تحشد الجامعات الأمريكية إمكاناتها حاليا لإقرار قانون يساهم بدوره في تخفيف الإجراءات الحكومية الصارمة ضد طلاب الشرق أوسطيين، والتي جعلتهم يتسربون منها، ويتجهون إلى جامعات دول أخرى، يحظون فيها برعاية وتسهيلات أكثر.
(اليوم) التقت عددا من المسؤولين في الجامعات الأمريكية للحديث عن طبيعة المشاكل التي يواجها الطالب الشرق الأوسطي، والسعودي على وجه التحديد، بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، والإجراءات التي اتخذتها في سبيل تصحيح الأوضاع.
رحلات مكوكية
أوضح اندرو بورنز مدير القبول في كلية الدراسات الدولية في جامعة دنفر أن الإجراءات الحالية التي يتعرض لها الطالب الأجنبي طويلة ومعقدة، حيث قال لـ (اليوم): دأبت إدارة الجامعة على الاتصال بالسفارات الأمريكية في الخارج، لتسهيل منح التأشيرات، وتجديد التأشيرات الممنوحة سابقاً والمنتهية للطلاب الأجانب، الذين يدرسون في رحاب الجامعة، وأحيانا ننجح، وفي أحيان أخرى نخفق.
وأردف: 25 بالمائة من طلاب كلية الدراسات العليا في البحوث الدولية أجانب، ونحن نسعى إلى المحافظة على هذا الرقم، بل وزيادته، والقسم يحتاج إلى نقاشات مهنية، من واقع الدول، وهذا لن يتم اذا كان الطلاب من جنسية واحدة.
وتحدث بورنز عن رحلات مكوكية يقوم بها هو وآخرون، للترويج للجامعة، يقول: تخرج من الجامعة أسماء تبوأت مناصب ومواقع مرموقة، لن نكتفي بذلك، بل أننا زرنا دولا أوروبية والهند، ونبحث القيام بزيارة إلى المملكة العربية السعودية ودول الخليج، لإلقاء محاضرات وتسهيل انضمام طلاب جدد إلى الكلية، ونحن نؤمن بأهمية الطلاب الأجانب، وواثقون من الإمكانات التي يتمتعون بها، وسنكافح في سبيل زيادة أعدادهم، وإذابة المشاكل التي يواجهونها.
تصعيد
وعبر الدكتور تيم باركر مدير التسجيل في جامعة يوتاه الأمريكية عن حزنه، لانخفاض عدد الطلاب الأجانب، بعد أحداث سبتمبر، وبين ان إدارة جامعته وجامعات مجاورة سوف تتحد مع بعضها، لإيجاد حلول مناسبة وفعالة. وقال لـ (اليوم): شخصيا أشرفت على نشاطات غير منهجية في الجامعة، اشترك فيها طلاب مسلمون وسعوديون، ولقد كانوا مثاليين جدا، وهؤلاء الطلاب لا يستحقون معاملة فجة، سنصعد الموضوع حتى تعود الأمور إلى نصابها.
وعلق الدكتور باركر على الأحاديث التي تتحدث عن اضطهاد الطلبة المسلمين في الجامعة بقوله: رشحنا طالبا سعوديا للإشراف على نشاطات الطلبة الأجانب، وأجرينا محاضرات في رحاب الجامعة، تحث على التعاون مع المسلمين، وأيضا وعدت الطلاب أنني سأحارب من أجلهم، لدينا لقاء وشيك مع أحد أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي الشهر المقبل، وسندرس معه الحلول المطروحة.
أرقام غير مطمئنة
من جهتها أبدت مديرة معهد المعلومات المنظمة المتخصص في البحوث في ولاية فلوريدا الدكتورة جيانا كيرتز أن الأرقام التي سجلها المعهد بخصوص عدد الطلاب الأجانب في امريكا عام 2003م، غير مطمئنة، ولا تبعث على الارتياح، وطالبت كيرتز بضرورة تسريع الخطوات، قبل أفول أسهم الجامعات الأمريكية وعبرت بقولها: الطالب الأجنبي يدفع 3 أضعاف ما يدفعه الطالب الأمريكي، ووجودهم مهم ماليا وعلميا، حيث أنهم يساهمون في تثقيف الطلاب، وزيادة وعيهم بالحضارات الأخرى.
ارتياح وأشباح
والتقت (اليوم) بعدد من الطلاب السعوديين، للحديث عن شعورهم ورغباتهم في ظل الظروف الراهنة، ومدى جدية التحركات التي تزعمها الجامعات الأمريكية، يقول الطالب السعودي المتفوق في تقنية المعلومات سنوي شراحيلي: قابلت مؤخراً اندرو بورنز مدير القبول في كلية الدراسات الدولية في جامعة دنفر، لقد كان رجلا رائعاً، حيث وعدني بتسهيلات كثيرة، وهو يتفهم مشاكلنا، ويعدنا بالأفضل.
وأضاف شراحيلي: لا أخفيك أنا بصدد بدء دراسة الدكتوراة، وكنت أفكر في التوجه إلى بريطانيا، بسبب مرونتها، مقارنة بأمريكا، لكن مقابلتي للأستاذ اندرو جعلتني أصر على الدراسة في أمريكا، في ظل التجاوب والاحترام الذي وجدته.
ويقول محمد الخالدي (طالب سعودي) لـ (اليوم): الإجراءات الصارمة التي نعاني منها حاليا، سببت لي كوابيس كثيرة، وأتمنى أن تزول مشاكلنا، فأسرتي قلقة، وأنا أتآكل!