ليس المطلوب من شارون ان (يختصر) الجدار العازل وفق مشروعه (التقليصي الأمني) كما اعلن مؤخرا في محاولة لضمان التأييد الأمريكي المطلق لمشروعه العنصري, فالجدار في الأصل سيظل عقبة كأداء في وجه التسوية العادلة للأزمة القائمة بين الفلسطينيين والاسرائيليين, فليس المطلوب بلغة المنطق والعقل استبعاد التكتلات الاستيطانية في الضفة الغربية ليغدو المسار النهائي للجدار بطول ستمائة كيلومتر اي اقل بمائة كيلو متر، كما جاء في الخطة الشارونية الاولى, وانما المطلوب هو الغاء مشروع الجدار بكل تفاصيله وجزئياته اذا كانت اسرائيل جادة بالفعل للبدء في مفاوضات مع الفلسطينيين, فالجدار العنصري العازل سوف يحول دون اجراء تلك المفاوضات, وبالتالي فان التوصل الى تسوية نهائية ودائمة للأزمة العالقة بين الطرفين ستغدو مستحيلة, وهذا يعني ان على الادارة الأمريكية، وهي تملك ادوات الضغط المناسبة على اسرائيل ان تتحرك لممارسة واحدة من تلك الأدوات لمنع اقامة ذلك الجدار العازل الذي يضم البقية الباقية من الأراضي الفلسطينية, ويعد تحديا صارخا ومشهودا لبنود خطة خارطة الطريق المدعومة كليا من الادارة الأمريكية, ويبدو ان طرح الاختصار او التقليص هو مشروع عنصري غير مجد للقفز على مسلمات الحقائق الواضحة كأشعة الشمس في رابعة النهار, ولابد من التسليم بأن فرض امر واقع مرفوض ليس من الفلسطينيين وحدهم بل من المجتمع الدولي بأسره هو أمر في غاية الخطورة والتهور, ولا يمكن ان يتحقق بالسهولة التي تتصورها حكومة شارون المتطرفة.