أخبار متعلقة
فاقت العاصمة الأسبانية يوم أمس الخميس على سلسلة تفجيرات مرعبة أسقطت حتى 190 قتيلا و1247 جريحا في حصيلة مسائية، ونسبتها الحكومة الى حركة ايتا الانفصالية، حسبما أعلنت وزارة الداخلية.ومساء أمس، أعلنت صحيفة القدس العربي الصادرة في لندن أنها تلقت بيانا منسوبا الى منظمة القاعدة تعلن فيها مسؤوليتها عن اعتداءات أمس في مدريد ويوم الثلاثاء في أسطنبول.واشار البيان الموقع باسم "كتائب ابو حفض المصري القاعدة" ان سرية الموت نجحت في التسلل الى العمق .. الاوروبي وضرب احد اركان التحالف .. بضربة موجعة"ـ.ووصف البيان عملية مدريد بـ "قطارات الموت" واعتبرها جزءا من تصفية حسابات مع أسبانيا التي أعلنت الحرب على العراق.وانفجرت عشر عبوات في اربع قطارات في ثلاث محطات في مدريد وضاحيتها، في أكثر الهجمات دموية تشهدها أسبانيا. وقال فرنسيسكو خافيير انسواتيغي من الحكومة الاسبانية ان المشرحة التي أقيمت على عجل في مركز المعارض بمدريد استقبلت حتى بعد ظهر امس 179 جثة وستة اكياس تحتوي على بقايا بشرية. ولن تنتهي علمية التعرف على جثث الضحايا قبل اليوم الجمعة على الارجح.
وتواصلت الادانات من الحكومات والمنظمات العربية للاعتداءات التي شهدتها أسبانيا، ووصفها امين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى في بيان صدر في القاهرة بأنها أعمال ارهابية. وقال أنه مصدوم من وقوعها، مقدما تعازيه الى عائلات الضحايا.
وفي المغرب جارة أسبانيا العربية وتشهدان علاقات متوترة أحيانا، وصفت الرباط الاعتداءات بالارهابية المجرمة وقال وزير الاتصال والمتحدث باسم الحكومة نبيل بن عبدالله ان الحكومة المغربية تؤكد شعور المغرب بالتضامن مع اسبانيا.
وقد قدم العاهل المغربي الملك محمد السادس تعازيه الحارة الى ملك اسبانيا خوان كارلوس والشعب الاسباني اثر التفجيرات الاجرامية والارهابية وفقا لوكالة الانباء المغربية.
كما وجه محمد السادس رسالة تعزية الى رئيس الوزراء الاسباني خوسيه ماريا اثنار.
كما دان الانفجارات يوم أمس الحكومات الموريتانية والتونسية واللبنانية والسورية والفلسطينية والأردنية.
كما دانت اسرائيل سلسلة الهجمات في أسبانيا ونقل بيان صادر عن رئاسة الحكومة عن رئيس الوزراء ارييل شارون صدمته العميقة. ووصفتها حكومة الاحتلال الاسرائيلية بالعمل الارهابي الوحشي والماساة.
وفي اوروبا، نكست الاعلام في مقر المفوضية الاوروبية في بروكسل وفي كل مقرات بعثاتها في الخارج. كما نكس علما اسبانيا والاتحاد الاوروبي امام مقر البرلمان الاوروبي في ستراسبورغ.
ووقف النواب الاوروبيون دقيقة صمت على ارواح ضحايا الاعتداءات، بينما شارك عدد من المسؤولين الاوروبيين بينهم رئيس المفوضية الاوروبي رومانو برودي في مسيرة صامتة في بروكسل تضامنا مع اسبانيا ومناهضة للارهاب.
ورأى المستشار الالماني غيرهارد شرودر ان الارهاب في اوروبا لم يشهد مثل هذا الاتساع في الفترة الاخيرة.
وراى رئيس الوزراء البريطاني توني بلير من جهته ان على الاسرة الدولية ان تواصل حربها على الارهاب.
وتحدث وزير الخارجية البريطاني جاك سترو عن اعتداء مقيت على مبادىء الديموقراطية الاوروبية.
ووضع وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان في اتصال هاتفي مع وزيرة الخارجية الاسبانية انا بلاثيو، امكانات فرنسا في تصرف اسبانيا بعد الاعتداء.
وقال ان الامر يتعلق باعتداء لا سابق له من حيث حجمه وعدد الضحايا، انه اعتداء من تدبير محترفين.
واضاف لا يمكن للارهاب ان يمر. ولا يمكن للديموقراطية ان تخضع ازاء مثل هذه الاعمال.
واعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان هذا العمل الوحشي اثبت مجددا ان على الاسرة الدولية ان تزداد تصميما على مكافحة الارهاب.
في واشنطن، ذكر متحدث باسم البيت الابيض ان الرئيس الاميركي جورج بوش اجرى مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الاسباني خوسيه ماريا اثنار اعرب فيها عن تعازيه بضحايا التفجيرات الفظيعة.
وقال السفير الاميركي لدى الاتحاد الاوروبي روكويل شنابل اننا نقف الى جانب كل شعوب اوروبا الحزينة، ولكننا مصممون على محاربة الارهاب في كل مكان وبكل اشكاله.
وعلى الصعيد الداخلي، وضع الارهاب يوم أمس في مدريد، حدا مبكرا للحملة الانتخابية الاسبانية، حيث أعلنت الاحزاب السياسية الواحد تلو الآخر فور وقوع المأساة، انتهاء الحملة الانتخابية.
ودعا المرشحون الناخبين الى الرد على القنابل في صناديق الاقتراع، متجنبين في الوقت نفسه اعطاء الانطباع بانهم يسعون لاغتنام الاعتداءات من اجل تحقيق مكاسب سياسية.
وكانت الحملة للانتخابات العامة المقرر اجراؤها الاحد المقبل والتي يرجح فوز الحزب الشعبي الحاكم فيها، تشرف على نهايتها، غير انه تم الغاء جميع التجمعات الختامية الكبرى التي كانت مقررة مساء غد الجمعة.
واعلن مرشح الحزب الشعبي (يميني حاكم) ماريانو راخوي الذي يرجح فوزه خلفا لخوسيه ماريا اثنار على رأس الحكومة، انه بعد هذه الاعتداءات العشوائية والضخمة .. فان الوقت غير مناسب للتحدث عن اي شيء سوى عن الالم الذي ينتابنا والغضب الذي نشعر به حيال وحشية كهذه. انه وقت ندع فيه جانبا كل الخلافات بيننا.
كذلك الغى المرشح الاشتراكي خوسيه لويس رودريغيث ثاباتيرو كل لقاءاته الانتخابية ودعا المنظمات الاشتراكية الى المشاركة في كل التظاهرات ضد الاعتداءات. كما دعا الناخبين الى الرد بطريقة متمدنة على منظمة ايتا بالاقبال على صناديق الاقتراع الاحد.
وقال يجب ان يعرف الارهابيون بانهم سيتلقون على الدوام المعاملة ذاتها ايا كانت الحكومة، وسيلاحقون الى ان يدفعوا ثمن اعمالهم الفظيعة.
واعتبر العديد من السياسيين ان افضل رد ممكن على الاعتداءات سيكون المشاركة بشكل مكثف في الانتخابات المقبلة.
وقال غاسبار ياماثارس مرشح ائتلاف ايثكييردا اونيدا (اليمين الموحد، حول الشيوعيين) ان التصويت لصالح حزب ديموقراطي ايا كان هو اقوى رد ديموقراطي ممكن على الارهاب. ومهما كانت نتائج الانتخابات، فان الديموقراطية ستتغلب على الارهاب.
ولفت رئيس الحزب الاشتراكي الباسكي باتشي لوبيث الى ان الارهاب ضرب مدريد في وقت كان المواطنون يستعدون للتصويت.
من جهته، اكد رئيس الحكومة المنتهية ولايته خوسيه ماريا اثنار الذي جعل من مكافحة الارهاب احد العناصر الرئيسية في سياسته انه سيتم التغلب على الارهاب.
وقال لا يمكن التفاوض مع هؤلاء القتلة، وحده الحزم سيمكننا من التوصل الى وقف هذه الاعتداءات.
وبعد ان تواجهت جميع الاحزاب السياسية خلال اللقاءات والتجمعات الانتخابية في الايام الاخيرة، طرحت اليوم الخميس كل خلافاتها جانبا للتشاور بشأن رد مشترك على الاعتداءات.
ودعت المجموعات النيابية الى صدور اعلان رسمي عن رئيسة البرلمان لويسا فرناندا رودي. كما شاركت عدة احزاب في تجمع صامت امام مجلس الشيوخ.
واعلنت الحكومة الحداد الوطني ثلاثة ايام ودعت جميع المواطنين الاسبان الى التجمع اليوم الجمعة الساعة 19 في كل انحاء اسبانيا تحت شعار الى جانب الضحايا، مع الدستور، من اجل القضاء على الارهاب.
ومع اقتراب موعد الانتخابات، تعرض ميثاق تم التوصل اليه عام 2000 بين الحزب الشعبي والاشتراكيين الى انتقادات خلال المواجهات الانتخابية، غير ان مأساة امس لخميس قد تحرك الجهود المبذولة من اجل احيائه وانضمام احزاب جديدة اليـه بعد الانتخابات.
صورة تليفزيونية تظهر الدمار الذي لحق بأحد القطارات
رجال الانقاذ في موقع الانفجار