وصلت رفات نحو ستين مقاتلا معظمهم من اللبنانيين، كانت اللجنة الدولية للصليب الاحمر تسلمتها الخميس من اسرائيل، الى الاراضي اللبنانية صباح امس في اطار اتفاق تبادل الاسرى بين حزب الله واسرائيل ، حيث قامت الهيئة الصحية التابعة لحزب الله اللبناني بنقل النعوش من شاحنات الصليب الاحمر الدولي ولفتها بالعلم اللبناني ثم رتبتها في ثلاث شاحنات لها حاويات من الزجاج الشفاف خصصت لنقل الرفات من الناقورة عند الحدود اللبنانية الاسرائيلية الى بيروت. وقد سلم الصليب الاحمر الدولي جثامين 59 شهيدا اضافة الى جثة لبناني توفي في اسرائيل لم يتمكن الصليب الاحمر الدولي من نقله سابقا على ما قال الشيخ نبيل قاووق مسؤول حزب الله في جنوب لبنان من دون ان يوضح هوية صاحب هذه الجثة. وتقدمت الشاحنات الى موقع الاحتفال الذي يبعد نحو 500 متر عن الحدود والذي انجزت عناصر الحزب منذ امس الاول اعداده وزينته بالاعلام اللبنانية والفلسطينية ورايات الحزب وحركة امل الشيعية.
وعلى منصة مخصصة للمستقبلين توزع الحضور وفي مقدمتهم نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم وشخصيات رسمية وامنية لبنانية ووفد الجمهورية الاسلامية في ايران برئاسة النائب علي اكبر محتشمي وعدد من رجال الدين المسلمين والمسيحيين.
واقيمت للجثامين مراسم مختصرة اقتصرت على قيام فرقة من الجيش والدرك اللبناني بعزف نشيد الموت والنشيد الوطني، سرعان ما انطلق الموكب تتقدمه سيارات اسعاف تابعة لحزب الله الى بيروت، وعلى الطريق الساحلية المؤدية من الناقورة الى صور اول المدن الساحلية جنوبا رفعت لافتات منها "لقد انتصر الوطن"، "اهلا وسهلا بكم الى ارض الوطن".
وعلى طول الطريق المؤدية الى بيروت (85 كلم)، رفع اكثر من ثلاثة آلاف علم فلسطيني ولبناني واعلام حزب الله الى جانب صور الامين العام للحزب حسن نصر الله وصور مؤسس الجمهورية الاسلامية في ايران الامام الخميني واعلام حركة امل الشيعية والحزب الشيوعي اللبناني.
واقيمت محطات في المدن والبلدات والقرى التي سيعبرها الموكب في طريقه الى بيروت حيث اغلقت المدارس ابوابها، وتجمع الاهالي منذ الصباح على الطرقات يلوحون بالاعلام في انتظار مرور الموكب.
وفي بيروت يقام للجثامين الاستقبال الرئيسي الحاشد في مجمع "سيد الشهداء" في ضاحية بيروت الجنوبية حيث جرى امس الاول استقبال شعبي ضخم للاسرى اللبنانيين المحررين من سجون اسرائيل.