وافق الـ (كنيست) (برلمان اسرائيل) بالغالبية على اعلان رئيس الحكومة ارييل شارون الذي هدد فيه باتخاذ اجراءات احادية في الاراضي الفلسطينية تهدف الى تعزيز امن الاسرائيليين.
وصوت لمصلحة الاعلان 51 نائبا من اصل تسعين نائبا حضروا جلسة الكنيست (المؤلف من 120 عضوا) مقابل اعتراض 39 وهدد شارون في اعلانه مجددا باتخاذ اجراءات احادية، في سعيه للهروب من الالتزامات التي تمليها على اسرائيل خارطة الطريق الدولية التي وضعتها اللجنة الرباعية.
وزعم شارون في خطابه الذي ألقاه أمام الكنيست وبثه التلفزيون الاسرائيلي عبر قناته الثالثة بأن إجراءاته الأحادية تأتي استعدادا لما سماه إمكانية ان يواصل الفلسطينيون التنكر لليد الاسرائيلية الممدودة للسلام، وسيكون علينا عندئذ ان نتخذ سلسلة من الاجراءات لتوفير حد اقصى من الامن لمواطني اسرائيل وخفض الاحتكاكات مع الفلسطينيين الى الحد الادنى.
واضاف عينت فريقا بقيادة الجنرال غيئورا ايلاند لدراسة تلك التدابير، زاعما أن تلك التدابير لم تتقرر بعد وليست مطروحة الآن. لكنها ستصبح كذلك عندما نصل الى استنتاج انه ليس لدينا شريك فلسطيني ينفذ خارطة الطريق، وعندها سيتم عرضها على الكنيست للحصول على موافقته.
ولم يشر شارون الى تفكيك مستوطنات كما لم يتحدث عن دولة فلسطينية مكتفيا بالحديث عن مكانة مشرفة (للفلسطينيين) في الاسرة الدولية. وقال شارون في تصريحات سابقة ان التدابير احادية الجانب تتضمن خطة للانفصال عن الفلسطينيين تشمل ضم اجزاء كبيرة من الضفة الغربية المحتلة وتفكيك بعض المستوطنات المعزولة. ورفضت السلطة الوطنية الفلسطينية تصريحات شارون أمام الكنيست ووصفت قرار الكنيست بأنه خرق خطير لخارطة الطريق وتهدف الى تدمير عملية السلام. وقال المستشار الرئاسي نبيل ابو ردينة في تصريح، لا جديد في التهديدات التي اطلقها شارون في خطابه، انها خرق خطير لخارطة الطريق وتدمير لعملية السلام وهي تصريحات غير جادة ولا تخدم الجهود المبذولة لانقاذ عملية السلام مشددا على ضرورة تدخل دولي وسريع لوقف التصعيد الاسرائيلي الذي سينعكس على المنطقة باسرها.
وقال صائب عريقات وزير شؤون المفاوضات ان تصريحات شارون تمثل اسطوانة مشروخة، من الغريب ان يطلب الموافقة على خطة لم يعرضها، الخارطة التي يتحدث عنها شارون هي خارطة مواصلة الاستيطان واقامة الجدران وليست الناتجة عن اللجنة الرباعية. في هذه الأثناء، أعلنت وزارة الحرب الاسرائيلية أن في الضفة الغربية 28 مستوطنة عشوائية، بخلاف المستوطنات الدائمة. وقال نائب وزير الحرب زئيف بويم للتلفزيون كانت هناك نحو مائة نقطة استيطانية غير مصرح بها، لكن عددها انخفض الى 28 منذ 2001. وتعتبر اسرائيل أن كل مجموعة بيوت اسرائيلية متنقلة في الضفة الغربية نقطة استيطانية. وكانت حركة السلام الان المعارضة للاستيطان افادت في مطلع تشرين الثاني نوفمبر بوجود 103 مستوطنات عشوائية في الضفة الغربية وقالت ان خمس مستوطنات تمت ازالتها في الاشهر الاخيرة اعيد بناؤها. وقالت الحركة ان هناك 103 مستوطنات قائمة حاليا بينها 56 مستوطنة اقيمت منذ وصول رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون في اذار مارس 2001.
ومعظم المستوطنات العشوائية غير مأهولة وبعضها بني بدون ترخيص ثم حصل على موافقة السلطات.
