اكدت منظمة اوكسفام الخيرية ونقابات العمال البريطانية إن شركات الملابس الرياضية تتجاهل حقوق العاملين بها ولا يهمها إلا تلبية احتياجات السوق قبيل دورة الألعاب الأوليمبية التي ستقام في غضون الأشهر القادمة. ويتجلى هذا الأمر في انخفاض رواتب العاملين بهذه الشركات في مختلف أنحاء العالم وإجبارهم على قضاء وقت إضافي وعدم العمل وفق سياسات النقابات العمالية. ويشير التقرير الذي أعدته اوكسفام ونقابات العمال البريطانية إلى إن شركات الملابس الرياضية في كل من بلغاريا وكولومبيا والصين وتايلند وإندونيسيا وتركيا لا تأخذ معايير خبرات العاملين في الحسبان.
وقالت اوكسفام ومؤتمر نقابات العمال إن شركات الملابس الرياضية تجبر موظفيها على العمل لفترات طويلة بأجور منخفضة مما يجعلهم يعيشون تحت وطأة الفقر. واتهمت هذه الشركات باستخدام وسائل قاسية بهدف انتاج آخر حصة من الملابس الرياضية بأسعار أرخص وبطرق أسرع. وأوضح التقرير أن ضغط الشركات أجبر القائمين على المصانع على تجاهل معايير العمالة. وكانت نايك واديداس وبوما وومبرو من بين الشركات التي تعرض لها التقرير في حملة لإتخاذ اجراءات صارمة ضد الشركات التي تستغل العمال، وجاءت هذه الحملة تحت عنوان (التزام اللعب النظيف في الألعاب الأوليمبية). ولاقت هذه الحملة ترحيبا كبيرا من قبل منتجي الملابس الرياضية حيث قالوا إنهم يعملون لتحسين وحماية ظروف العمال.
وقالت نايك إنها رحبت بالتقرير وأشارت إلى أنها تعمل جنبا إلى جنب مع جماعات مستقلة لتحسين ظروف العمل. بينما قالت اديداس إن لديها بالفعل نظام إنضباط يتطلب أن تلتزم الشركات التي تعمل معها به وفق معايير العمل الرئيسية. إلا أن شركة بوما قالت إنها ارتابت من نتائج اوكسفام التي تتعلق بمصادر الملابس الرياضية التي تحصل عليها، في حين لم تعلق شركة وومبرو البريطانية بعد على التقرير.
وقال متحدث باسم حملة العمالة التايلندية: (لو كان النفاق والاستغلال
أحد الألعاب الرياضية التي ستلعب في الأوليمبياد لأحرزت صناعة الملابس الرياضية ميدالية). وقالت متحدثة باسم لجنة الأوليمبياد الدولية إن المنظمة تشترك في نفس القيم مثلها في ذلك مثل أوكسفام ومؤتمر نقابات العمال. وأضافت المتحدثة أن لجنة الأوليمبياد الدولية ليس لها سلطة على مسألة إجازة المنتجات وأن اللجنة تعمل مع اتحاد دولي للسلع الرياضية للتأكد من أن الشركات عملت وفق طرق توظيف جيدة.
وقالت ياسمين وايتبريد المدير الدولي لأوكسفام إن أغلبية العمال في صناعة الملابس الرياضية من النساء مضيفة: (أنهم يدفعون ثمنا غاليا لوظائفهم حيث تتأثر صحتهن ورفاهية أطفالهن وحياتهن العائلية وذلك نتيجة ساعات العمل الطويلة وظروف العمل السيئة وانخفاض الرواتب). واستطردت وايتبريد قائلة: (وإذا ما أرادت العاملات الهرب من الفقر فإننا سنكون بحاجة إلى تغيير الطريقة التي تعقد بها هذه الشركات صفقاتها والسير وفق قواعد تجارية عادلة).