ذكرت صحيفة "هارتس" في عددها الصادر امس ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون يدرس قصر خطة فك الارتباط على قطاع غزة ،دون ان يترافق ذلك مع انسحابات في الضفة الغربية، بسبب المعارضة المتنامية للخطة في اوساط وزراء حزب ليكود الذي يتزعمه.
وقالت الصحيفة ان شارون سيستكشف هذا الاحتمال خلال الايام القليلة المقبلة، وكذلك امكانية القيام بانسحاب صغير ورمزي من الضفة الغربية، حيث اعلنت الولايات المتحدة ومصر الخميس انهما لن تدعما خطة شارون الا اذا تضمنت انسحابا كبيرا من الضفة الغربية.
وكان شارون قد التقى امس الاول في القدس المحتلة مع ثلاثة مبعوثين اميركيين حضروا لاجراء محادثات اضافية حول خطة فك الارتباط، ولمناقشة ما يمكن ان تقدمه الولايات المتحدة لاسرائيل في مقابل الانسحاب، وقال متحدث باسم شارون ان محادثات الخميس مع المبعوثين الاميركيين تطرقت الى عمق الانسحاب من الضفة والسيطرة على الحدود بين مصر وغزة بعد الانسحاب من القطاع.
واكد المتحدث رعنان غيسين نحن نحاول ابقاءهم على اطلاع والتنسيق معهم بشأن كل هذه الخطوات. ونأمل في نهاية هذه العملية ان تكون لدينا خطة فك ارتباط متفق عليها يستطيع رئيس الوزراء ان يحملها معه الى واشنطن.
ومن المقرر ان يكون المبعوثون الثلاثة: ستيف هادلي واليوت ابرامز من مجلس الامن القومي الاميركي ووليام بيرنز من وزارة الخارجية، فد التقوا امس مع وزير الخارجية الاسرائيلي سلفان شالوم.كما سيلتقون مع مستشار الامن القومي غيورا ايلاند، ودوف فايسغلاس، مدير مكتب شارون. ووفقا لمسودة لخطة شارون نشرتها صحيفة "معاريف" الخميس، فان مستشار الامن القومي الاسرائيلي غيورا ايلاند، والذي كلفه شارون باعداد الخطة، يقترح بقاء اسرائيل في ثلاث مستوطنات في شمال قطاع غزة، وفي ممر "فيلادلفي" على الحدود بين القطاع ومصر، الى جانب توسعته.،لكن شارون، وبحسب اوساط مقربة منه، يميل حاليا الى اتخاذ قرار بانسحاب كامل من القطاع.
وقد ابلغ موفاز المسؤولين الاميركيين ان اسرائيل ستخلي كافة مستوطنات غزة، لكنها ستبقى في ممر فيلادلفي بهدف وقف عمليات تهريب الاسلحة.
وفي القاهرة قالت مصادر اسرائيلية ان مصر عرضت يوم الخميس تأمين جانبها من الحدود مع قطاع غزة اذا قررت اسرائيل سحب مستوطنيها من القطاع.
وكان ايلاند سلم مسودة الخطة الى شارون في كانون الثاني/يناير الماضي، واوصى فيها ايضا بانسحابات تدريجية من الضفة الغربية.
ووفقا لهذه التوصية، فسوف يتم اخلاء اربع مستوطنات في شمال الضفة الغربية بالتزامن مع اخلاء مستوطنات قطاع غزة، على ان يتبع ذلك اخلاء ما بين 15 الى 20 مستوطنة وموقعا استيطانيا في مرحلة لاحقة.
وقال موفاز في واشنطن ان اسرائيل ستقوم بانسحاب من نوع ما في الضفة الغربية، لكن مساحة هذا الانسحاب لم يتم تحديدها بعد.
وفي هذه الاثناء، يطالب الفلسطينيون بان تتيح اسرائيل للرئيس ياسر عرفات حرية التنقل بين الضفة الغربية وقطاع غزة بعد انسحابها منه، معتبرة هذا الاجراء ضروريا من اجل بسط اجهزة الامن الفلسطينية سيطرتها على القطاع بعد ان تغادره اسرائيل، لكن اسرائيل ترفض هذا المطلب.
ومن واشنطن حذر وزير الخارجية الاردني مروان المعشر مساء امس الاول من ان الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة يجب ان يكون في اطار خارطة الطريق والا فمن الممكن ان يؤدي الى كارثة، وقال المعشر ، خلال مؤتمر صحافي من المهم جدا الحفاظ على الامن بعد الانسحاب الاسرائيلي من غزة.
واضاف في هذا الاطار، كل عملية انسحاب من غزة بدون التنسيق مع السلطة الفلسطينية ودون التنسيق مع الولايات المتحدة ومع اطراف اخرى معنية مثل الاردن ومصر، ستؤدي الى اكثر من الفوضى وعدم الاستقرار.
من جانبه صرح وزير الخارجية الايرلندي براين كاون بعد لقائه مع واضعي مبادرة جنيف ان حل النزاع الاسرائيلي الفلسطيني يستلزم ممارسة الرأي العام في اسرائيل والاراضي الفلسطينية ضغوطا على حكومتيهما.
وقال كاون في مؤتمر صحافي ما علينا القيام به هو تشجيع الرأي العام الاسرائيلي والفلسطيني على دعم (هذه المبادرة) حتى يجد القادة الديموقراطيون في البلدين الشجاعة الكافية لدفع خريطة الطريق الى حل نهائي.