دخلت الهند وباكستان الجارتان النوويتان امس يومهما الثاني من المحادثات لوضع جدول اعمال لعملية سلام من المتوقع ان تطول، تتصدره مشكلة كشمير والامن النووي، فقد أعلن الجانبان عن رضاهما عن التقدم الذي احرز امس الاول من المحادثات التي جرت بين مسؤولي وزارتي الخارجية الهندية والباكستانية.
ويهدف اليوم الثاني من المحادثات الى تمهيد الطريق امام اجتماع يعقد على المستوى الوزاري مقرر اليوم بين وزيري خارجية الهند وباكستان، انطلاقا من اتفاق عام على احياء "حوار مركب" يغطي ثماني نقاط للنزاع في اطار عملية سلام تعثرت عام 1998 ثم انهارت تماما في قمة فاشلة عقدت في مدينة أجرا بالهند في يوليو تموز عام 2001 .
الخلافات ما زالت قائمة بين الجانبين حول الاطراف التي ستشارك في المحادثات التي تحدد مصير منطقة كشمير التي تقطنها غالبية مسلمة والواقعة في جبال الهيمالايا والتي كانت سببا في حربين من بين ثلاث حروب نشبت بين الجارتين، ففي الوقت الذي تطالب فيه باكستان بان يكون الحوار حول كشمير على المستوى السياسي للحفاظ على قوة الدفع التي تحققت خلال اجتماع تاريخي عقد الشهر الماضي بين الرئيس الباكستاني برويز مشرف ورئيس وزراء الهند اتال بيهاري فاجبايي، تفضل الهند ترك محادثات كشمير لوزارتي الخارجية وهو الاطار الذي اتفق عليه عام 1998 .
وفي ذات الاطار سيبحث وزيرا خارجية الهند وباكستان ايضا "السلام والامن"لاتخاذ مجموعة من اجراءات اعادة بناء الثقة تهدف الى تخفيف مخاطر وقوع صدام نووي عن طريق الخطأ. وكانت الدولتان قد اتفقتا عام 1999 على ان تخطر كل دولة الاخرى بموعد التجارب الصاروخية مسبقا لكن لا يزال امام الجانبين المزيد من العمل لتحسين الاتصالات وفهم أنظمة القيادة والتحكم لدى كل جانب. كما يبحث مسؤولون من وزارات اخرى عددا من القضايا منها الروابط التجارية والاقتصادية والاتصالات بين السكان وتقسيم المياه وحدود المياه الاقليمية ومنطقة سياتشين الجليدية وهي أعلى ساحة قتال في العالم حيث تشهد عمليات لثوار كشمير. وقد شهد أمس الاول تبادل الجانبان المواعيد المقترحة لعقد مزيد من الاجتماعات، فباكستان تطالب بتسريع العملية خاصة فيما يتعلق بكشمير وكانت قد اتهمت الهند في الماضي بالتباطؤ واستغلال المحادثات لتهميش القضية ، اما الهند فمن المرجح ان تتحرك بحذر الى ان تجرى الانتخابات المتوقعة في ابريل نيسان. وفي حديث مع صحيفة اشيان ايدج الهندية نشر امس طالب وزير الخارجية الباكستاني خورشيد محمود قسوري بتسريع المحادثات لتحقيق انفراج قبل ان يتخلى الرئيس الباكستاني عن قيادة الجيش بنهاية عام 2004 .
وقال خورشيد "الرئيس يتولى منصبين طوال العام ويجب الاستفادة من هذا"واستطرد "المنطق يقول ان هذه المحادثات يجب الا تتأخر خاصة على ضوء تجربتنا في الماضي حين بدأ الحوار وتعثر نتيجة لسبب أو اخر".
ويقول محللون ان تأييد الجيش الباكستاني القوي ضروري للتوصل الى اي تسوية مع الهند، بعد ان تسبب نزاع كشمير في حربين بين الدولتين من بين ثلاث حروب نشبت بينهما منذ استقلالها عن بريطانيا عام 1947 . وخاضت الدولتان حربهما الثالثة عام 1971 بسبب بنجلادش والتي كانت من قبل باكستان الشرقية.