من المواقع الأثرية المهمة في المنطقة الشرقية التي تستحق الزيارة والتي مازالت حتى اليوم محافظة على وضعها السابق -كما كانت في الأعوام الخوالي لم تتلاعب بها الحداثة ولم تلطخها المدنية الجديدة- مع انه فقد الأهمية الاستراتيجية والقيمة التجارية والحيوية والنشاط وعاش مدة من الزمن في عزلة عن العالم الحديث بلا أنيس ولا ونيس يتحمل قسوة الطبيعة والأمواج العاتية التي تضربه بدون رحمة و بدون تقدير لدوره العظيم وتاريخه العميق.. يكفكف دموعه على رماله الناعمة التي مازالت تحتفظ بالكثير من الذكريات و الأحداث المهمة التي شهدها هذا الموقع التراثي.. انه ميناء العقير بالاحساء.
موقع العقير
وقد سمي بالعقير أو العجير كما يسميه أهالي الأحساء من اسم قبيلة عجير التي سكنت المنطقة خلال الألف الأول قبل الميلاد و ورد في معجم البلدان لياقوت الحموي أن العقر كل فرضة بين شيئين وتصغيرها عقير. و يقع ميناء العقير على شاطئ الخليج على بعد 40 كيلو مترا عن مدينة الهفوف عبر الطريق البري التجاري القديم وهو غير مسفلت, وبطريق حديث مسفلت من مدينة العيون طوله 85 كم. ويتميز ساحل العقير بالشواطئ الرملية الضحلة وتنوع المظاهر الجغرافية وكثرة الرؤوس والخلجان والجزر, حيث يوجد بالقرب منه عدة جزر من أهمها جزيرة الزخنونية وجزيرة الفطيم, ويعتبر ساحل العقير من أجمل سواحل المنطقة الشرقية من حيث الطبيعة البكر والبيئة النظيفة و وجود آبار المياه العذبة التي تنبع بجوار الساحل والمباني القديمة. و تكثر فيه الأسماك المتنوعة واللذيذة المشهورة في المنطقة.
تاريخ العقير
كان يشكل ميناء العقير قبل النفط الميناء الرئيسي للأحساء و للمناطق الداخلية من الجزيرة العربية, و وسيلة الاتصال بالعالم الخارجي لما وراء البحار الهند والصين, وكان سوقاً مهما ورئيسيا من الأسواق التجارية القديمة المطلة على الخليج من الناحية الغربية في فترة ما قبل الإسلام حيث ذكر بعض المؤرخين أنه يلتقي فيه عدد كبير من تجار الأقاليم والأقطار المجاورة وتعرض فيه ألوان شتى من محاصيل بلاد العرب ومنتجات البلاد الأجنبية. وتقدر عدد الأحمال التي تغادر ميناء العقير إلى الأحساء ثم إلى المناطق الأخرى ما بين 250 إلى 300 حمل جمل تحمل أصناف البضائع من الأخشاب والمواد الغذائية والبن والهيل والبهارات والملابس والعطور والبخور والصندل حيث ترد من الهند والصين وإيران والعراق واليمن وحضرموت وعمان وتعود محملة بأهم منتجات الأحساء من التمور والدبس وفسائل النخيل وسعفها والصوف والمواشي وبعض المنتجات اليدوية كالفخار والمشالح الاحسائية الشهيرة. و من هذا الميناء انطلقت الجيوش الإسلامية التي فتحت بلاد فارس والهند ووصلت إلى مشارف بلاد الصين.
ذكريات تاريخية
من الأحداث التي شهدها الميناء اجتماع المؤسس الراحل الملك عبدالعزيز ال سعود مع المسؤول البريطاني للتاج الملكي البريطاني في الهند ومنطقة الخليج كوكس