المشاعر الدينية تلعب دورا رياديا في الثقافة الامريكية، واحصائيات تتحدث عن اتباع نصف العائلات الأميركية لطقوس دينية.
فيما بدأت الجماهير التدفق على دور السينما لمشاهدة الفيلم المثير للجدل "آلام المسيح" للمخرج ميل جيبسون تأكد بوضوح عمق المشاعر الدينية في الثقافة الامريكية. وباتت مظاهر هذه المشاعر جلية وذات وجود دائم في الكتب المصدرة حديثا والاعمال الفنية والموسيقية وبرامج التليفزيون كما أنها ستلعب دورا بارزا في الانتخابات الامريكية القادمة. وربما يكون لهذه المشاعر الدينية المتأججة في أمريكا وقع المفاجأة على باقي العالم الذي يحب أن يصور القوة العظمى الوحيدة كمعقل للالحاد والجور والانحلال الخلقي. لكن واقع أمريكا غير ذلك ولاسيما في القسم الاعظم من مدنها الرئيسية حيث تذهب ملايين الاسر إلى الكنائس للعبادة وتملا قلوبها مشاعر التبجيل للقديسين.
وكشفت دراسة أجرتها جامعة نيويورك أن نصف الامريكيين يعيشون في أسر تذهب إلى الكنيسة وغيرها من دور العبادة بانتظام.
وعلى ما يبدو فإن هؤلاء كانوا وراء هذا التهافت المهول على مشاهدة فيلم جيبسون الذي يصور آلام المسيح حيث اشترت الكنائس حفلات كاملة. كما أن هؤلاء أيضا وراء ما يصفه المثقف البارز روبرت طومسون بالظاهرة الثقافية الاعظم في العقد الماضي وهي أرقام المبيعات الخرافية لسلسلة الروايات الدينية "الماضي" التي تحكي عن فترات ما بعد سفر الرؤيا.
كما يعود السبب في هذا في جانب منه إلى شبكة الانترنت التي مكنت جماعات منظمة جيدا وذات دوافع مسيحية من تعبئة أعضاء وخلق عملاق تسويقي ذي نفوذ وقدرة هائلة على التأثير.
كما يشير طومسون إلى تراجع نفوذ شبكات التليفزيون باعتباره ضمن أسباب هذا التغيير. فعندما كانت هذه الشبكات تسيطر على موجات الاثير فإنها كانت تتحاشى المواد الدينية التي ربما تغضب قسما من المشاهدين.
فبعد ظهور الانترنت على الساحة بذراعها الطويلة التي وصلت إلى كل بيت اتسع مجال الحرية لتناول مزيد من الموضوعات المحفوفة بالمخاطر.
* لوس انجليس جورنال