عزيزي رئيس التحرير..
بينما يرسل لنا القدر لونا من الوان السعادة ترسل لنا الدنيا بارقة من فرح وامل وحينما يتسابق الناس للبحث عن الفرح وعن النجاح يبقى ذلك الحسود يراقب الناس ليموت هما. الحسد مشكلة كبرى لا يجوز تجاهلها بل لابد من وضعها في رأس قائمة المشكلات النفسية والعيوب الموجودة في الانسان ليعالجها بنفسه. معالجة الحسد تتم بسلاح متين من التجرد الخالص للابتعاد عن الاثرة، ان يقف صاحبه امام مرآة ذاته فتعكس جوهره، ان يتعمق في غور ذاته ويفتح عقله على الحقيقة
الحسد يحرق كل مقومات السعادة ويفرش تحت الاقدام اشواكا تعيق التطور ويعطل الجهود ويعرقل المسيرة بخطوات قد تعود بالنجاح فهو يشوه كل لوحات الجمال المتمثلة في مظاهر الكون وعظمته.
يمضي الناس بمثابرة.. بفرح.. بقناعة.. لمعالجة القضايا والبحث عن الافضل ويبقى الحاسد قابعا لا تطوره عجلة الزمن ولا تغيره تقلبات الحياة.. الحسد يحجب السعادة فلاتجد الدنيا ان ضحكت او اكفهرت الا مغمورة بالهم والسواد وكأنها لا تزال حبيسة الحسد ونقمته على صاحبه.
تحرر من الحسد اذا.. انظر الى آثار رحمة الخالق وكيف يحيي الارض بعد موتها.
الحسد يحبسك في مضيق خانق ويعصر قلبك ويملأ رأسك بأخيلة قاتمة من الكيد والانتقام وانت تراقب نجاح الغير وعطاءه.. الحاسد يأبى ان يسعد عندما يسعد الغير فهو يحرم ايضا نفسه لانه يحسد الآخرين على بسمتهم..
تحرر من الافعى التي تبث سمها بين حين وآخر لتلدغك بآلام كاوية. ياسيدي تلك المرأة عندما كانت تعاني من الامراض في جسمها لم يكن ذلك الا وهما من اوهام النفس المملوءة بالحسد. فالطبيب قال هذا وهم انه مرض نفسي لا يعالج الا بترك الحسد، الحسد مصيبة لا تزول الا اذا تعرض الانسان المحسود لنائبة من نوائب الدهر يستطيع الانسان ان يتجه للخير وللفضائل التي يحملها في داخله.
الاديان السماوية كلها نددت بالحسد اذا لا يلتقي مع عقيدة وايمان فالايمان يكسبك الرضا والقناعة ويغمرك بالسكينة ويحررك من كل آثام ذاتك. تحرر يا سيدي ولا تحطم معنويات جارك الذي بدأ بمشروع ليقتات به وتأتي انت وتدمره بحسدك وقولك انه مشروع فاشل.
تحرري ياسيدتي ولا تحسدي بسمة الناس وعيشهم الرغيد بحب وتفاهم، وانا ادعو الخالق ان يحميني من الحسد ويبعده عني. فالمؤمن الصادق قنوع بما اعطاه الله فهو في حرز منيع يبعده عن المشكلات والحسد والقناعة جردته من مراقبة الناس والعيش في زوبعة تؤدي به للهلاك.
القنوع لا يفتش عن مظاهر الترف التي يرقبها مع غيره بل يشكر الله على النعمة ويسعى داعيا ربه ان يحميه في عافيته واولاده والحاسد يموت وسط ضباب من احاسيس الكرب والشقاء الاليم. لا تراقب الناس فكل الناس اسرار، لا تحكم على الناس بالسعادة بمقياس ما تبصره عيناك او ما تسمعه اذنك وتمنى الخير لنفسك وللآخرين.
@@ فادية كامل ـ الاحساء