يتواجد على ارض المملكة العديد من الجنسيات، من اغلب دول العالم. وبمجرد القيام بجولة سريعة في أحد شوارع وأسواق أي مدينة بالمملكة يجد المرء هذا التعدد، من خلال الملابس المتنوعة، التي تعبر عن جنسية كل فرد منهم، فكل لباس يعكس ثقافة معينة، تظهر عليه تأثيرات البيئة, ومن خلال هذه الملابس أصبح تحديد الشخصية والجنسية أو صعبا.
تأثير البيئة
الملبس السعودي من الملابس التي تميز صاحبها، خصوصا بعد تعدد أشكال الملابس، وتأثر العديد من أهل دول الخليج الأخرى باللباس الغربي، أما الشعب السعودي فما زال متمسكا بملبسه الشعبي، كما انه مازال متمسكا بعادات كثيرة نابعة من الأصالة والتراث, ومن الجدير بالثناء ان المسؤولين في البلد يلزمون المواطن بارتداء الزي الوطني المعروف المكون من الثوب والغترة، أثناء العمل، وأثناء مراجعة الدوائر الحكومية.
افتخار باللباس الوطني
ومن خلال استطلاع لرأي الشباب السعودي في تفضيل الملابس الوطنية عن غيرها اتضح إن 80 بالمائة منهم يفضلون الزي الوطني السعودي، حيث انه يعكس تراثهم الوطني وثقافتهم العربية الأصيلة, كما انه يعكس نوعاً من الاحترام لمن يرتديه.
كما ان الشباب يفضلونه بسبب حرارة الجو الشديدة، حيث يتميز بالخفة وبالألوان الفاتحة التي تعكس أشعة الشمس, والغترة التي تحمي الرأس من حرارة الشمس الحارقة، خاصة في فصل الصيف, وهو كذلك جيد للتدفئة في فصل الشتاء، أثناء لبس الثياب المصنوعة من الصوف، فلذلك يحرص الشباب السعودي على ارتداء الثوب السعودي.
قلة يفضلون البدلة
أما نسبة الذين يفضلون اللباس الغربي (القميص والبنطلون) من الشباب السعودي فهي20 بالمائة, ويرى سمير حسن ان الشباب يرغبون في اللباس الغربي، لأنه لباس عالمي, وان أكثر الشباب يرتدونه تأثرا بالفضائيات والأفلام وبالحياة الغربية.. وأضاف: لا أفضل هذا اللباس الغربي، لأنه غير مناسب للأجواء الحارة, ولا يناسب طبيعة الشعب السعودي.
تعبر عن الشخصية
ويرى ناصر الحربي ان للملابس دورا كبيرا في التعبير عن شخصية من يرتديها, وان الناس يستطيعون الحكم على الشخص، و تحليل شخصيته، خاصة النفسية والفكرية بمجرد النظر للملابس.
مناسب للرحلات
ويرى خالد مشرف ان الزي الوطني السعودي مناسب جدا لطبيعة المعيشة السعودية، حيث ان السعوديين يفضلون الجلوس في الجلسات العربية المنخفضة، أو على السجادة والمساند، ليستطيعوا الجلوس بسهولة ويسر.
وأكد عبدالله الرميثي أن هذا اللبس مناسب جدا للأجواء، خاصة في الرحلات، مثل طلعات البر، حيث الصحراء والطبيعة والخيام.
الملابس في الشارع
ويجد المرء اختلافا كبيرا في الملابس، من نفس الجنسية الواحدة. فمثلا الشعب المصري ينقسم إلى قسمين فيما يتعلق بالنظرة للباس في المملكة، فالبعض يرتدي الثوب السعودي, والبعض الآخر يرتدي البدلة (البنطلون والقميص). وهذا أيضا له خلفيات اجتماعية وثقافية وتاريخية، فقد اكتسبت طبقة المتعلمين هذا الزي، حيث انهم يخرجون للعمل والوظائف المختلفة في المدن.
وعن ذلك يقول عادل عبدالباقي (مدرس): الملبس الغربي (الإفرنجي) كما يطلق عليه، مكتسب من خلال الاحتلال، الذي عاش في مصر سنوات طويلة، كالاحتلال الفرنسي والبريطاني، الذي ظل في مصر عقودا طويلة من الزمن.
اللباس الغربي مناسب
ويقول سمير حسن (مندوب مبيعات): اللباس الغربي هو الأنسب للعمل في المدن الكبيرة، حيث الازدحام ووسائل المواصلات، فهو يساعد على التسابق في ركوب الحافلات المزدحمة والقطارات ومترو الأنفاق, أما في الأرياف (صعيد مصر) فيفضل السكان ارتداء الثوب، ويسمى جلابية، وهم يحرصون أيضا على ارتداء العمامة.
أخجل من لبس البدلة
و أكد عطوة الدهشوري أنه يخجل من لبس البدلة الغربية، يقول: أفضل ارتداي الجلابية والعمامة، لأنها مناسبة لأجواء البلد المرتفعة الحرارة.. ويضيف: تحمي العمامة الرأس من أشعة الشمس، وتدفئ الرأس والرقبة من البرد الشديد أثناء العمل في الأماكن المفتوحة.
الفوطة على البنطلون
غير ان الشعوب الآسيوية، وبالذات الهندية، البنغالية، السيرلانكية والإندونيسية يفضلون ارتداء الملاءة (الفوطة) حول وسطه، لتحل محل البنطلون، لطبيعة الحياة هناك، حيث انهم يضطرون للسير على أقدامهم لمسافات طويلة جدا, وأيضا لارتفاع درجات الحرارة.
ويقول ازهار (بنجلاديشي): طريقة هذا اللباس تساعدني على المشي، وتحميني من الحرارة.
فيما قال زميله شمس الدين (بنجلاديشي): هذا اللباس بسبب انخفاض مستوى المعيشة والفقر المدقع, وهو مناسب جدا لأجواء البلد، التي دائما تكون ممطرة.. ويضيف: يمكن استخدامه في أكثر من غرض، كغطاء للسرير مثلاً.
الباكستاني والأفغاني متفقان
ويشكل اللبس للشعب الباكستاني والأفغاني عاملا مشتركا بينهما، فهو اللباس المفضل لكليهما، وهو لباس يتكون من قميص طويل فضفاض وبنطلون واسع قصير نسبيا, والملاحظ ان هذه الملابس دائما تكون ألوانها فاتحة، وهي الألوان المفضلة للأغلبية.
ويقول جاويد (باكستاني): نادرا ما ترى باكستانيا أو أفغانيا يرتدي زيا آخر، سواء في بلاده، أو في أي بلاد أخرى يذهب إليها، وهذا دليل على مدى التمسك به، لأنه يدل على الأصالة والتدين.
ويقول ارسيد (باكستاني): هذا الملبس هو الأنسب في بلادي، بسبب الطبيعة، حيث الجبال الوعرة، وما نلاقيه من مشقة في الصعود والتنقل, كما ان هذه الملابس ترتبط ارتباطا كبيرا بالإسلام والمسلمين, وكثير من الشباب يرتدونه في البلاد كعلامة دينية.
السوداني والأبيض
ونلاحظ مدى توحد الملابس السودانية الرجالية في اللون، وفي طريقة التفصيل.. عن ذلك يقول الزبير العلي (سوداني): هذا اللباس هو الأفضل للشعب السوداني، لأنه يعبر عن التراث السوداني العريق, وهو مكتسب من البيئة المحيطة، كما انه قريب من الزي الإسلامي التقليدي.. ويضيف: هو يتميز بكونه فضفاضا، حيث يشعر من يرتديه بالراحة والانطلاق والبساطة, وان ألوانه دائما بيضاء.
تعددت.. والشارع واحد
هذا التنوع البشري في الجنسيات والاعراق واللغات والاختلاف في الملابس تجدها في شارع واحد، جمعهم جميعا السعي وراء الرزق، في بلد يتصف بالسماحة والطيبة والاحترام، لكل من يتواجد على أراضيه، حيث يشعر المقيم وكأنه يعيش بين أهله، ويحق له ارتداء زيه الوطني.