بالرغم من ادانة بريطاني كان معتقلا في قاعدة غوانتانامو الامريكية في كوبا امس الاول المعاملة الرهيبة التي قال انه لقيها خلال سجنه سنتين، بعد شهادة مماثلة لاحد البريطانيين الاربعة الآخرين الذين اعيدوا الثلاثاء الماضي الى بلدهم، الا ان وزير الخارجية الامريكي كولن باول نفى وبشكل قاطع ان يكون المعتقلون البريطانيون قد لقوا مثل هذه المعاملة، مؤكدا في نفس الوقت على انهم عوملوا وفق اتفاقية جنيف بخصوص الاسرى .
فقد أدان طارق درغول (26 عاما) الذي اوقف في اطار قانون مكافحة الارهاب عند وصوله الى بريطانيا وافرج عنه الاربعاء، في بيان الانتهاكات الفاضحة لحقوق الانسان التي ترتكبها الحكومتان الامريكية والبريطانية.
وقال البيان الذي نقلته محامية المعتقل السابق لويز كريستيان ان درغول بدأ محاولة سرد الوقائع الرهيبة التي عاشها خلال اعتقاله في باغرام وقندهار (افغانستان) وخليج غوانتانامو، لاسرته ومحاميته.
واضاف البيان ان شهادة درغول تشير الى معاملة سيئة وعمليات استجواب تحت تهديد السلاح واعمال عنف وظروف اعتقال غير انسانية.
وتابع ان درغول يدين الحكومتين الامريكية والبريطانية لهذه الانتهاكات الفاضحة لحقوق الانسان ويطالب بالافراج عن المعتقلين الآخرين في قاعدة غوانتانامو.
وقال البيان ان عائلة المعتقل السابق ترى ان صحته النفسية تأثرت جدا بالصدمة التي تعرض لها وتدعو وسائل الاعلام الى الامتناع عن محاولة الاتصال به.
من جانبه قال باول انه لا يصدق الاتهامات التي أعلنها سجين بريطاني أفرج عنه في الآونة الاخيرة من معتقل غوانتانامو بكوبا بأنه عومل بشكل غير انساني، والتي قال فيها جمال الحارث وهو أول بريطاني من بين خمسة بريطانيين أفرج عنهم يوم الثلاثاء لصحيفة ديلي ميرور في مقابلة نشرت أمس الاول أن الحيوانات في معسكر غوانتانامو كانت تلقى معاملة أفضل من معاملة السجناء، الا ان وزير خارجية امريكا نفى في مقابلة مسجلة أجريت في واشنطن وأذيعت في محطة تليفزيون (أي تي في) أن المعتقلين المحتجزين منذ عامين دون اتهامات عوملوا بشكل سيىء أو تعرضوا للضرب كما زعم الحارث، وقال: أعتقد أن هذا شيء غير مرجح ، اننا لا نسيء معاملة الناس الموجودين تحت رعايتنا.أعتقد أننا أدينا كل التزاماتنا بموجب اتفاقية جنيف لمعاملة الناس المحتجزين لدينا ومعتقلينا بطريقة انسانية للغاية.
ودافع باول أيضا عن احتجاز السجناء في معسكر غوانتانامو مثل هذه المدة الطويلة، قائلا: أعتقد أن الخطر الذي نواجهه يبرر ذلك تماما. والان نحن بصدد الافراج عن كل الذين من الواضح أنه لن تكون هناك اتهامات ضدهم ولن يشكلوا بعد ذلك أي نوع من التهديد أو الخطر علينا.
ومازال يوجد أربعة بريطانيين آخرين محتجزين في معسكر غوانتانامو ، تقول واشنطن انهم أخطر من الخمسة الذين أفرجت عنهم.