أصحاب الديون يحاولون الخروج من مآزقهم بأي طريقة حتى وان كانت هذه الطريقة تعني استقالتهم من اعمالهم وحرمانهم من مصدر رزقهم لمجرد الحصول على مبلغ من المال يدفعون به ما تجمع عليهم من ديون، ويخلصون انفسهم من وضع يضيق عليهم الخناق حيث لا يعرفون كيف يتصرفون ولا كيف يفكرون، لأنهم حين يقدمون على هذا العمل لايجدون امامهم وسيلة للخلاص غير هذه فيقدمون عليها على أمل ان يبحثوا في المستقبل عن وظيفة جديدة (وان يحلها الحلال)، ولكن مع مرور الايام والشهور والسنوات وبعد دفع الديون الاولى تعود الديون لتتجمع من جديد وتضغط من جديد وتصبح المشكلة مشكلتين، فالديون ليس لها من يؤديها وتكاليف الحياة اليومية لا يوجد لها راتب او دخل يتم الاعتماد عليه، وهذا يعني ان هذه الفئة من البشر ما تزال مشاكلها من دون مناقشة ومن دون بحث عن حل شامل وفعّال يساعدها على ان تواصل حياتها بشكل طبيعي ولذلك فهي تأمل من المؤسسات التي استقالت منها على الأقل ان تساعدها لأنها تعرف ظروفها وتعرف انها لم تترك عملها لأنها غير ملتزمة أو راغبة في العمل لدى جهات أخرى وانما استقالت تحت ضغط الحاجة الشديدة ولمجرد الحصول على مبلغ يفك الأزمة.