الطموح والآمال تتحقق إذا كان هناك جد واجتهاد للوصول إلى المستحيل، أو ما يعتقده البعض انه مستحيل. اكبر عبدالله المسلم (24عاما) الطالب في جامعة الملك فيصل - قسم علم الاجتماع بالأحساء، يبحث عن الإبداع في فن الإخراج والتصوير التليفزيوني، وقرر التواصل في هوايته، رغم الظروف الصعبة التي يواجهها، وقد التقى مع مخرجين ومصورين لهم لمساتهم الرائعة في العالم العربي، وأعربوا له عن اعجابهم بمهاراته في التصوير، رغم انه لم يدرس في أي معهد للتمثيل والإخراج المسرحي.
البداية
@ متى بدأت لديك هواية التصوير؟
ـ كنت في سن صغيرة، وتعلقت بكاميرا من الطراز القديم، كانت لقريبي، ومن كثرة تعلقي بالتصوير وحبي لاقتناء كاميرا خاصة صنعت لنفسي كاميرا من (الكرتون) بشكل مربع، ووضعت لها عدسة وحاملا، ومع تطور الهواية عندي أصبحت اركز على القصص والمسلسلات التي تعرض في التليفزيون، إلى درجة أنني أصبحت أميز بين المخرجين في العالم العربي، من حيث لمساتهم في الإخراج، حتى وصلت إلى درجة أنني ولو لم اقرأ اسم المخرج الذي اخرج المسلسل فإنني اعرفه من لمساته التي تكون في المسلسل والسيناريو المعد لها.
النشاطات الاجتماعية طورتني
@ هل مجتمع القرية يقدر مهاراتك في التصوير؟
ـ الهواية الموجودة لدي تحتاج إلى ثقة ليست مني، ولكن من الغير، والمجتمع ـ ولله الحمد ـ صنع مني مصورا جدير بالثقة، لأنهم يشركونني في المناسبات التي تحتاج الى التقاط صور لها للذكرى، كالأعراس والمناسبات والاحتفالات الشخصية، حتى اخذ اسمي يتردد في المناطق الأخرى من المحافظة، وكذلك عندما كنت ادرس في المرحلة الثانوية، كان المدرسون يكلفونني بالتصوير في مناسبات المدرسة، كتكريم الطلاب أو الأنشطة الأخرى، التي تقام في إدارة التربية والتعليم، وقد ذهبت مرة الى التليفزيون السعودي بالرياض مع مجموعة من المتفوقين من أبناء المحافظة في رحلة خاصة، وأثارت موهبة التصوير حفيظتي، حيث أخذت اسأل أحد الموظفين أسئلة كثيرة، واستفسر عن أشياء عدة في مجال الإخراج التليفزيوني، الأمر الذي ادهش الموظف نفسه، فقال لي لعلك في المستقبل ستصبح مصورا بارعا، وتمنى لي التوفيق، فحفزني كلامه لأواصل وأبدع أكثر.
تطوير الذات
@ لماذا لم تتخصص في مجال التصوير طالما تمتلك الموهبة؟
ـ الدراسة في الخارج مكلفة، تحتاج إلى مصاريف، ولكن لو حصلت لي دورة تدعو الموهوبين لالتحقت بها، وأنا اعرف مصورين مبدعين لم يدرسوا في الخارج، كما أنني مؤمن بأن الإنسان يستطيع تطوير ذاته في أي مجال دون دراسة، وإنما الدراسة للتوثيق والشمولية اكثر، وقد عوضت الدراسة بالالتحاق بأحد المعاهد بالدراسة الذاتية، حيث اطلعت على 12 كتاباً عن التصوير والإخراج، واستفدت الكثير منها.
عبدالخالق الغانم طورني
@ هل فكرت في أن تلتقي بأحد المخرجين أو المصورين المعروفين في المملكة؟
ـ بالتأكيد، وقد ذهبت الى مدينة الدمام للقاء المخرج القدير عبدالخالق الغانم، الذي استقبلني بقلب رحب، وابتهج بفكرة أنني أتيته لمعرفة فنون التصوير، حيث إن الكثير ممن يزورونه يريدون أن يصبحوا ممثلين، وقد قال لي: انني أرحب بالطاقات السعودية التي تعمل على أن تكون في مجال فني كالتصوير، وقد اعطاني فرصة العمر، حيث انه جعلني أصور في بعض أعمال الشركة التي تعنى بالدعاية والإعلام.
أعطيت فرصا كثيرة للإبداع
@ ماذا عن تجربتك في التصوير بعدما أوكل لك الغانم من مهام؟
ـ الشعور لا يوصف، خاصة أن مخرجا قديرا كالغانم يوليني مهام تصوير، مثل الفيلم الوثائقي الذي صورته لمدة سنتين لهيئة الري والصرف بالأحساء، وكذلك دخولي بين متخصصين وخبراء في هذا المجال، فبعض الندوات والاجتماعات التي تنظمها أرامكو السعودية في فندق انتركونتننتال، والتي تبث مباشرة عن طريق الإنترنت لأرامكو السعودية، والغريب في الأمر انني صرت مصوراً بين مخرج بريطاني كبير ومصورين تزيد خبراتهم على 20 عاما، وأنا لم يمض عليّ فقط سوى 5أعوام في هذا المجال، فهذا أمر غيّر مجرى حياتي، وجعلني اهتم كثيرا بقدراتي الذاتية.
السدحان وثق بي
@ ما اجمل اللحظات التي عشتها وانت تمارس فن التصوير؟
ـ عندما هاتفني الفنان عبدالله السدحان، لتصوير حفل خاص لابن أخيه في الخبر، وكانت تلك اللحظات تشعرني بالفخر، الذي أوصلني الى نجم كالسدحان، وقد أوكل لي مهمة اعتز بها.
العمل في التليفزيون
@ إلى ماذا تطمح بعد تخرجك في الجامعة؟
ـ هناك الكثير من الأمور التي أسعى لتحقيقها، ومن ضمنها أن اعمل مع مخرجين أكفاء مثل الفنان عبدالخالق الغانم، وان أكون موظفا في التليفزيون السعودي، مما سيجعل الطموح يأخذ أبعادا أخرى، وقد عرض عليّ العمل خارج المملكة، وتحديداً في دولة الكويت، بعدما تعرفت على المخرج فتحي القطان، وتعرف على قدراتي، حيث رحب بأن ننضم إليه في أعماله، كما أنني التقيت بالمصور السوري وسيم رواس ابن محمد رواس، الذي صور الكثير من الأفلام مع الممثل دريد لحام، وأبدى إعجابه بما امتلكه من مهارات، وقال لي إن ما تمتلكه من قدرة على التصوير يجعلك اكثر من موهوب، فاعتقدت للوهلة الأولى انك دارس في معهد تمثيل وفنون مسرحية.