أبرمت الجزائر والصين اتفاق إطار في مجال المحروقات، وذلك على هامش زيارة الدولة التي قام بها مؤخراً الرئيس الصيني الى الجزائر.
ولم تكشف المصادر الرسمية أي تفاصيل فنية لهذا الاتفاق ولا لطبيعته في مجال النفط أو الغاز ولا لقيمته، إلا أنه يستهدف تطوير المبادلات التجارية بين البلدين.
وتسعى الصين والجزائر الى الارتقاء بعلاقاتهما الاقتصادية الى نفس مستوى علاقاتهما السياسية التي تعود الى 1958 قبل استقلال البلد في 1962.
وقد شهدت المبادلات بين البلدين التي قدرت خلال 2002 بنحو 200 مليون دولار، منها في صالح الصين 139.2 مليون دولار في مقابل 58.5 مليون دولار للجزائر، شهدت ارتفاعا كبيرا خلال 2003 حيث بلغت نحو 700 مليون دولار، وفقاً للتقديرات الرسمية وذلك بفضل المحروقات.
جدير بالذكر أن الصين أصبحت في السنوات الماضية بسبب نموها الاستثنائي، اكبر مستهلك عالمي للنفط بعد الولايات المتحدة. وهي تستهلك 5.46 مليون برميل يوميا متقدمة على اليابان 5.43 مليون برميل يوميا. أما الجزائرالمنتجة للنفط والغاز، فهي تحتاج الى أسواق جديدة، إذ تنتج حاليا اكثر من مليون برميل يوميا بينما تبلغ حصتها في أوبك 782 الف برميل يوميا وتفكر في السنوات المقبلة في إنتاج 1.5 مليون برميل يوميا.
جدير بالذكر أن شركة سينوبك الصينية للمحروقات كانت وقعت في 2002 عقدا بقيمة 525 مليون دولار لتطوير حقل نفطي شرقي الصحراء الجزائرية. ومن المقرر ان تبني تشاينا ناشيونال اويل اند غاز اكسبلورايشن اند ديفلبمنت مصفاة نفطية في الصحراء بقيمة 160 مليون دولار بينما وقعت شركة تشاينا ناشيونال بتروليوم كوربورايشن في تموز 2003 عقدا بقيمة 350 مليون دولار لاستيراد النفط الجزائري.
والصين تتفق مع روسيا
ومن جانبها وقعت اكبر الشركات النفطية في الصين تشاينا ناشيونال بتروليوم عقدا مبدئيا مع شركة يوكوس الروسية لشراء عشرة ملايين طن من النفط الخام سنويا وفق ما ذكرت صحيفة تشاينا دايلي.
وتم توقيع العقد ومدته ستة الى سبعة اعوام من قبل رئيس الشركة الصينية ما فوكاي ومن قبل نائب رئيس الشركة الروسية الكسندر تميركو.
ويأتي توقيع هذا العقد بعد عقد آخر وقع في مارس الماضي بين الشركتين لشحن ستة ملايين برميل من النفط الى الصين بواسطة السكك الحديدية بين عامي 2003 و2006.
وقال احد الخبراء ان العقد الاخير قد يكون على علاقة بمشاكل في انجاز خط الانابيب الذي يربط سيبيريا الشرقية بحقل داكينغ (شمال شرق).
وقال الخبير المتخصص في شؤون النفط لي فوشان ان "احد المؤشرات وراء زيادة النقل بالسكك الحديدية هو التأخر المتمادي في انجاز خط الانابيب".
وكانت الصين استوردت العام الماضي 25.5 مليون برميل من النفط الروسي اي 73 في المائة اكثر مما استوردت في عام 2002. وفي المجموع زادت واردات النفط الصينية العام الماضي بنسبة 31 في المائة لتصل الى 91 مليون طن.