أخبار متعلقة
يقف اكثر من مليوني حاج على صعيد عرفات الطاهر ملبين ومكبرين لله, ليشهدوا ركن الحج الاعظم, بعد ان قضوا تأسيا بسنة الرسول - صلى الله عليه وسلم - يوم امس الجمعة يوم التروية بمشعر منى الطاهر مغمورين بالسكينة والوقار لقدسية وجلال الزمان والمكان تحوطهم رعاية المولى عز وجل. ويقوم المسؤولون في المملكة وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني - حفظهم الله - بمتابعة حركة عملية التصعيد في مرحلتها الثانية من مشعر منى الى صعيد عرفات, وينفر حجاج بيت الله الحرام الذين يبلغ عددهم اكثر من مليوني حاج, بعد مغيب شمس هذا اليوم المبارك الى مشعر مزدلفة في المرحلة الثالثة, ثم الى منى مع فجر يوم غد الاحد اول ايام عيد الاضحى المبارك واتصفت المرحلتان الاولى والثانية لرحلة حجاج بيت الله الحرام يوم امس الجمعة من مكة المكرمة الى مشعر منى, ومن ثم الى صعيد عرفات بالنجاح والانسيابية, وفي وقت قياسي, رغم كثافة عدد الحجاج, بفضل الله عز وجل ثم بفضل ما توفر من امكانات تمثلت بالمشروعات العملاقة, ومنها شبكة الطرق الحديثة والسريعة وما يتصل بها من انفاق وجسور وبما خصص منها لسير المركبات او حركة المشاة والتي تم تظليلها لوقاية الحجاج من وهج الشمس مما انعكس على انسيابية حركة السير وتواجد وتعاون الجهات المعنية بتقديم وتوفير الخدمات للحجاج.
وانتشر رجال الامن العام على جميع الطرق المؤدية من مكة المكرمة الى منى وعرفات ومزدلفة لتنفيذ خطة السير والاسهام في تنفيذها. وتنظيمها كما اسهم افراد الحرس الوطني وقوى الامن الداخلي والكشافة في تعزيز دور رجال الامن والمرافق الصحية من مستشفيات ومراكز صحية ومراكز ضربات الشمس والارهاق الحراري والوحدات العلاجية والوقائية التابعة لوزارة الصحة والخدمات الطبية بالحرس الوطني والقوات المسلحة وقوى الامن الداخلي كما توافرت مراكز الاتصالات الحديثة الهاتفية والبرقية والتلكسية والبريدية التي تتيح للحجاج امكانية الاتصال بأهلهم وذويهم بمختلف دول العالم الى جانب توافر المواد الغذائية التنوعة الطازجة من خلال نقاط البيع المنتشرة في ارجاء المشاعر وعلى طول الطرق بمختلف اتجاهاتها.
كما هيئت لضيوف الرحمن آلاف الحافلات ووسائل النقل المزودة بجميع وسائل الراحة حيث تسلك هذه الحافلات شبكة من الطرق مشتملة على الطرق السريعة والانفاق والجسور التي صممت ونفذت على احدث المواصفات العالمية وزودت بكافة وسائل السلامة وباللوحات الارشادية التي توصل كل حاج الى الموقع المحدد له في المشاعر بإذن الله تعالى فيما هيئت طرق خاصة بالمشاة تم تظليلها وتهيئتها بكل ما يحتاج اليه الحاج.
واخذت الخدمات الاخرى التي تصاحب الحاج في كل موقع اماكنها حيث انتشرت المحلات التجارية المحتوية على المواد الغذائية والمياه وفي مقدمتها مبرة خادم الحرمين الشريفين للمياه المبردة الى جانب المواقع الصحية والاسعافية فيما يقف رجال الامن من مختلف القطاعات بما فيهم رجال الكشافة على مختلف الطرق لارشاد ضيوف الرحمن وتوعيتهم ومساعدتهم.
اما منى التي تعد من يوم غد اول ايام عيد الاضحى المبارك من اكبر مدن العالم ومن اسرعها تأهلا بالسكان وتوديعا لهم فقد استكملت فيها جميع الخدمات سواء صحية او تموينية اوبلدية او توعوية واسكان تضيئها شبكة من الكهرباء جعلت منها درة تتلألأ ليلا ونهارا استبشارا بقدوم ضيوف الرحمن فيما يقف رجال الامن في كل ناحية من انحاء هذا المشعر ناذرين انفسهم لخدمة اخوانهم الحجاج والاضطلاع بهذا الشرف العظيم الذي خص الله به هذا البلد الحرام قيادة وحكومة وشعبا مستمدين من الله العون واضعين نصب اعينهم تنفيذ التوجيهات السامية المستمرة من قائدهم ورائدهم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز الذين يعملون ليل نهار لخدمة الاسلام والمسلمين اينما كانوا. جميعهم ينشدون راحة الحاج وخدمته وامنه وامانه وطمأنينته.. فيما تربط الاف من دوائر الاتصالات الهاتفية والبرقية والبريدية الحاج باهله وذويه في جميع انحاء الارض.
وفي منى ايضا المدينة المؤقتة اقيمت العديد من المستشفيات والمراكز الصحية والاسعافية التابعة لوزارة الصحة والخدمات الطبية في وزارة الدفاع والطيران ووزارة الداخلية والحرس الوطني وجمعية الهلال الاحمر السعودي تحوي العيادات التخصصية كافة والاف الاسرة ومراكز ضربات الشمس وزودت جميعها بالادوية اللازمة لخدمة ضيوف بيت الله الحرام.
ان كل مواطن سعودي يقف اليوم - كما هو الحال كل عام - في كل موقع من مواقع الواجب لخدمة اخوانه المسلمين الوافدين لاداء الركن الخامس استشعارا لعظم هذا الواجب وابتغاء مرضاة الله اولا وآخرا منطلقين الى تحقيق هذا الهدف النبيل الذي جندت له حكومة خادم الحرمين الشريفين النفس والنفيس على مدار العام.
انسيابية في تحرك الحجاج بين المشاعر المقدسة