أخبار متعلقة
يعتبر الطفل من أهم العناصر في المجتمع بحكم أنه يؤسس لمرحلة قادمة ومهمة في بناء مجتمع متكامل, وتثقيف الطفل مهم لكي يكون لبنة صالحة في المجتمع حتى نستطيع في المستقبل الخروج بمجتمع متكامل وحيوي. واذا كان البعض يرى ان الثقافة الفضائية او ثقافة الدعايات والاعلانات التجارية تنمي وعي الطفل وتزيد من فكره ووعيه وتجعله اكثر تطلعا للحياة الا ان البعض يرى ان تلك الثقافة غير مهمة بسبب توافر المجلات الخاصة بالاطفال والبرامج الحيوية المهمة للطفل لكي نستطيع ان نوجه الثقل الاعلامي من تلفاز واذاعة وصحافة التوجيه الصحيح لكي نصنع ثقافة الطفل ورجل المستقبل.
"اليوم" استطلعت آراء شريحة من المجتمع "الرجالية والنسائية" حول هذا الموضوع الهام.
المدرسة والمنزل
بداية يبدي عبدالله زويد ـ إعلامي ـ اسفه لعدم وجود أرضية صلبة لصناعة طفل المستقبل فلا يمكن تثقيف الطفل الا من خلال دورات مدرسية لان المدرسة والمنزل قاسم مشترك لكي يكون لدينا طفل واع يحمل هاجس حب الأدب والثقافة. ويفترض زويد وجود اكاديميات او مدارس في أوقات الفراغ لكي تساهم في عملية البناء التي يفتقدها الطفل الذي لاهم لديه الا اللعب والمرح.
ويستغرب زويد من تجاهل الاعلام في تنمية هاجس حب الطفل للقراءة والاطلاع وصناعة الطفل بالشكل الذي يليق برجال المستقبل لان توجيه الاسرة لن يكون في محله اذا لم يدعم من الاعلام بعيدا عن برامج تافهة مثل الرسوم المتحركة التي لا تنمي وعي الطفل لكن ما يحدث العكس.. لماذا؟
ويجيب على هذا السؤال بقوله: الكثير من برامج الرسوم المتحركة مجرد ملء فراغ لان الطفل يتأثر ولابد من وجود برامج خاصة بالطفل تنمي حسه الوطني وتغرس فيه بذور حب الانتماء للوطن لاننا نساهم في الأخير جميعا سواء اعلام او مجتمع في عملية البناء لان الجميع لابد ان يستشعر المسؤولية تجاه الطفل ولكن. أتمنى ان يكون القادم اروع لصناعة الطفل وتنمية فكره.
بناء الشخصية
وترى مديرة الاشراف التربوي بمحافظة الخبر فريدة بشير طحلاوي ان ثقافة الطفل ركيزة مهمة في تنشئة الطفل لانها تسهم في بناء شخصيته وكذلك تعتبر ثقافة الطفل احدى الثقافات الفرعية لدى اي مجتمع لان لها خصائص وسمات معينة ومشتركة وهي ذات خصوصية بالغة الاثر لدى الطفل وحيث أن الطفل يحس ويدرك وينكر فهو ليس صورة مصغرة من ثقافة الراشد وانما مواقف واتجاهات وأسلوب حياة يعبر عنها الطفل بشفافية يمكن تسميتها (ثقافة طفل).
وتضيف طحلاوي: ان ثقافة الطفل تتضمن ما يستوعبه من معلومات ومعارف يتلقاها عن طريق الكتب وجميع وسائل الاتصال وكذلك الأسرة وهي تشمل المعرفة والعقيدة والاخلاق والقيم الوطنية والعادات والتقاليد وجميع المقومات التي يكتسبها الطفل وتشمل السلوك الذي يقوم به الطفل ويمارسه والذي يتركز على معايير معينة وقيم ومعتقدات واتجاهات فكرية واجتماعية واقتصادية وتربوية.
ومن خلال خبرتها العملية وواقعها تقول فريدة: يمكن لنا ان نثقف الطفل لكي يكون لبنة صالحة عن طريق الاهتمام بالمكتبات العامة والخاصة وتزويدها بالكتب المناسبة لمرحلة الطفولة المبكرة واستثارة دافعية الطفل لحب القراءة بهدف الحصول على المتعة وتنمية مهارة الألفة وحب الكتاب ومساعدة الأطفال على اختيار الكتب المناسبة والهادفة وتوفير الوسائل السمعية والبصرية وتقديم البرامج التي تثري عقل الطفل وان ترتبط المواد المقدمة للطفل بواقع الحياة لكي نزيد مساحة الوقت المخصص للطفل في الوسائل المسموعة والمرئية والتي تخاطب عقل الطفل وتؤكد فريدة على ان الثقافة الفضائية او ما يسمى بثقافة الدعايات والاعلانات التجارية لها اثر ومردود سلبي على نفسية الطفل حيث ان الطفل يتأثر بما يعرض عليه من اعلانات تجارية مثل السلع التجارية وبذلك يتولد لدى الطفل النزعة الى اقتناء ما يشاهده وبذلك تصبح ثقافة مادية ويثقل بذلك على الاهل غير القادرين على توفير المتطلبات المادية ويقود الى نتائج سلبية على نفسية الطفل ايضا من خلال ما يعرض على الطفل من دعايات يمكن ان تتسرب بعض الثقافات والمعتقدات الخارجية والهدامة بطرق غير مباشرة فيقلدها الطفل عن طريق المباهاة امام اقرانه او عن طريق التقليد الأعمى وبذلك يفقد الطفل هويته الدينية والثقافية وفكره واتجاهاته.
وتعتقد فريدة انه لابد للاعلام من التركيز على البرامج والافلام والكتب التي تساعد الطفل على حل مشاكله بنفسه والبعد عن الأفلام والكتب التي لا تتناسب مع قيمنا الروحية والاخلاقية.
وتوجه فريدة دعوة الى المجتمع لكي يساعد في زيادة وعي الطفل بحب الوطن بالمشاركة في المناسبات الوطنية وتنمية حب الولاء للإسلام والوطن والاعتزاز بكوننا أمة مسلمة عربية وغرس حب الوطن والفخر بما وهبنا لله من كنوز وثروات والتعرف على التراث والمعالم وتعويد الصغار على غرس عادة حب الايثار والتفكير في حب الوطن والتضحية في سبيل الوطن بالروح والدم.
صناعته أولا
الفنان محمد عمر أشار الى ان تنمية الطفل مهمة في مرحلة التنمية كونه لبنة تؤسس لمرحلة قادمة تهم المجتمع فهو حاضر الزمان وكل المستقبل ولابد لنا من تثقيف الطفل من خلال العلم وزيادة المعارف المكتسبة لأن الطفل يدرك ما يدور حوله من احداث ويرتبط ارتباطا وثيقا بالمجتمع.
ويستشهد عمر بالأطفال الذين تغري الجميع مواهبهم مثل حفظ القرآن الكريم قبل البلوغ ووجود العديد من المواهب والأقلام والشعراء الصغار كون تلك النوابغ هي من صلب هذا المجتمع ولابد على كل رب اسرة ان يساهم في بناء مجتمعه من خلال اهتمامه بتربية ابنائه وتعليمهم ومحاولة تثقيفهم لكي يقدم لبنة صالحة لمجتمع يطمح للمزيد من التألق والنجاح.
ويضيف عمر أن جميع المجتمعات الغربية والعربية تساهم في صناعة الطفل لكن لابد لكل واع ان يقدم ولو شيئا بسيطا لمجتمعه من خلال دعم أي برنامج يصب لصالح الطفل. ثم ان الثقافة الفضائية او ثقافة الدعايات والاعلانات التجارية لن تنمي وعي الطفل فهو يكتسب من خلالها حب مجاراة الآخرين للحصول على ما يريد وما يشاهد بطريقة العرض المغري من خلال الشاشات الفضية أيضا لكي نتخلص من عقدة الاعلانات التجارية لابد ان نقنن الاعلانات وطريقة مشاهدة الاطفال لها ودور الأسرة كبير في تسيير مركب الحياة للافضل.
ويفترض عمر أن تساهم القنوات الفضائية في دعم الطفولة من خلال الاغاني الخاصة بالاطفال والتي لها تأثيرها السلبي والايجابي على الطفل وانا كفنان أسعى ان اقدم اعمالا غنائية للأطفال لانهم يرددون الأغاني التي تغنينا بها وهم شريحة اهتم بها كثيرا لانهم لبنة يجب أن تدفع للمزيد من النماء والتطور الذي يتيح لهم العيش بسعادة وحب وولاء للوطن.
اما عن قلة المجلات الخاصة بالأطفال والبرامج الحيوية فيرى الفنان محمد عمر ان وزارة الاعلام يجب ان تهتم بهذا الجانب في التلفاز والاذاعة والصحافة لكي يتم التوجيه بشكل صحيح وسليم لكي نصنع طفل المستقبل لكي يواجه الواقع بعقلانية وحب.
ثروة الوطن الحقيقية
وتشير نورة السويل مشرفة رياض الأطفال بمكتب الخبر الى ان طفل اليوم هو الثروة الحقيقية للوطن والموارد البشرية بحاجة الى استثمار حقيقي ورعاية جادة حتى يستطيعوا بناء مجتمع متقدم وهو الامل في حل المشاكل التي نعاني منها وتعوق التقدم الحضاري للوطن لانهم القوة الدافعة نحو تقدم الوطن ورفاهيته وسعادته ولو نظرنا الى الصفات التي يتمتع بها هذا الجيل يمكننا بنظرة تفاؤلية وصف السلوك الذي يتصف به المواطن (الطفل) بانه يثق بقدرته في تحقيق اهدافه ويشك في الاستنتاجات ولا يقبلها دون مناقشة الصح والخطأ ولا يفرض سلطته على الغير ولا يخضع لسلطة احد وايضا لا يميل الى البحث والتفكير.
النظرية والتحليل
اما منصور جعفر ال سيف فيرى أن الأساس الاهم لتكوين شخصية الطفل تثقيفه الثقافة المناسبة ليكون لبنة صالحة في المجتمع والأمة التي لا تقرأ عليها ان تعيد النظر في اشياء كثيرة أهمها اشكالية اللغة.
ويتساءل آل سيف: العربي يتكلم ويقرأ بلغة أخرى، يتكلم العامية ويقرأ الفصحى سواء في مناهجه الدراسية او وسائل التعليم والتثقيف الأخرى.
وربما وجدنا مدرسي اللغة العربية يعلمون طلابهم اللغة وقواعدها العربية بالعامية والمسافة شاسعة بين العامية والفصحى في كل شيء في الالفاظ والحروف والجمل والنغمات والنبرات وفي التشكيل مما يجعل القارىء العربي ينتقل من العامية الى الفصحى وكأنه يحتاج الى ترجمان والحل عملي اكثر منه نظري ان نعود الى الفصحى بشجاعة واصرار والعودة لا تبدأ من الصروح الجامعية بل من تلك اللبنة الطرية التي تستقبل لغات عديدة في ان واحد دون عناء من مرحلة رياض الأطفال بل قبلها وقد بدأت التجربة لكنها لا تزال بحاجة الى الدعم والاصرار والتشجيع وقد أثبت ان الطفل المتحدث سليقة بالفصحى أقرب الى تناول الكتب وقراءتها واكثر كفاءة على استيعابها لانها لن تكون لغة مترجمة.
ويضيف ال سيف ان بعض الدول مثل سوريا والكويت والمملكة جربت على يد الدكتور عبدالله الدنان والذي كان يشجع كثيرا على اعتماد هذا البرنامج الذي على نظرية تسمى النظرية الفطرية ومن أبرز روادها "تشومسكي" 1957م فقد وجه انتباهه الى قدرة الطفل البارزة على تحليل المعلومات اللغوية ومعالجتها بطرق متنوعة ومعقدة جدا ويرى انها ضرورية لفهم القواعد الأساسية للكلام وسماها أداة اكتساب اللغة.
ثقافة الطفل
وتؤكد من جانبها الكاتبة والروائية نجيبة السيد علي على أن التأسيس الثقافي للطفل يبدأ من الداخل من الكيان الأسري الذي يحتضنه بقوة واليوم وفي هذا الوقت بالذات قد تكون الاسرة ذات اثر باهت جدا في تكوين اللبنة الثقافية للطفل كنتيجة طبيعية لانفتاح عقل الطفل على عالم خارجي واسع في سنواته المبكرة فالطفل قبل ثلاثين سنة كان يشاهد مجموعة محدودة من أفلام الكرتون حيث البث التلفزيوني المحدود انذاك.
اما عن المصاعب التي تواجهها الأسرة جراء صناعة الطفل تقول نجيبة: للأسف حتى قصة الطفل التي لاتزال محدودة في مكتباتنا تدور في نفس المحور الثقافي المرسوم سلفا, ولابد ان نرى القصص التي بأيدي اطفالنا معظمها قصص خيالية او ترجمة لافلام الكرتون التي تشاهد في القنوات الفضائية وللاسف ايضا حتى هذه القصص باتت غير مقروءة لان الطفل مزدحم ببرامج اخرى اكثر اغراء منذ حضوره ولا وقت لديه للقراءة وينمو على هامشية القراءة حتى تغدو القراءة آخر اهتماماته وقد رأينا أسرا مثقفة وتتبنى الثقافة في كثير من جوانبها الا انها فشلت في خلق بنية ثقافية مميزة لاطفالها لان الجو العام ليس مع القراءة.
وتشير نجيبة الى ان بلادنا تفتقر الى البرنامج الثقافي الموجه للطفل وتحكي قصة واقعية لها وتقول: في عيد الفطر لهذا العام كنت في زيارة لمملكة البحرين وكانت هناك شركة العاب أجنبية قد حطت رحالها في ايام عيد الفطر وكان الازدحام شديدا مع أن الساحة المخصصة للالعاب غير صحيحة بسبب عدم وجود القواعد الخاصة بالسلامة.
وتناشد الكاتبة نجيبة المسئولين انشاء مسارح للأطفال وتقول في هذا الجانب:
أين المسارح الا تكون هي المتنفس الثقافي البناء. الناس تصرف المال بسخاء لقاء دقائق معدودات في هذه اللعبة او تلك اين مسرح الطفل في المواسم والاعياد والعطل الدراسية والمناسبات الوطنية ان المسرح في كثير من البلدان يدعم ماديا من قبل الاعلام والثقافة بينما نحن اخراج تصريح لمسرحية يحتاج الى سعي المشرفين والمقربين, فهل هذا يشجع الكتاب المسرحيين على تسخير جهودهم لعمل مسرحي وتضيف نجيبة: لدي مسرحية اطفال (شتاء مملكة النمل) ونبحث عمن يتبنى هذا العمل المسرحي ليكون في مستوى الطموح بحيث يستفيد منه اكبر عدد من الاطفال, هذا وناهيك عن ان مجلات الاطفال على مستوى الخليج محدودة جدا, مع اننا نطمح الى مجلة موجهة للطفل ويشارك بها الطفل بالدرجة الاولى.
وتعتقد نجيبة ان الاعلانات التجارية سببت مشكلة لدى العوائل بسبب ان الاطفال ينظرون الى الدعايات اكثر مما ينظرون الى وجوه أمهاتهم وابائهم ولابد من وقف زحف الاعلانات بشكل مرتب حتى نضع طفل في وطن الخير والحب.
زيادة ثقافة الطفل
ويرى فيصل البركاتي أديب ان البرامج التي تقدم للطفل من خلال القنوات الفضائية غير هادفة لان الاعلام العربي لايحاول ان يقدم شيئا جبارا وقويا للطفل وللأسف المجلات الموجودة في الاسواق والخاصة بالطفل ليست في المستوى المأمول لان بعض اصحاب تلك المجلات يبحثون عن الربح المادي مما يفقد المجلة هيبتها وحضورها الثقافي ثم ان مسرح الطفل لم يساهم في صناعة طفل المستقبل وهذا يعود الى التعتيم الاعلامي لبرامج الطفل التي هي محدودة.
واستغرب البركاتي من بعض البرامج التي تقدم للاطفال لانها برامج غير هادفة مع ان الوعي زاد ولكن نتأمل في المسئولين بالاعلام الخير.
الاهتمام بالوالدين
وترى هدى خالد الحزيم رئيسة قسم التدريب ان الطفل مخلوق جميل الهبة وجاء بفطرته السلمية والرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: "كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه او يمجسانه او ينصرانه) وكما قال عليه افضل الصلوات ثم ان المقربين من الطفل هم من ينقل الثقافة لذا فاهتمامنا بالوالدين والمحيطين بالطفل مهم جدا.
وتقترح هدى أن تكون في غرفة الجلوس او غرفة الطعام مكتبة مصغرة تحوي الكتيبات الصغيرة وبعض كتب التلوين اضافة للدوريات من مجلات ولابد ان تكون منتقاة طبعا وبعض النشرات الموسمية كشهر رمضان او مناسبة الحج او المناسبات الوطنية لكي نساعد الطفل على تنمية حس القراءة كما ان المدن الترفيهية لابد ان يوجد مقابل لها مثلا ان يتم انشأ مدينة ثقافية مصغرة يزورها الطفل مع والديه لكي يتم التعرف على ما يعرض ولابد ان يتبنى رجال الأعمال او أصحاب رؤوس الاموال فكرة إنشأ مدن ترفيهية ثقافية وتحوي العاب لمزج ثقافة اللعب وثقافة القراءة.
وتضيف الحزيم لانزال بحاجة كبيرة لتعزيز مفهوم حب الوطن وتنمية الحس الوطني للطفل ليس من خلال المواد الدراسية فقط بل من خلال ممارسة المحافظة على الضروريات واحتسابا لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده) واستشعارا بأن (يد الله مع الجماعة).
وللأسف ان اسوأ ما يجنيه الوالدين والوطن هو عدم الانتماء كون الابناء يتعرضون لمخاطر لعدم تكيف الاطفال معهم, ثم ان اهتمامنا بالطفل لا يعني العناية به ثقافيا فقط.. بل ان العناية به يعني ضرورة التماس الجوانب الشخصية الأخرى بشكل متوازن يجعل نمو الطفل صحيحا لان تعليم الطفل في جو الاحتياجات الجسمية وتعزيز الافكار ينمي الهوية الاسلامية لديه لانه ابن من ابناء الوطن الاسلامي الذي يضم امة صالحة واشرف بقعتين.
غياب الوعي
ولا يفكر محمد بن حسين شاعر في ان يلحق ابناءه الأطفال في دورات مسائية لزيادة فكرهم ووعيهم, ولكنه يستدرك بالقول ان بناء الطفل اهم شيء في طفولته لانه ابن المكان والزمان, الطفل لابد ان يعايش الواقع ويكون بفعل الوالدين في حالة شبه نضج.
ويؤكد محمد ان الشاعر لابد ان يكتب بعض القصائد للبرامج الفضائية والتلفزيونية لكي يسهم في تقديم شيء للطفل, مؤكدا في الوقت نفسه انه كتب اكثر من 20 أنشودة للاطفال ولم يجد من يتقبلها بصدر رحب ولا يعلم ماذا يعمل بها خاصة انه يهم بحرقها لانها كانت ثمرة وقت وجهد.
ويقول بن حسين: ان عدم توافر المجلات الخاصة بالأطفال ساهم في عدم تنمية وعي الطفل لكن لابد ان تدعم وزارة الثقافة والاعلام كافة المجلات الخاصة بالطفل لكي نسهم في صناعة الطفل المغيب اصلا في ظل عدم الوعي.
اما عن المجتمع بكل أسف لم يسهم في زيادة هذا الوعي ولم يغرس به حب الانتماء للوطن لان مجتمعنا لابد ان يكون اكثر تسامحا وتعاضدا وحبا لانه مجتمع خير ايضا لابد ان تكون الاعلانات التجارية ذات ثقل لكي تساهم في دفع الطفل للمزيد من حب الولاء لوطنه.
ويتساءل بن حسين قائلا: لا أعلم لماذا أغلب الاعلانات التجارية او ثقافة الدعايات تساهم في تبلد الطفل فمثلا تلك الاعلانات الخاصة بالاطفال تؤسس لوعي الطفل ام انها تساهم في استشراف جيوب أرباب الأسر المغلوبين على أمرهم.
الثقافة الفضائية
وتشير فاطمة الحسين مديرة القسم النسائي بمكتبة الملك عبدالعزيز العامة الى ان وسائل تثقيف الطفل بحر موسع وكثيرة جدا ولكن ماذا نعني بثقافة الطفل لنعرفها اولا؟
وتجيب على هذا السؤال بقولها: ان ثقافة الطفل تعني مجموعة العلوم والفنون والآداب والمهارات والقيم السلوكية والعقائدية التي يستطيع الطفل استيعابها وتمثيلها في كل مرحلة من مراحل عمره ويتمكن بواسطتها من توجيه سلوكه داخل المجتمع توجيها سليما.
وتفترض الحسين ان الثقافة الفضائية أن تضع الوعي للطفل فهل ستجعل منه متحذلقا او فهلويا كما تقول وترى فاطمة ان الطفل أصبح مستهلكا بشكل كبير فهو يهرع لشراء كل ما يعلن عنه عبر فضائيتهم المزيفة وايضا اصبح بوقا يردد جميع الاغاني والمقاطع الفكاهية وتتساءل الحسين هل ستزيد من فكر الطفل وتجعله اكثر تطلعا للحياة؟
وتجيب قائلة: لا لان لدينا مشكلة اكبر وهي ان الثقل الاعلامي لكي نصنع الطفل المثقف لكي يستطيع مواجهة الواقع لان التكاتف مهم على جميع الأصعدة في المجتمع لنكون مجتمعا اكثر ثقافة ووعيا فبرامج الأطفال في التلفزيون والاذاعة تعاني من الشح في الكم والكيف.
وأيضا برامج الكبار ما هي الا ترفيه خاو لا تقدم اي رسائل ايجابية,. كما ان مجلات وكتب الأطفال في العالم العربي معاناتها كبيرة لان بساطة المحتوى هي من تخاطب طفل المستقبل.
كما أن المجتمع العربي يعاني اقتصاديا من تدني دخل الفرد الأمر الذي يجعل شراء الكتب والمجلات لشريحة كبيرة من اخر اولويات الأسرة فاذا انعدمت خدمات مكتبات المدارس والمكتبات العامة كما هو قائم الآن فكيف نطمح لتثقيف الطفل.
أيضا لكي نقول بأن لدينا طفلا متكاملا اجتماعيا وثقافيا ويحمل أدوات النضج لكي يكون اداة خير في وطن الخير نحتاج ان نسال انفسنا ثمة أسئلة.
هل نحن مهتمون بتربية انسان متعلم يستطيع استخدام احدث التقنيات العالمية دون اي حصانة لمعتقداته وقيمه؟
وتفترض الحسين ان العالم بدون أطفال فكيف سيكون حاله وتجيب على السؤال:
للاسف نحن لم نحدد ما نريد من أطفالنا لاننا لم نستطع ان ننشئهم في تربة تنمي مجهوداتهم البسيطة ويجب ان نبذل قصارى جهدنا في اعداد الطفل, وألا نعطي الطفولة هامش اهتمامنا وعملنا فما يزرعه المجتمع يجنيه الأبناء وختمت الحسين حديثها بالاشادة الى مبادئ أساسية لابد من اعتمادها حين التخطيط لثقافة الطفل ومنها:
حق كل طفل في الجهود التثقيفية الموجهة والاستجابة لجميع احتياجات الطفل, والاعتماد على منهج التثقيق الذاتي.
طائر جريح
الزميلة ميسون عبدالله الكاتبة في القسم الفني قالت: لن نخرج بمجتمع متكامل اذا لم تتح للطفل حرية الفكر والرأي الطفل يجب ان يحلق مثل الطائر لا يجب علينا ان نضيف على فكره وأهدافه لكي يخدم نفسه يجب ان نسعى معه على تكوين ثقافيا وعلميا وفكريا حتى نصل الى طفل المستقبل الرجل.
وتؤكد ميسون أن الكثير من الأباء والأمهات يساهمون في تكسير مجاديف ابنائهم لانهم ليسوا على قدر من الوعي فكيف ينشأ لنا مجتمع متكامل وهو ناقص أصلا!
ويذكر عباس ابراهيم فنان: اننا نعول على اطفال المستقبل الشيء الكثير ولابد ان نصقل وعي الطفل حتى يصل الى ما نريده له من مكانة اجتماعية.
اما عن توظيف الطفل بشكل علمي ومدروس لكي يجابه ثقافة الدعايات فيرى عباس ان الثقل الاعلامي لابد ان يكون موجه الى ذات الطفل لكي نضع الطفل المثقف من خلال تزويده بكتب ابداعية في القصة والفن والمسرح وكل ما يزيد وعيه.
ويرى عباس أن الفن الان بالنسبة للطفل بدأ يأخذ شكلا آخر من خلال التفرد في كتابة انشودات خاصة بالاطفال او اغان مثل اغنية (بابا فين) التي شكلت بعدا اخر لدى الطفل الملئ بهاجس المستقبل.
ويعتقد عباس ان الطفل المتكامل اجتماعيا وثقافيا يجب ان يحمل ادوات النضج لكي يكون أداة خير خاصة ان وطننا يحرص على العمل لصالح الدين وحب الانتماء.
ثقافة الأم
بينما ذكرت نعيمة المدوح (رئيسة قسم النشاط) بمكتب اشراف الخبر انه يمكن زيادة وعي وثقافة الطفل من خلال بيئة الاسرة لانها تعتمد على ثقافة الام والاب وتعويده على قراءة القصص على ان تكون هدايا الاسرة لابنائها جزء منها عبارة عن كتب وايضا بيئة المدرسة، والمناهج، والبحوث العلمية والدراسية والرحلات العلمية والترفيهية) وترى نعيمة ان المجتمع مقصر في زيادة وعي الطفل وتثقيفه وغرس حب الانتماء في مشاعره لوطن العز وتضيف قائلة: لن نقول ان لدينا مجتمعا متكاملا اجتماعيا وثقافيا الا اذا تكاتفت الجهود وتضافرت من جهة (الأسرة، والمدرسة، والمجتمع، والإعلام) مع ايجاد نواد ثقافية وترفيهية وعلمية مدروسة بأساليب عالمية حديثة.
زيادة الوعي
وتبدي (امل العبدان) عضوة إدارية بشعبة توجيه وارشاد الطالبات باشراف الدمام استغرابها من عدم زيادة وعي الطفل من خلال القراءة وتقول لابد من زيادة وعي المخلوق اللطيف (الطفل) من خلال القراءة مهما حدث من تطورات فيما يقدم للطفل الا انه ما تزال القراءة هي الوسيلة الافضل لثقافة تنمية ادرك الطفل، هذا بالنسبة الى اعطاء الطفل الثقة بنفسه في اختيار ما يقرأه.
وتعتقد العبدان ان ثقافة الدعايات والاعلانات التجارية ناقصة لانها تحاكي الطفل على انه انسان واع بل تحاكيه على انه انسان غير مدرك لما يرى, والتوجيه وتنبيه الطفل لنقد ما يرى يعلمه (النقد) وايجابياته كمانعلمه ان ما يراه قد يكون سليما وقد يكون غير سليم وبذلك نزرع في نفسه أهمية ابداء رأيه.
التربية السليمة والواقعية
وترى (عائشة شعبان) مديرة قسم المساندة في جمرك مطار الملك فهد ان تثقيف الطفل لكي يكون أداة خير في المجتمع عن طريق التربية الصحيحة المتكاملة والتربية لا يمكن ان تحقق من خلال الهمس ان لم تكن قائمة على أسس وقواعد سليمة.
ان التربية الاسلامية التي تجعل من اطفالنا فلذات اكبادنا عناصر مؤسسة للمراحل القادمة وهذه هي مسئولية الاباء والامهات بيد ان المرحلة التي تؤسس للقادم ليست بالامر اليسير وانها أساس سلوك الطفل فيما بعد، لذا وجب على كل المربين من اباء وامهات ومعلمين الاهتمام بامر التربية واتقان اصولها لتزيد من ثقافة الطفل.
واول هذه الاصول التربية الايمانية التي تربط الطفل منذ بداياته بأصول الايمان وتعليمه مناهج الشريعة ودين الرسول بدون اختلاف مناهج، وثاني هذه الاصول التربية الخلقية فالطفل منذ نعومة اظفاره اذا تربى على الايمان والخشية والمراقبة والتوكل يكون ذلك حائلا بينه وبين القبح.
وتضيف شعبان قائلة: ثم الاصل الثالث وهو التربية الفكرية فقد انتشرت على الساحة الآن افكار كثيرة منها الصالح والطالح والبناء والهدام وعلى الجميع بيانها للطفل لكي يفرق بين الغث والسمين.
وتضيف شعبان بان عدم توافر البرامج الدعوية والمجلات الخاصة بالطفل فعلا يساهم في التبلد الحسي لدى الطفل، لذلك يجب أن تخصص برامج تلفازية واذاعية وصحفية وتوجيه رسائل هادفة للطفل فالبرامج المقدمة للاطفال حاليا معظمها مستوردة والكثير منها يقدم بمستوى هابط وتغرس في نفوس الاطفال العنف والكراهية والانانية وعدم الانتماء للدين والوطن والأسرة والمجتمع، وهذه البرامج لم تناقش قضايا الاطفال وأحاسيسهم وتغرس الثقافة العربية في نفوسهم من خلال البرامج المختلفة انهم ينحرفون عن جادة الصواب بسببها.
الاكتشاف مهم
نورة الطريقي الاخصائية الاجتماعية في مكتب الاشراف الاجتماعي بكلية العلوم للبنات بالدمام قالت: يتم الاعتناء بثقافة الطفل منذ بلوغه السن المدرسي وربما قبل ذلك وحتى وصوله الى سن الثامنة عشرة اي قبل دخوله المرحلة الجامعية فالعناية عملية مستمرة فتبدأ الاسرة معه خاصة الام او من يتولى رعايته عن طريق تلقيه القرآن الكريم وغيره من العلوم، وتضيف قائلة: الاعلانات التجارية والثقافة الفضائية امر اصبح واقعا مفروضا من خلال جميع وسائل الاعلام ونحن ككبار قد ننجذب اليها فما بالنا بالطفل المتلقي والمعجب بكل ما يقدم من خلالها؟
وتعتقد نورة ان الطفل فعلا لابد ان تتضافر جهود الاعلام لبروزه فهناك اقسام او وحدات متخصصة في مجال الطفل سواء في التلفاز او في الصحافة او في النشر وتحتاج الى تنظيم التعاون مع جميع الجهات المتوافرة في المجتمع لتغطي احتياج الطفل (ثقافيا وصحيا وتربويا وديننا وترفيهيا وكل ما يحتاج اليه الطفل في مرحلة النمو) وسواء كانت الجهات الداعمة لحركة الطفل ونموه ووعيه أهلية او حكومية فهي تمد المجتمع بالبرامج الحيوية التي تصب لصالح المجتمع والطفولة.
واكدت الطريقي ان المجتمع لم يسهم بشكل كبير حتى الآن في زيادة وعي الطفل والانتماء لوطن الخير ولن يكون لدينا طفلا متكاملا اجتماعيا وثقافيا إلا اذ كانت الاسرة ناضجة بما يكفي لتدفعه الى الايجابيات والحياة داخل مجتمعه ولفت الاهتمام خاصة للطفل ولابد ان يعطى الطفل بكافة مراحله العمرية نظرية التلقي من خلال تنمية حدسه وفكره واعطائه نوعا من الثقافة والمعلومات في مراحل مختلفة من عمره لكي يعايش المستقبل ويصبح انسانا متكاملا وواثقا من نفسه ويحافظ على مخزونه الثقافي ويفيد ويستفيد من الاخرين.
يحيى عسيري الكاتب والشاعر وسكرتير التحرير بجريدة المدينة المنورة يرى ان الطفل يمثل بناء لبنه صالحة لبناء ذلك المجتمع المتكامل، ولن يتم تثقيف الطفل الا عن طريق الاهتمام به اعلاميا وثقافيا وأدبيا من خلال تزويده بالمعارف والكتب وتوزيع وقته بين المدرسة والمنزل لكي يكون أكثر معايشة للواقع فهو في الأخير احد أطراف المجتمع ويجب ان يعامل بطريقة مثالية.
المكتبات تساهم مساهمة قوية لصناعة المستقبل