امراض الدم الوراثية المنتشرة في المنطقة من الامراض التي تشكل عبئا كبيرا يثقل كاهل المصاب اضافة الى تكبد الدولة تكاليف باهظة لمعالجة هذه الامراض. في هذا المقال نحاول تسليط الضوء على الآثار الاقتصادية المترتبة على هذه الامراض ونأخذ مثلا لذلك (مرض الثلاسيما) حيث تنحصر تكاليف هذا المرض في التالي:
اولا: التكاليف المحاسبية: وهي التكاليف المادية التي يتم تحديدها بعد وقوعها فعلا وتشمل تكاليف تتحملها الدولة سنويا لمعالجة كل مصاب بهذا المرض اذ تبلغ تكلفة المصاب سنويا 100000 ريال حسبما ذكرته هدى المنصور من لجنة مشروع مكافحة تكسر الدم الوراثي بمحافظة الاحساء في جريدة (الرياض) العدد 11425 اضافة الى تكاليف ثانية يتحملها المريض من حسابه او من مصادر اخرى لعلاج هذا المرض والآثار المترتبة عليه اذا ما اضطر للعلاج في مستوصف محلي او خارج المنطقة.
ثانيا: التكاليف الاقتصادية: وهي التكاليف من وجهة نظر المجتمع او الاقتصاد الكلي وتشمل:
1- التكاليف المدفوعة او المحاسبية.
2- التكاليف غير المباشرة او غير المدفوعة: اي تكلفة الفرصة البديلة (هي عبارة عن الدخل الضائع او الايراد الضائع من البديل التالي الذي تم اختياره في حالة استغلال الموارد في افضل البدائل) وتتمثل هذه التكلفة في الدخل الضائع خلال مدة بقاء المريض بدون عمل.
فمثلا لو نفترض مريضا مصابا بهذا المرض يعمل ويحقق دخلا يوميا قدره 100 ريال ويتوقف هذا المريض عن العمل كل شهر خمسة ايام فان تكلفة الفرصة البديلة في الشهر 500 ريال وفي السنة 6000 ريال بسبب عجزه عن اداء العمل خلال هذه المدة. وعلى نفس النمط نقيس تكلفة الفرصة البديلة لكل من يشترك في اضاعة فرصة بديلة لهذا المريض سواء كانت اسرة او اقارب او اصدقاء او تعويضا عن الوقت والجهد الذي يبذلونه في مراعاة هذا المريض حري بالطبقة الواعية في المجتمع ان تساهم في حل هذه المشكلة بشكل جذري من خلال التفاعل المشترك بين العلماء ومراكز خدمة المجتمع والجمعيات الخيرية والثقافية والشباب المثقف مع الاجهزة الحكومية المختصة لتوعية المجتمع بأهمية اجراء الفحص الطبي قبل الزواج من اجل القضاء او على اقل تقدير تخفيف الاصابة بهذا المرض بمشيئة الله سبحانه وتعالى.