يعتبر معمل حرض آخر المشاريع العملاقة في صناعة الغاز الطبيعي التي نفذتها ارامكو السعودية . ولكنه بإذن الله لن يكون الأخير .
فلدى الشركة خطط معتمدة لتوسعة معمل الحوية بإضافة وحدات معالجة للغاز تبلغ طاقتها 800 مليون قدم مكعبة في اليوم، ومن المتوقع أن تدخل هذه الوحدات الخدمة في منتصف عام 2007م .
فعلى صعيد التنقيب، ستستمر اعمال الاستكشاف لارامكو السعودية في مناطق امتيازاتها لزيادة الاحتياطات المكتشفة من الغاز جنباً إلى جنب مع الاستكشافات التي تقوم معها بالتعاون مع شركات أخرى.
إلى ذلك هناك خطة اعتمدتها ارامكو السعودية لإنشاء معمل ضخم في منطقة الحوية لاستخلاص سوائل الغاز الطبيعي من غاز معملي الحوية وحرض. ويتوقع له أن يدخل الخدمة في منتصف العام 2007م . الأمر الذي سوف يوفر مزيداً من كميات اللقيم للتوسع في الصناعات القائمة على الغاز .
وقد تم مؤخراً تخصيص كميات كبيرة من الغاز ومنتجاته من مشروعات ارامكو السعودية الحالية والمستقبلية، لعدد من المشروعات الصناعية في عدة أماكن من المملكة، ومن المتوقع أن ينتج عن عملية تخصيص هذه الكميات استثمارات سعودية وعالمية في عشرة مشروعات ضخمة تقدر قيمة منتجاتها البتروكيميائية والمعدنية بحوالي 18 مليون طن متري سنوي، وهو ما يمثل زيادة بمقدار 50 في المائة عن مستويات الانتاج الحالية من المواد البتروكيميائية والمعدنية في المملكة. وستشكل هذه المشروعات قاعدة لصناعات تحويلية أخرى، كصناعة المواد البلاستيكية بمختلف أنواعها والسجاد والعوازل والمذوبات الصناعية والأسمدة، بالإضافة إلى صناعة معدنية أخرى.
ومن المقدر أن يبلغ إجمالي الاستثمارات في هذه المشروعات نحو 75 بليون ريال سعودي، وستوفر مجتمعه نحو 12 ألف وظيفة مباشرة، وعددا أكبر من الوظائف غير المباشرة وحسبما هو مخطط له ، فستبدأ هذه المشروعات في الإنتاج بإذن الله خلال الفترة الواقعة ما بين العامين 2006 و2009م .
ويمثل أحد هذه المشروعات، قفزة نوعية على المستوى الصناعي والتقني، إذا أنه يقضي بتحويل مصفاة رابغ إلى مركز عالمي عملاق ومتكامل لإنتاج وتصنيع المنتجات البترولية والكيميائية. وقد تم قطع شوط كبير في عمليات التخطيط للمشروع، وتجري حالياً مناقشته مع شركاء محتملين، ومن المتوقع أن يجلب المشروع استثماراً مباشراً يزيد على 15 بليون ريال، وسوف يبدأ تشغيله في أواخر عام 2008م .
هذا على صعيد خطط أرامكو السعودية للسنوات القليلة المقبلة، أما على الصعيد الوطني والمشاريع المشتركة كاتفاقية الرياض التي وقعت في نوفمبر الماضي فقد طرحت وزارة البترول والثروة المعدنية، ومن خلال جدول زمني محدد، مناطق أخرى واعدة في منطقة شمال الربع الخالي على شركات بترولية عالمية للتنقيب عن الغاز الطبيعي وإنتاجه. وإجراءات طرح هذه المشروعات تسير حسب الجدول المعد لها بدقة. فقد تم تسليم الشركات وثائق المنافسة، كما تم فتح غرف المعلومات لتزويدها بالمعلومات الجيولوجية الدقيقة عن المناطق المعروضة ، وهناك إقبال جيد على المشاركة وستعلن نتائج هذه المنافسة في الربع الأول من العام الجاري بإذن الله.
* النائب الأعلى لرئيس أرامكو السعودية لأعمال الغاز