اتهم هانز بليكس الرئيس السابق لفريق مفتشي الاسلحة التابعين للامم المتحدة في العراق الرئيس الامريكي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير بأنهما سلكا مسلكا ساذجا ومخزيا من أجل إقدامهما على حرب العراق.
جاء ذلك في حديث لبليكس تنشره اليوم صحيفة مانهايمر مورجن الألمانية. وقال قلنا قبل الحرب إنه لا توجد أدلة على وجود أسلحة دمار شامل في العراق لكن (واشنطن ولندن) تجاهلوا ذلك.
لكن بليكس قال إنه لا يعتقد بأن بوش وبلير تعمدا الكذب على شعبيهما بشأن أسلحة الدمار الشامل العراقية المزعومة.
وأضاف إن كل فنجان قهوة دليل على شيء ما .. بوش وبلير كانا في عملية مطاردة للساحرات وهما يتحملان المسؤولية الان.
وشكا بليكس أيضا من أن بعض مسؤولي وزارة الدفاع الامريكية كانوا يعاملونه هو وأعضاء فريقه التابع للامم المتحدة باحتقار.
يذكر أن بليكس الذي يلقي محاضرة اليوم في برلين حول المسألة العراقية وجه في الاونة الاخيرة انتقادات حادة لمسار الاحداث قبل اندلاع الحرب.
وكان كبير مفتشي الاسلحة السابق قد قال في حديث لهيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) في وقت سابق من هذا الشهر إن بريطانيا والولايات المتحدة هولتا في المعلومات الاستخبارية لتقوية حجج شن حرب على العراق.
وفي حديث لإذاعة "إس ايه آر" الأسبانية بثته أمس، نوه بليكس الى أنه لم يؤكد يوما ما بأن العراق يملك اسلحة دمار شامل، في حين تفيد الحكومة الاسبانية ان الامم المتحدة اكدت وجود مثل هذه الاسلحة.
وسئلت الإذاعة بليكس عن تصريحات الحكومة الاسبانية التي بررت دعمها للحرب على العراق بتأكيدات الامم المتحدة حول حيازة هذا البلد اسلحة دمار شامل، فشدد على أن تقريره لم يتضمن في اي من نقاطه تأكيدا كهذا.
وقال كبير المفتشين السابق ان تقريرنا الاخير شدد باستمرار على وجود تساؤلات كثيرة حول الاسلحة البيولوجية او الكيميائية او الصواريخ. واشار الى ان العديد من التصريحات العراقية مغلوطة. وهذا ابقى على احتمال وجود اسلحة، غير ان التقرير لم يؤكد في اي من نقاطه ان هناك اسلحة.
وذكر بان العراق اعلن انه يملك اسلحة دمار شامل، واكد فيما بعد انه دمرها.
واضاف ان الامم المتحدة طلبت من بغداد اما ان تقدم هذه الاسلحة ان كانت لا تزال موجودة او ان تقدم ادلة على تدميرها.
وادلى بليكس بتصريحاته في خضم الحملة الانتخابية الاسبانية، في وقت تطالب المعارضة الاشتراكية باستمرار حكومة خوسيه ماريا اثنار بتبرير تأكيداتها حول وجود اسلحة دمار شامل في العراق.
واعلن خوسيه ماريا اثنار خلال حلقة تلفزيونية خاصة في فبراير الماضي ان كل الذين يشاهدوننا يمكنهم ان يثقوا بانني اقول الحقيقة. ان النظام العراقي يملك اسلحة دمار شامل ويقيم علاقات مع مجموعات ارهابية.
وازاء طلبات المعارضة المتكررة بتوضيح مصدر هذه التأكيدات، ولا سيما بعد صدور المعلومات الاخيرة حول اخطاء وهفوات اجهزة الاستخبارات الاميركية والبريطانية، تؤكد الحكومة الاسبانية انها اكتفت بتكرار ما صدر عن الامم المتحدة.