بعد مرور اكثر من عامين على فرار اسامة بن لادن في اعقاب انهيار نظام طالبان في افغانستان، استأنفت القوات الاميركية بمساعدة من باكستان مطاردة زعيم تنظيم القاعدة ومعاونيه على طول الحدود الباكستانية، وذلك تزامنا مع الحملة الانتخابية الرئاسية في الولايات المتحدة حيث يسعى الرئيس الأميركي لتحقيق خطوة تؤهله للفوز بولاية ثانية ولعلها فرصة القاء القبض على من يعتبر المسؤول الأول عن أحداث 11 سبتمبر.
غير ان المسؤولين الكبار في الادارة الاميركية يلزمون الحذر هذه المرة في تقدير فرص تحقيق نجاح قريب، وهم يعتمدون على العمليات التي تقوم بها القوات الباكستانية من الجانب الاخر من الحدود لزيادة فرص القبض على ابن لادن الذي يعتقد انه يختبئ في مناطق القبائل الحدودية التي تضعف فيها سلطة الدولة.
وقال الجنرال جون ابي زيد قائد القيادة الاميركية الوسطى لشبكة بي بي اس التلفزيونية: علينا ان نتحقق من ان الضغط على طالبان وعلى القاعدة لن يحصل من الجانب الافغاني فحسب بل كذلك من الجانب الباكستاني.
ودخلت القوات الباكستانية قبل بضعة اسابيع مناطق القبائل فاعتقلت مشبوهين وهددت زعماء القرى المتهمين بايواء عناصر من تنظيم القاعدة الذي تبنى اعتداءات 11 ايلول سبتم 2001 في الولايات المتحدة.
ولم تكشف هذه العمليات الاميركية الا اخيرا، غير ان مسؤولين في البنتاغون اعلنوا قبل أيام انه تم ارسال قسم كبير من القوات المنتشرة في افغانستان وعديدها 13 الف عنصر الى هذه المناطق القبلية لشن هجمات.
وافادت مذكرة حصلت عليها وكالة فرانس برس في كابول ان القوات الاميركية والافغانية يمكنها الوصول الى الطرقات المؤدية الى جبال تورا بورا، المعقل السابق للقاعدة حيث تعتقد القوات الاميركية ان ابن لادن اختبأ في كانون الاول ديسمبر 2001.
وتوقع مسؤولون في وزارة الدفاع في واشنطن تكثيف العمليات مع تراجع الثلوج في الربيع، مشيرين الى عدم انتشار اي قوة اميركية حاليا في الجانب الباكستاني من الحدود.
غير انهم افادوا انهم على ارتباط وثيق مع الباكستانيين ويتم عقد اجتماعين في الشهر بين الاميركيين والافغان والباكستانيين لتبادل المعلومات بينهم.
واعلن قائد القوات الاميركية في افغانستان الجنرال ديفيد بارنو الشهر الماضي للصحافة ان القوات الاميركية والباكستانية تتقدم كل من جانبها لمحاولة تطويق الهدف.
وقال الجنرال ابي زيد متحدثا الى الكونغرس الاميركي: ان تحرك الباكستانيين في منطقة وزيرستان وفي اقاليم حدودية اخرى هو بادرة اولى من نوعها واعتقد ان ذلك سيشكل ضغطا كبيرا جدا على القاعدة.
واوضح ان هذه المبادرة جاءت اثر محادثات اجراها مع الرئيس الباكستاني برويز مشرف بعد نجاته من محاولتي اغتيال نسبتا الى تنظيم القاعدة.
وقال مراسل فرانس برس أمس: ان زعماء قبائل على الحدود الباكستانية شكلوا قوة مسلحة تضم حوالى 600 رجل لملاحقة فلول القاعدة في منطقة وزيرستان الخاضعة لحكم ذاتي (300 كم جنوب غرب اسلام اباد).
وصدر الاعلان عن ذلك خلال اجتماع قبلي شارك فيه عشرة الاف عنصر من القبائل بالاضافة الى خمسة من اعضاء مجلس الشيوخ يمثلون المنطقة القبلية على المستوى الفدرالي.
وطلب عضو مجلس الشيوخ حميد الله افريدي من وجهاء القبائل التحرك ضد المشتبه فيهم الاجانب المختبئين في المنطقة والا فان العسكريين الباكستانيين سيطلقون عملية ضد اولئك الذين يؤمنون لهم المأوى. واضاف: لن نسمح بان تصبح اراضينا مثل العراق او افغانستان.
وقد عقدت الجمعية الموسعة (جيرغا) أمس الأحد وقررت ان كل فرد من قبيلة ما يؤوي اجنبيا سيدمر منزله وستفرض عليه غرامة بقيمة مليون روبية (17376 دولارا).
وتبدي قبائل الباشتون المحافظة جدا التي تقيم على طول هذا القسم من الحدود تعاطفا مع طالبان وعناصر القاعدة.