رفضت اسرائيل اقتراحا من حركة المقاومة الاسلامية حماس باعلان هدنة مدتها عشر سنوات مقابل انسحابها من الاراضي التي احتلتها عام 1967، ووصفته باقتراح سخيف.
وكان عبد العزيز الرنتيسي أحد ممثلي حماس السياسيين قد أعلن أن الحركة توصلت الى نتيجة مفادها ان من الصعب تحرير كل الاراضي الفلسطينية في هذه المرحلة ولذلك فهي تقبل تحريرا تدريجيا، وبالتالي فهي تقبل قيام دولة في الضفة الغربية بما في ذلك القدس وقطاع غزة، كما تقترح هدنة تستمر عشر سنوات مقابل انسحاب الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية.
ورغم أن بعض المراقبين يرون أن هذه التصريحات تعتبر علامات تشير الى ما يرونه تحولا كبيرا في موقف الحركة، إلا أن هذا الموقف من حماس ليس جديدا في حقيقة الأمر لأن مرشدها ومؤسسها أحمد ياسين أعلن خلال السنوات الماضية وأكثر من مرة أن الحركة مستعدة للقبول بإقامة الدولة الفلسطينية على أراضي 67 وانسحاب اسرائيل منها والسماح بعودة من يرغب من اللاجئين الفلسطينيين الاربعة ملايين المشردين في أنحاء العالم الى أراضيهم، مقابل وقف إطلاق النار بشكل دائم.
وفي ظل تهربها المستمر من أية التزامات، تزعم حكومات الاحتلال المتعاقبة على فلسطين أن اقتراحات حماس ليست سوى ستار وذر للرماد في العيون.
وقال آفي بازنر المتحدث باسم حكومة الاحتلال أمس إنه لأمر سخيف ان تضع جماعة ارهابية شروطا لوقف اطلاق النار. وقد نقلت (رويترز) عن الرنتيسي أن الاقتراح لا يعني ان حماس اعترفت باسرائيل او نهاية الصراع الاسرائيلي الفلسطيني.
ويقول محللون إن بعض اعضاء حماس يريدون للحركة ان تصبح قوة سياسية فاعلة وهم يفضلون تشكيل قيادة فلسطينية جماعية لفلسطين تضطلع حماس بالدور الاكبر فيها.
ويزعم المسؤولون الاسرائيليون ايضا انه سيكون من المستحيل العودة الى حدود ما قبل 1967 مؤكدين انه لا يمكن للفلسطينيين توقع القدس الشرقية وبعض المستوطنات اليهودية الكبيرة او اراض اخرى تعتبر مهمة للامن. وقال الرنتيسي ان المناقشات داخل حماس بشأن قبول دولة في الضفة الغربية وغزة فقط ليست جديدة ولكنه اوضح ان الحركة اتخذت قرارا بشأن ذلك. واضاف انه لا يتوقع ان ترد اسرائيل بشكل ايجابي على الاقتراح الجديد نظرا لرفضها عرض السلطة الفلسطينية بقبول مساحة من الاراضي اقل مما تقترحه حماس.