أنهى الرئيس المصري حسني مبارك مساء امس الاحد زيارة خاطفة الى العاصمة السورية التقى خلالها الرئيس السوري بشار الأسد قبل ان يغادر عائدا الى القاهرة بعد ان بحث بشكل خاص اصلاح الوضع العربي.
وذكرت وكالة الانباء السورية (سانا) ان الرئيس مبارك وصل برفقة وزيري الخارجية احمد ماهر والاعلام صفوت الشريف الى دمشق، وان الوفدين المصري والسوري عقدا اجتماعا موسعا قبل ان يلتقي الرئيسان في اجتماع ثنائي تناول العلاقات العربية العربية والاوضاع الراهنة في المنطقة والمستجدات التي طرأت عليها خصوصا في الاراضي الفلسطينية المحتلة وفي العراق، كما تناول ضرورة اصلاح الوضع العربي ووضع مشروع عربى يتناسب والظروف العربية وخصوصية المجتمعات العربية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. واضافت انه جرى استعراض المبادرات والصيغ لتطوير جامعة الدول العربية وتفعيل العمل العربي المشترك وبعض المواضيع المطروحة على جدول اعمال القمة العربية المقررة في تونس في نهاية الشهر الجاري. وكان مصدر مقرب من الرئاسة المصرية اعلن في القاهرة قبيل مغادرة الرئيس المصري ان الاخير سيبحث في دمشق الوضع في الشرق الاوسط والعراق اضافة الى الاضطرابات الاخيرة في المناطق السورية الكردية المجاورة للحدود مع العراق، مع اقتراب موعد القمة العربية في تونس في التاسع والعشرين من اذار مارس الجاري. وقد ردت السلطات السورية بحزم على التظاهرات الكردية التي شهدتها منطقة القامشلي شمال شرق دمشق ووصفتها بأنها محاولة خارجية لزعزعة استقرار البلاد في وقت تهدد واشنطن بفرض عقوبات وشيكة على سوريا. واعتبر مسؤول في حزب كردي سوري في اربيل بكردستان العراق ان المواجهات التي اندلعت الجمعة في شمال وشمال شرق سوريا حيث تتركز الأقلية الكردية، تواصلت امس الاحد. وقال نوري بريمو عضو المكتب السياسي في الاتحاد الديموقراطي الكردي السوري لوكالة فرانس برس أن مواجهات وقعت في بلدة القباني على مسافة 80 كلم شمال شرق حلب حيث اصيب ثلاثة اكراد بجروح صباحا. وقتل 14 كرديا واصيب اكثر من مئة بجروح بحسب مسؤولين اكراد سوريين في القامشلي على مسافة 600 كلم شمال شرق دمشق على الحدود مع تركيا وفي جوارها وذلك يومي الجمعة والسبت خلال صدامات مع الشرطة بدأت قبل مباراة لكرة القدم بين فريقي الفتوة (دير الزور) والجهاد (القامشلي) في الملعب البلدي بالقامشلي واشار بريمو الى مقتل 13 شخصا السبت في القامشلي، ومقتل ثلاثة اخرين خلال جنازة عدد من الضحايا في عامودا شمال القامشلي. واكد بريمو المتحدر من عفرين على مسافة 60 كلم شمال حلب انه استمد معلوماته من مصادر كردية اتصل بها هاتفيا. وقال ان 11 حزبا كرديا سوريا دعت في بيان مشترك اكراد شمال سوريا الى التظاهر امس الاحد باغلاق متاجرهم ولزوم منازلهم. وروى مراسل فرانس برس مشاهد من أحداث التخريب التي وقعت في تلك المنطقة وقال أن ألسنة النار كانت لا تزال تتصاعد أمس الأحد من بعض المباني العامة التي أحرقت خلال الصدامات بين الأكراد ورجال الأمن. وكانت مستودعات القمح التي احرقت السبت وتعرضت لعمليات النهب مكسوة بالدخان الاسود والسنة النار لا تزال تتصاعد من نوافذها فيما تعمل فرق الاطفاء على اخمادها. كما احرق المتمردون الطبقات الثلاث من مبنى الجمارك وحطموا نوافذ الشاحنات المتوقفة في المحطة المركزية، كما نهبوا وخربوا مكاتب ادارية في المدينة التي تبعد بضعة كيلومترات عن الحدود التركية. وافاد شهود ان المتمردين ازالوا الاعلام السورية عن المباني الرسمية ورفعوا اعلاما كردية. وكانت شوارع المدينة لا تزال مساء امس الاحد مكسوة بالنفايات والزجاجات الفارغة، وقد طرحت بعض الاعمدة ارضا. وفتحت متاجر قليلة ابوابها اليوم الاحد، معظمها تبيع مواد غذائية، غير ان معظم المحلات بقيت مقفلة. ويضيف المراسل أن الهدوء خيم مساء أمس في المدينة التي انتشرت فيها قوات الامن، ومع انه لم يتم فرض منع التجول، الا ان حركة السير كانت ضئيلة ووحدها سيارات قليلة تجرأت على عبور الشوارع. وافاد مصدر رسمي ان اجتماعا عقد بين مسؤولين اكراد لم يحدد اسماءهم ورئيس جهاز امن الدولة اللواء هشام بختيار بهدف اعادة الهدوء.