر. وإذا كنت تتوقع أن تشهد معارك أكبر وأفضل فإن " عودة الملك" يلبيك. فجاكسون وطاقمه النيوزيلندي الذين صوروا الأفلام الثلاثة في آن واحد، استعملوا كل ما وصلت إليه أيديهم من المؤثرات الكمبيوترية والديكورات والمخلوقات لتخليق مشاهد قتالية هائلة. هناك عفاريت لهم وجوه أشبه بالوطاويط يمتطون أفيالاً عملاقة لخوض المعارك ضد بشريين يركبون الأحصنة. وتندلع معركة بالمجانيق بين الطرفين المتنازعين تمطر فيه جبال من حجارة قلعة مدمرة على رؤوس المتحاربين، وينزل أراغاون ورفيقاه ليغولاس العفريت ( أورلاندو بلوم) وغيملي القزم ( جون رايس- دافيس) إلى المعمعة على رأس جيش مقرف من الأشباح. وجاءت معركة فرودو مع عنكبوت مارد- وهي مهاجمة كان توكلين قد وصفها في نهاية الحلقة الثانية ولكن جاكسون نقلها إلى " عودة الملك" واحدة من أكثر الوصلات المصنوعة بالكمبيوتر ترويعاً. ومرة أخرى يلعب الهوبيتيان مري ( دومينيك موناهان) وببين ( بيللي بويد) أدواراً أكبر من السابق، إلا أن العديد من أفراد الزمرة الأصليين تم حصرهم في وضعية قفز أكبر من الطبيعي. وتتدخل الشخصيات الثانوية لإضفاء أكثر مشاهد الفيلم النهائي درامية على صعيد التواصل الشخصي.
" عودة الملك" من توزيع نيو لاين ومصنف 13- pg لمشاهد المعارك الملحمية الطويلة والصور المخيفة فيه، ويستغرق عرضه 200 دقيقة.