نظرت الى السقف المليء بالشقوق.. الامطار لاتحتاج مشقة في اختراقه.. البرد يتسرب الينا بلا هوادة.. تتأملنا الشمس نهارا.. ترقبنا النجوم ليلا.. قطع الصوف التي نتدثر بها زحف عليها الزمن..
امتدت يده أسفل الفراش اخرج لفافة قال لي لا تفتحها وانا على قيد الحياة.. قلت له يعطيك الله الصحة وطول العمر التهمني بنظرة ولم يعلق.. داعب قطعة خشب تأرجحت على النافذة غرس مسمار بداخلها.. طابور النمل يسير بانتظام يحتل جدار المنزل تحلو لي مراقبته.. يختفي أيام الشتاء.. معالم طريقه واضحة للعيان لم يحاول التجديد وضعت علكة لتسد طريقه لم أجدها اليوم التالي.. لمحت من النافذة رأس أحد الفئران هابني منظره، خافت الهرة.. عجبت لطبيعة الحيوانات البشر احيانا يخافون..
جاءني صوت سعاله هرعت اليه حملته على يدي فتحت فمه ألقيت داخل احشائه قطرات من الدواء.
عشت مع والدي داخل قرية تحت سفح الجبل منازلها محدودة يعرف كل بعضه، تمر الايام رتيبة خالية من معالم الحداثة التفكير محدود القيم محدودة ولكنها كاملة ويحاول الجميع المحافظة عليها.. قادتني قدماي خارج المنزل لفحني البرد, الحياة لم تتبدل الهدوء انسحب شمل كل المكان صرخت لم أجد صدى لكلماتي لا أدري اين ذهب اهل البلدة غافلون. منزل الشيخ يتصدر الطريق يمين شجرة الصفصاف وكثيرا ما نتسامر أسفلها.. تحجب الشمس عن الارض .. نبتعد عن الطريق الرئيسي مسافة بعيدة.. قفلت راجعا للمنزل لاح لي على البعد الصورة الباهتة التي تزين منزلنا لا ادري متى آخر مرة قمنا بصيانته.
وجدت والدي قد ذهب، اصبحت وحدي اصارع من اجل البقاء.. حب الخلود غريزة في الجنس البشري - عندما غوى ابليس آدم قال له هل ادلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى.
طفت على كافة منازل القرية آخذ ما يحلو لي شيء ما سقط.. بدأ شرخ ما يظهر على الطريق عدت الى المنزل محملا بكافة الغنائم.. فككت اللفافة التي تركها والدي وجدت داخلها صندوقا فتحته لم أجد (الامانة) لحظات الدهشة تخاطفتني، تهاويت فوق اقرب كرسي واضعا رأسي فوق يدي.
خرجت في العصر أسير في دروب البلدة المغلقة ذاتيا توجهت صوب شجرة الصفصاف فوجئت بنباح تملكني الخوف تسلقت الشجرة.. وجدت كلبا صغيرا يبتسم بخبث ويذهب لحال سبيله.. الشرخ بدأ في الازدياد دائرة الفراغ اتسعت مساحتها تحت قدمي بين المنازل خلف الارض لم أجد الشجاعة داخل الصندوق بحثت عنها في كافة ارجاء المنزل.
لن استمر على هذه الوتيرة دخلت قبو احد المنازل سحبت زجاجة الماء أبصرت ضوء الصباح متوسدا الارض.. الاتربة عالقة بوجنتي.. سكون يلتهم المكان صداع شديد يدق جنبات رأسي.. وقفت منهك القوى. قادتني قدماي لهوة سحيقة انتشلتني اياد خفيه.
جن جنوني عندما نظرت للصندوق ولم أجد الاخلاق.. استعدت ذاتي الا انني وجدت الحياء محاصرا من كافة الاتجاهات، ضاقت المسافات بينه وبين الرذائل القابضة على سيوف تريد الفتك به.. شيء ضئيل ممسك بطرف الشرخ.. يجب ان احارب للمحافظة على الصندوق للاجيال القادمة ليتوارثوا الخير لكنني فقدت اهم محتوياته.
فكرت في تدابير الامور يجب ان أعيد حساباتي بشكل افضل كوامن الصندوق لها الكلمة العليا دفعتني الى البهو أمسكت باحدى الزجاجات افرغت مائها في جوفي.. نار متأججة سيطرت على جسدي خلعت كافة ملابسي اجوب كافة منازل القرية.. كافة المفردات تنظر إلي.. شرخ الزمن انهار التعب انهكني.. يجب ان اصل للمنزل بأي ثمن.. زحفت لم ابال بقطرات الدماء التي تنساب من جسدي وتقبلت العزاء في جنازة الحياء.
@@ سيد مرعي
@ من المحرر
القصة تؤكد على قدوم جيد لكاتب تتشكل ادواته هناك بالطبع الارتباكات السردية البسيطة ولكنها لا تؤثر كثيرا..