اتهم الزعيم القبرصي التركي رؤوف دنكطاش امس المجتمع الدولي بممارسة ضغوط "قاسية" على الطرفين القبرصيين لاجبارهما على التوصل الى اتفاق حول اعادة توحيد قبرص، كما اوردت وكالة انباء الاناضول التركية.
وقال دنكطاش الموجود في انقرة لاجراء مباحثات مع المسؤولين الاتراك الراغبين في استئناف سريع لمفاوضات السلام في قبرص، انه ينتظر عودته الى نيقوسيا قبل ان يقرر ما اذا كان سيشارك في محادثات السلام في نيويورك تحت رعاية الامم المتحدة.
الى ذلك قال دنكطاش "انهم يضغطون علينا بشكل قاس ويسعون بطريقة ما الى اجبارنا" على الموافقة على حل.
وافادت الصحف التركية ان انان طلب من الطرفين الموافقة على ما عرضه بشأن النقاط التي ما زالت عالقة اثر مفاوضات جديدة وان يتعهدا بطرح خطة اعادة التوحيد على الاستفتاء في شمال الجزيرة وجنوبها في نيسان/ابريل.
وكان دنكطاش رفض في اذار/مارس الماضي الدعوة الى اجراء استفتاء حول خطة أنان في "جمهورية شمال قبرص التركية" المعلنة من جانب واحد ولا تعترف بها سوى انقرة.
وبحسب الصحافة فان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان لم ينجح في اقناع دنكطاش بقبول الشروط التي وضعها انان.
وقال دنكطاش (80 عاما) الذي يتزعم مجموعته منذ عقود، "انه املاء (...) تعالوا واقبلوا او اذا لم تأتوا ستتحملون المسؤولية. فهذا لا يعني التفاوض".
وذكرت صحيفة ملييت ان دنكطاش سيتوجه الى نيويورك لكنه سيعبر لانان عن تحفظاته.
وستنضم جمهورية قبرص (الشطر الجنوبي اليوناني) بدون الشمال الى الاتحاد الاوروبي في الاول من ايار/مايو اذا لم تتوحد الجزيرة قبل ذلك التاريخ.
وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان عقد اجتماعا مساء امس الاول في انقرة مع المسؤولين في جمهورية شمال قبرص التركية (التي تعترف بها تركيا وحدها) ومنهم "رئيسها" رؤوف دنكطاش.
وفيما لم يكن هذا الاجتماع مقررا، كما اعلن نائب رئيس الوزراء سردار دنكطاش للصحافة، فان اردوغان توجه الى الفندق الذي ينزل فيه الوفد القبرصي التركي واجرى محادثات استغرقت اكثر من ساعة.
واوضحت شبكة ان.تي.في التلفزيونية ان هذا اللقاء هدف الى "اقناع" دنكطاش المعروف بمعارضته لخطة الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان من اجل قبرص، بالذهاب الى نيويورك لاستئناف المفاوضات مع الجانب القبرصي اليوناني.
واعلن دنكطاش في ختام اللقاء ان من "الممكن" ان يذهب الى نيويورك، كما ذكرت وكالة انباء الاناضول.
وكانت وزارة الخارجية الاميركية اكدت ان الموفد الاميركي الخاص الى قبرص توماس ويستون، سيتوجه الاسبوع الحالي الى نيويورك لمراقبة استئناف مفاوضات السلام المحتملة تحت اشراف الامم المتحة، وليس للمشاركة فيها.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية ريتشارد باوتشر ان توماس ويتسون سيراقب المفاوضات المقررة في العاشر من شباط/فبراير بدعوة من الامين العام للامم المتحدة كوفي انان، موضحا ان واشنطن "رحبت" باحتمال استئناف المفاوضات.
واضاف باوتشر "ان منسقنا الخاص لقبرص سيكون في نيويورك خلال لمحادثات، لكنها مناقشات بين الامين العام والاطراف المعنية، وكذلك لن نكون في القاعة التي ستجرى فيها".
واكد المتحدث "نطلب من الاطراف (دعم جهود السلام التي يبذلها انان) من اجل التوصل الى اتفاق يتيح لقبرص موحدة الانضمام الى الاتحاد الاوروبي".
وكان عنان دعا في وقت سابق الزعيم القبرصي التركي رؤوف دنكطاش والرئيس القبرصي اليوناني تاسوس بابادوبولوس الى زيارة نيويورك في العاشر من شباط/فبراير لاستئناف المفاوضات المتعلقة بخطته لاعادة توحيد الجزيرة المقسومة منذ 1974، الا ان دنكطاش اعرب عن الشك في امكانية حضوره الى نيويورك، اما بابادوبولوس فسيعطي ردا رسميا على دعوة عنان خلال بضعة ايام.
يشار الى ان سلسلة اولى من المفاوضات حول خطة عنان لاعادة توحيد قبرص فشلت في اذار/مارس 2003.