نجد في القرآن الكريم كلمة (العجز) في مواضع منها قوله تعالى: (واتل عليهم نبأ ابني ادم بالحق اذ قربا قربانا فتقبل من احدهما ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك .. الى ان قال فطوعت له نفسه قتل اخيه فقتله فأصبح من الخاسرين * فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يوارى سوءة أخية قال ياولتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فاواري سوءة اخي فاصبح من النادمين) المائدة.. هنا يبرز امامنا (العجز) فالعجز اذا هو داء يكون سببه الغفلة وعدم الاهتداء حتى ان هذا الانسان مثلا الوارد في الاية لم يكن عاجزا عن ان يحفر الارض ليدفن اخاه الذي قتله ولكنه غفل عن هذا المعنى ولم يفطن له حتى رأى الغراب يبحث في الارض فاستيقظ وتنبه ولام نفسه ان يكون الغراب معلما له ويسبقه الى هذه الفطنة فيحفر في الارض فقال: (ياويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب..). وبذلك قد نكشف ان العجز هو صفة ملازمة للمعتدين احيانا؟ لان هذا الانسان كان معتديا فالاعتداء غلق قلبه وغطى على فطرته حتى لم يفطن الى مسألة ان يحفر الارض ليدفن اخاه اذا الزيادة او النقص والافراط او التفريط كل هذه الاشياء تكون سببا في ابتلاء الانسان بالعجز والقعود وترك العمل والرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن العجز واستعاذ منه فقال عليه الصلاة والسلام في حديث ابي هريرة رضي الله عنه الذي رواه مسلم وهو حديث طويل (احرص على ماينفعك واستعن بالله ولاتعجز) وكان عليه افضل الصلاة والسلام يستعيذ من العجز في قوله: (واعوذ بك من العجز) عندما تجد انسانا قاعدا عن العمل المعيشي او الدعوي او غيره وتسأله: لماذا لا تعمل فيجيب عسى الله ان يهديني فانا قادر ومستطيع فهذا الانسان لم يخدع نفسه او يضحك عليها بغض النظر عندما تسأل آخر تجد اجابته وقد بدأ يفلسف العجز ويظهره بصورة العقل او بصورة الفهم او الحكمة. اذا كل واحد منا وان يدع عنه العجز والكسل عليه ان يعتمد المرء على نفسه.
@@ خليل ابراهيم الربيع