أخبار متعلقة
بعد اعلان فوز ميخائيل ساكاشفيلي بالانتخابات الرئاسية في جورجيا التي جرت الاسبوع الماضي بشكل ساحق تكون ثورة الورود التي قادها مع نينو بوردجانادزه وزراب جفانيا ضد الرئيس السابق ادوارد شيفاردنادزه قد انهت المرحلة الثانية لتقلب صفحة جديدة في تاريخ هذا البلد الصغير الفقير الواقع جنوبي منطقة القوقاز، حيث تعد جورجيا التي مزقتها النزاعات القومية وانتشرت فيها خلال حكم شيفاردنادزه الذي يمثل العهد السوفيتي حالة الفوضى وانعدام الامن والرشوة والفساد حتى انه اصبح عاجزا عن دفع رواتب الموظفين والمتقاعدين.
وخلافا للانتخابات البرلمانية السابقة التي جرت في شهر نوفمبر الماضي والتي اتهم شيفاردنادزه بتزويرها فانه في الانتخابات الاخيرة فان رأي غالبية المراقبين تعتبرها الاكثر فاعلية في تاريخ جورجيا من ناحية نسبة المشاركة اضافة الى انها الاكثر ديمقراطية بالرغم من المخالفات الصغيرة التي شابتها وتغاضى الكثيرون عن الاهتمام بها لكون النتيجة محسومة ومعدة سلفا، فالولايات المتحدة وبعض دول اوروبا الغربية التي ادارت ظهرها لحليفها السابق شيفاردنادزه لم تخف دعمها وتأييدها لساكاشفيلي ورغبتها بفوزه.
وقد اثر التركيب السكاني العرقي وموقع جورجيا الاستراتيجي المهم في منطقة القوقاز وعلى شواطئ البحر الاسود بين تركيا وروسيا لكونها ممرا لنقل النفط والغاز من بحر قزوين الى الاسواق العالمية في زيادة مشاكلها الداخلية وحدة التنافس بين روسيا والولايات المتحدة للسيطرة عليها.
ويعتقد ان غالبية الجورجيين صوتوا لصالح ساكاشفيلي البالغ من العمر 36 عاما لانهم سئموا حالة الفوضى والفساد التي تسيطر على نواحي الحياة ويأملون بالتجديد والحياة الافضل التي يعدهم بها.
وقد حدد ساكاشفيلي فور اعلان نبأ فوزه بالانتخابات برنامج عمل تعهد من اولوياته محاربة الفساد ومحاسبة المسؤولين عنه واعادة الوحدة الى جورجيا والعمل على جذب الاستثمارات الاجنبية لتحسين الوضع الاقتصادي واجراء اصلاحات تمس عمل السلطات الثلاث.
وكون ساكاشفيلي على دراية بحجم الدور والتأثير الروسي على بلاده خاصة علاقتها مع الاقاليم المتمردة فقد اوضح انه على استعداد لفتح صفحة جديدة مع موسكو وتوفير الحماية لحدودها الجنوبية مشترطا ان تتخلى عن تدخلها في شؤون بلاده الداخلية والاعتراف بوحدة اراضي بلاده وسيادتها.
واشار الى ضرورة ان تواصل جورجيا سياسة الدفاع التي تتبعها ومواصلة العمل على تعميق علاقاتها مع الولايات المتحدة وحلف شمال الاطلس (ناتو) والاندماج بالمؤسسات الاوروبية.
وكان الجورجيون قد خرجوا الى الشوارع للاحتفال بفوز ساكاشفيلي متوقعين ان يعمل على تحقيق وعوده وان يفتح آفاقا امام جورجيا مازالت مجهولة وغامضة.
من جانب آخر قال وزير الخارجية الامريكي كولين باول إنه سيشارك في مراسم تنصيب الرئيس الجورجي المنتخب ميخائيل ساكاشفيلي في وقت لاحق من هذا الشهر.
واكد باول في تصريحات للصحفيين بوزارة الخارجية إني أتطلع للمشاركة في مراسم تنصيب الرئيس الجديد.
وكان ساكاشفيلي قد حقق فوزا سهلا في انتخابات يوم الاحد الماضي ومن المقرر أن يخلف الرئيس السابق ادوارد شيفاردنادزه في 25 من يناير الجاري، كما كان واحدا من زعماء المعارضة الذين قادوا المظاهرات الجماهيرية احتجاجا على عمليات التزوير في الانتخابات من جانب الحزب الذي يتزعمه شيفاردنادزة في العام الماضي التي أرغمته على الاستقالة. وساعد مسئولون أمريكيون وروس في التوسط بشأن استقالة شيفارنازده بطريقة سلمية.
الرئيس المستقيل شيفاردنادزه