قال دبلوماسيون أوروبيون ان قوات تحت قيادة حلف شمال الاطلسي "الناتو" قد لا تصل الى العراق حتى عام 2005 رغم حث الولايات المتحدة على ان يضطلع الحلف بدور قوي في عمليات اعادة اعمار العراق بعد الحرب.وقال دبلوماسي كبير "قد يكون هناك دور اكبر للناتو في العراق ولكن ... المناقشات بهذا الشأن لم تقطع شوطا كبيرا فالاولوية لافغانستان الى حد كبير". وقال الدبلوماسي الذي طلب الا ينشر اسمه "قد نصل ... الى قرار من حيث المبدأ في قمة الناتو في يونيو في اسطنبول ولتنفيذه ربما في عام 2005". وقال دبلوماسيون اخرون ان الامر قد يستغرق ستة اشهر بعد ان تسلم الولايات المتحدة السيادة للعراقيين في الاول من يوليو تموز القادم ليزيل الناتو العقبات التي تقف في سبيل ارساله قوات الى العراق.
ومن المؤكد تقريبا ان المانيا وفرنسا وهما أشد المنتقدين الاوروبيين للحرب التي قادتها الولايات المتحدة في العراق ستطالبان بصدور قرار جديد من مجلس الامن الدولي يفوض الناتو ارسال بعثة وذلك ثمنا لموافقتهما. وسوف يتعين توجيه دعوة رسمية من الحكومة العراقية الجديدة.
ومن المتوقع على نطاق واسع ان يتولى الناتو في النهاية قيادة فرقة عسكرية مؤلفه من جنود من 23 دولة في جنوب وسط العراق التي تتولى بولندا قيادتها ثم ستتولى اسبانيا قيادتها قريبا.
وقد تضغط وارسو ومدريد اكثر من الولايات المتحدة لان يقوم الناتو بدور حاسم لان هذا سيضمن عودة قواتهما مبكرا بدلا من التاخير في مهمة خطيرة ولا تحظى بدعم شعبي في بلادهما.
وقال دبلوماسيون ان حلفاء آخرين لن يسعوا الى استصدار قرار بشان العراق لان هناك اهتماما متزايدا بشان مصداقية الناتو في الوقت الذي يناضل فيه من اجل توسيع مهمة حفظ السلام في افغانستان فيما يتجاوز العاصمة الافغانية كابول.
وكانت مواجهة محرجة في اجتماعات الناتو في ديسمبر كانون الاول بشان رفض الحلفاء تقديم مجرد بضع طائرات مروحية للقوات التي قوامها 5700 جندي في كابول ايذانا بان خطط الحلف لتولى قيادة وحماية فرق اعادة الاعمار في المقاطعات النائية في افغانستان سيكون من الصعب تلبيتها.
وقال احد الدبلوماسيين "افغانستان هي المكان الذي تصمد فيه مصداقيتنا او تسقط والحال ليس كذلك في العراق..... العراق الموضوع الثاني /المطروح/ امام الناتو ولكن لها اولوية منخفضة".
وفي المنتدى الاقتصادي الدولي في دافوس قال جاريث ايفانز وزير الخارجية الاسترالي السابق ورئيس مجموعة الازمة الدولية وهي مؤسسة ابحاث ان التزام الحلف في افغانستان يمثل "انتصارا للمظهر على الجوهر".
ورفض جاب دي هوب شيفر الامين العام للناتو الانتقاد ولكنه اعترف في واشنطن الاسبوع الماضي قائلا "نحن قريبون من النقطة التي سنصبح فيها كحلف غير قادرين على الوفاء بتعهدات جديدة".