مسكينة أنت..
فقد فجَرَ أعداؤك في خصومتهم..
وعقك أبناؤك في نصرتهم..
تكالب عليك الخصوم من كل حدب وصوب..
وتطاول عليك كل ساقط وضيع..
ولم تعرف الآه إليك سبيلاً..
إلا حين رماك أبناؤك فأدموك.. واستلوا سيوفهم عليك..
مسكينة أنت.. يا أمتي..
ليس مستغرباً من عدوك أن يكشّر عن أنياب مَكرهِ ومؤامراته، أو أن يخطط للقضاء عليك بتدبير خبيث وممارسات قذرة، ولكن أن تؤتى حصونك من الداخل فتلك إذا مصيبة فاجعة وضربة موجعة..
وهذا حال أمتنا اليوم..
ففي الوقت الذي تعيش فيه نكبات مؤلمة وهزائم محبطة بل وتتلقى الصفعات والإهانات أحياناً، نجد السوس الذي ينخر في أخلاقها من الداخل ونرى الأورام السرطانية الخبيثة التي استشرت لتقتل حياءها وتهتك ستر عفّتها..
فمن برامج تلفزيونية فاضحة مبتذلة تافهة خرجت عن حدود الأدب والذوق السليم -وبنكهة عربية طبعاً- ، ليس لها هدف إلا إشغال شبابنا وبناتنا بتوافه الأمور وجعلهم يدورون في حلقة لا تنتهي من الاهتمامات الوضيعة والأماني الرخيصة..
ومقالات صحفية غير مسؤولة تكتب بأقلام مشبوهة وأدمغة مغسولة (brainwashed people)، تحارب الفضيلة بدعوى التخلف والرجعية وتدعو للرذيلة تحت مسمى التحضّر و "الإتكيت" ومتطلبات العصر والتقدمية..
إلى تلك الدعوات المشبوهة من مرضى القلوب وعبّاد الشهوات لتحرير المرأة من جلباب حيائها وحجاب شرفها وثياب عفتها..
وعلى الطرف الآخر البعيد يقف صف من أبنائها أساؤوا إليها وآلموها، اتخذوا من الدين مطية لتبرير أفعالهم المنكرة وتصرفاتهم الطائشة، طال عليهم الطريق فحادوا عنه وتقطعت بهم السبل، وأرادوا جني ثمار لم يزرعوها فوجدوا الشوك بين أيديهم..
إلى كل مَن جنّد الجنود وحشد الحشود لحرب الأمة في دينها وأخلاقها..
إلى كل من عقد للشيطان لواءً في قناته الفضائية أو زاويته الصحفية اليومية..
إلى كل من أراد أمن أمته ووحدتها بسوء..
لن يغفر لكم التاريخ صنيعكم هذا.. ولن تغفر لكم أمتكم خيانتكم لها..
ولن تنسى الشعوب توليكم يوم الزحف..
ولن يحيق المكر السيئ إلا بأهله..
وكل عام وأمتي بألف خير..