وسط تحديات اقليمية دولية خطيرة، يأتي انعقاد القمة العربية المقبلة بتونس. وهي اول تجمع عربي على مستوى القمة بعد غزو العراق مما اضاف عبئاً جديداً وهما اخر على هموم الامة العربية التي تفرض نفسها على القادة العرب. اضافة الى قضيتها التقليدية متمثلة في الاحتلال الاسرائيلي للاراضي العربية في فلسطين وسوريا ولبنان، كما يضاف ايضاً الى الهموم العربية قضايا التضامن والتعاون الاقتصادي واصلاح البيت العربي واعادة هيكلته ليتواكب مع حجم التحديات. الخبراء والمحللون لـ اليوم "
وعلى الصعيد الخارجي تأتي تحديات العلاقات العربية ـ الغربية، ومحاولات امريكا واوروبا متمثلة في فرض نماذج اصلاحية على المنطقة العربية او ما يعرف بمبادرة الشرق الاوسط الكبير التي تعد تدخلاً في شؤون الدول العربية وفرض نظم بعينها عليها لا تحقق سوى المصالح الامريكية في الوقت الذي يتم فيه تجاهل القضية الاساسية في المنطقة وهي قضية الاحتلال الاسرائيلي للاراضي العربية وتعرض الشعب الفلسطيني يومياً للقتل والتدمير والابادة. ومن منطلق هذه التحديات لم يبالغ المراقبون عندما قالوا: ان القمة العربية المقبلة هي قمة نكون او لا نكون فلا بديل امام القادة العرب في اتخاذ موقف واضح وحاسم تجاه هذه القضايا والتحديات التي اصبحت تهدد مستقبل الامة العربية من المحيط الى الخليج، ولا بديل ايضاً امام القادة العرب في ايجاد استراتيجية عربية مشتركة للتعامل مع الغرب الذي بات واضحاً أنه يريد اعادة تشكيل المنطقة بما يخدم مصالحه ويحقق اهدافه دون مراعاة لمصالح الشعوب العربية التي اتخذت السلام خياراً استراتيجياً لها. ولم يبالغ المحللون اذا قالوا ان قمة تونس مطالبة بصياغة مشروع استراتيجي عربي واضح ومحدد ليكون رسالة عالمية للجميع تؤكد للعالم قدرة العرب على ادارة شؤونهم وحل قضاياهم، والارتفاع الى مستوى المخاطر المحدقة بالامة العربية.
ولم يتجاوز المحللون الحدود اذا قالوا اذا استمر الوضع الحالي للدول العربية فلن تقوم لهم قائمة بعد ذلك، وان لم يكن هناك مشروعً عربي للمستقبل يرتكز على التعاون البناء ومواجهة التحديات فسوف تضيع حقوقهم ويصبحون فريسة سهلة لشعوب العالم، ولم يتأت ذلك الا من خلال وجود عزيمة مخلصة وتصميم حاسم على اصلاح الجامعة العربية وتطويرها ودفع الاليات اللازمة لتفعيل العمل العربي المشترك وتضمن قيام نظام عربي مؤسسي لا يتأثر بأية اوضاع او ظروف استثنائية. كما لم يفرض المحللون في ابداء البعض روح التشاؤم من عدم قدرة العرب في الوقت الراهن على اتخاذ مواقف قوية ترتفع الى حجم التحديات بسبب ضعفهم ووهنهم وخلافاتهم الامر الذي لا يستطعيون معه اتخاذ أي موقف.
موسى: الأمل في الايجابية
الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى اكد ان جميع الظروف تؤكد اهمية ان تخرج القمة العربية في تونس بشيء ايجابي وان العكس يشكل مخاطر كبيرة جداً على وضع العالم العربي مشيراً الى ان كل القوى من لها علاقة ومن ليس لها علاقة تتحدث عن الشرق الاوسط وتطويره وظروفه والصعوبات التي به وقضاياه ولا يمكن ان تنعقد القمة العربية ثم لا تخرج بما يتوازى مع هذه الظروف الخاصة والمهمة والخطيرة ايضاً مشيراً الى ان هذه القضية تحتل مكانة بارزة واولوية في جدول اعمال القمة.
وقال: ان القضية الثانية هي تطوير عمل الجامعة العربية واعادة هيكلتها مشيراً الى انه سيتقدم بتقرير حول المقترحات التي تقدمت بها بعض الدول العربية في هذا الشأن مؤكداً اهمية تطوير الجامعة بما يتواكب مع الظروف ا لراهنة.
وحول القضايا الاخرى اكد موسى انه سيتم التأكيد على المبادرة العربية كخيار استراتيجي للسلام مع اسرائيل كما انه بالنسبة لموضوع العراق فان السياسة العربية كما هي تفرزه في جامعة الدول العربية واضحة تماماً فيما يتعلق بالموقف تجاه العراق وسوف يطرح على القمة لانه موضوع خطير ومستمر واهم نقاطه هي استعادة السيادة العراقية كاملة وانهاء الاحتلال العسكري الاجنبي للعراق واستعادة سلطة الامم المتحدة للمساعدة في تحرك العراق نحو استعادة طبيعة الحياة هناك.
واكد موسى ان القمة العربية بهذا المستوى مطالبة بالدفاع عن المصالح العربية والخروج بما يتمشى مع المصلحة العربية ومع المواقف العربية.
والسؤال المطروح: ما المطلوب من القمة العربية المقبلة لمواجهة التحديات الراهنة، وهل سينجح القادة العرب في صياغة مشروع عربي جديد للتعاون ومواجهة التحديات؟
سرايا: مواجهة الاصلاحات
في هذا السياق يقول الاستاذ اسامة سرايا رئيس تحرير الاهرام العربي: ان القمة العربية المقبلة في تونس امامها العديد من القضايا والموضوعات المهمة التي تتعلق بمستقبل العمل العربي المشترك ومواجهة التحديات الراهنة التي تواجه الامة العربية، وفي مقدمه هذه القضايا تفعيل اليات العمل العربي المشترك وهذا يتطلب مشروعاً قومياً جديداً وتعاونا مشتركا يجسد قدرة العالم العربي على صياغة مستقبله وفق رؤيته ومنطلق ارادته الحرة ومصالحه الخاصة، وبالتالي فان الموضوع الرئيسي الذي يجب ان يحظى بالاهتمام هو تفعيل العمل المشترك في مواجهة التحديات خاصة المحاولات الرامية الى فرض اصلاحات بعينها على الدول العربية فيما يعرف بمشروع الشرق الاوسط الكبير والذي يتجاهل العديد من الثوابت والمفاهيم العربية ويتعامل مع امور الاصلاح بشكل غير واقعي.
ويضيف الاستاذ اسامة سرايا في تحليله ان القمة المقبلة مطالبة ايضاً بتحقيق آمال وطموحات الشارع العربي في اقامة التعاون المشترك وتحقيق التكامل الاقتصادي الذي يعد الضمانة الاساسية لنجاح أي عمل عربي مشترك من خلال آليات ومؤسسات عربية جديدة وفي هذا الصدد فان موضوع تطوير البيت العربي واصلاح الجامعة العربية من الداخل يصبح قضية مهمة للغاية لان ذلك يعد من الادوات المهمة في قضية المستقبل العربي.
الفقي: فرصة مهمة
ومن جانبه وصف الدكتور مصطفى الفقي رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشعب المصري القمة العربية المقبلة في تونس بانها فرصة هامة من اجل الانطلاق بالعمل العربي المشترك على الصعيدين السياسي والاقتصادي داعياً القمة الى التخلي عن أي خلافات عربية والنظر بشكل جاد من اجل توحيد الصف ومواجهة التحديات الجسيمة والتحولات الخطيرة التي شهدها العالم في الآونة الاخيرة.
وقال: ان السياسات الامريكية المتحيزة لاسرائيل وازدواج المعايير خلقت نوعاً من الغضب الجارف في الشارع العربي وادت الى تفاقم الارهاب والعداء ولكن هذا لا يلغي ان بعض المشاكل الداخلية في الدول العربية مثل الفساد والفقر كان لها دور في هذا الامر، مشدداً على ان أي اطروحات غير متوازنة للتسوية السلمية في الشرق الاوسط سيكون مصيرها الفشل داعياً اسرائيل الى العمل الجاد من اجل السلام بالعديد من الاجراءات من ابرزها الانضمام الى المعاهدة الدولية لحظر الاسلحة النووية وقبول تفتيش منظمة الطاقة الذرية. واضاف الفقي: ان آمالاً كبيرة معقودة على اللقاءات العربية الحالية بعد الوقفة القوية التي اعطتها لقاءات الزعماء العرب لمناقشة كافة التفاصيل التي تقف امام اعداد موقف عربي موحد امام قمة تونس وحتى لا تظهر الخلافات العربية بالصورة التي حدثت في لقاءات سابقة.
واشار الى ان المرحلة الآن لا تحتمل أي تراخ او تراجع من الشعوب العربية في تأكيد حقها في سيادتها على ارضها وعلى ثرواتها وعلى مستقبل وطنها، وان الارض العربية ملئت بالامكانات ولا حاجة لنا لاي تدخل اجنبي كي نأخذ حقنا في التقدم والسيادة وريادة منطقة الشرق الاوسط. واضاف: ان الزعماء العرب اكدوا موقفهم وهو ضرورة الوحدة ومساندة القضايا العربية امام الهجمة التي تعانيها فالامر لم يعد موقفا اداريا وانما هي ارض وحياة ومستقبل ابناء ولا توجد فرصة امام المواطن العربي للاختيار سوى التحدي من اجل ارضه وثروته وابنائه. واضاف الدكتور الفقي ان قمة تونس وهي قمة زعماء تأتي وفق جدول اعمال مقررات الجامعة هي فرصة للمواطن العربي كي يرى موقفا عربياً وقراراً موحداً من اجل استكمال وحدته العربية حيث توجد الكثير من الاحتياجات المؤجلة مثل مشروعات في اطار العلاقات الثنائية والوحدة الاقتصادية ومنطقة التجارة الحرة العربية وحركة تنقل الافراد والبضائع والخدمات والتجارة الالكترونية وخدمات الاتصالات وكلها احتياجات لم تبدأ بقوة بين الدول العربية رغم انها امل لرخاء المواطن وبالطبع تأتي الوحدة في المواقف السياسية في المقدمة قبل بدء بحث هذه الاحتياجات.
بسيوني: سبتمبر ذريعة
ويوضح السفير محمد بسيوني سفير مصر السابق في اسرائيل وعضو مجلس الشورى ان هناك بوادر امل كي تخرج الامة العربية من ازمتها التي تلاحقت عقب عدة سنوات وانتهت باحتلال العراق كحدث ليس له مثيل في الكرة الارضية، وفكر العولمة الذي ساد خلال الفترة السابقة واحداث 11 سبتمبر التي استخدمت ذريعة للوصول الى احتلال الاراضي العربية جميعها مسؤولة عن حالة المواطن العربي وعدم قدرته على تولي سيادته على قضاياه. وان كان ما حدث خلال الاسابيع الماضية من لقاءات عربية مكثفة وايضاً نجاح القمة الافريقية في الوصول ا لى نتائج طيبة حول قضايا العمل الافريقي العربي اضافة الى المذكرات والمواقف المساندة لحق الشعب الفلسطيني في عدم اقامة الجدار العازل والذي يحاكم في لاهاي حالياً. كل هذه المقدمات نأمل ان تبلور في قرارات عربية ملتزمة للمجتمع الدولي تجاه الحقوق العربية.
حسين: متشائم !!
ومن جانبه لم يخفي بهي الدين حسن مدير مركز القاهرة لحقوق الانسان تشاؤمه من أي نتائج ايجابية تحققها القمة العربية القادمة استناداً على قاعدتين احداهما عدم وجود توجهات صادقة ونوايا مخلصة بتفعيل الحد الادنى من آليات التعاون العربي العربي والالتزام بما تتفق عليه الانظمة والقيادات في اطار الجامعة العربية وهو التزام اقل بكثير جداً اذا تمت مقارنته بدرجة التزامها تجاه منظمات دولية اخرى مثل الامم المتحدة ومؤسساتها الاخرى.. واذا قارنا حجم الالتزامات بين الجانبين نجد انها اكبر حجماً تجاه المنظمات الدولية عنها تجاه الجامعة العربية ومع ذلك فان الانظمة والحكومات العربية لا تجرؤ على التنصل منها خشية ما يمكن ان يفرض عليها من عقوبات دولية، و هو ما تفتقده اليات الجامعة العربية اما القاعدة الثانية التي يقوم عليها تشاؤم بهي الدين حسن ان هذه المبادرات المقدمة للقمة العربية القادمة لا تأخذ في اعتبارها دور المجتمع المدني وافساح المجال له للمساهمة في العمل العربي من خلال الجامعة العربية، بعكس ما يحرص عليه النظام الافريقي او الاورومتوسطي او حتى في اطار منظمات الامم المتحدة. وقال بهي المشكلة الاساسية عند الحكومات العربية ان خطابها الاعلامي عكس توجهاتها الحقيقية، ففي الوقت الذي يكون فيه حديث عن القومية العربية لا نجد ما يناسبه من التزام بتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه في اجتماعات القمة او أي قرارات تصدر عن الاجتماعات المشتركة.
الطريفي: اكثر تشاؤما
اما المختار الطريفي رئيس الرابطة التونسية لحقوق الانسان فكان اكثر تشاؤماً عندما تحدث عن تخوفه ان تكون قمة تونس اخر قمة عربية في تاريخ العمل الجماعي العربي، خصوصاً في ظل الولادة العسيرة للاتفاق النهائي على مكان هذه القمة بعد حديث طويل عن نقلها للمقر الدائم للجامعة بالقاهرة فضلاً عن الخلافات المتعلقة بجدول اعمال هذه القمة في تصورات ومبادرات عديدة مطروحة لتطوير النظام العربي. واستبعد الطريفي احتمالات تجاهل القيادات العربية في قمة تونس للمبادرة الامريكية او مشروع الشرق الاوسط الكبير وهو ما سيجعلهم يضيعون في مناقشات لا نهاية لها، خاصة ان وقت القمة المجدد لن يسمح بالبت في كافة القضايا المدرجة على جدول الاعمال والتي ربما نجدها على نفس القمة التي تلي تونس. واشار الى تخوفه ان يسعى القادة العرب خلال القمة القادمة لتزييف الحقائق ارضاء لامريكا من خلال اللعب بورقة مكافحة الارهاب وبالتالي خلط الاوراق ببعضها وتصنيف منظمات الدفاع عن الحريات وحقوق الانسان بانها تدعم الارهاب وتحث عليه واعتبار النشطاء عناصر غير مرغوبة فيها. واضاف الطريفي ان مخاوفه تنبع اساساً من ثقته في عدم جدية الادارة الامريكية فيما تطرحه بشأن مسألة الديمقراطية في المنطقة العربية حيث تعتمد الادارة الامريكية في ذلك على الانتقائية، بجانب محاولتها توظيف هذه الشعارات والدعاوى لتلميع صورتها لدى الرأي العام العربي، بعدما اصبحت هذه الصورة من اسوأ ما يكون، ولم تجد امامها من سبيل لتحسين هذه الصورة سوى اللعب على وتر يسعى الشارع العربي للعزف عليه وهي الديمقراطية والحرية والذي لا تصلحه مبادرات الاخرين او الديمقراطية المستوردة بل يصلحه الايمان العربي بأهمية الديمقراطية التي ظل يرفع شعارها لعشرات السنين قبل ان تسعى امريكا لتوظيفها لمآربها الخاصة.
نور: مع الديموقراطية.. لا أمريكا
كما اتفق الدكتور ايمن نور عضو مجلس الشعب المصري مع وجهة النظر التشاؤمية في الخروج بنتائج ملموسة من القمة القادمة ترضي الحد الادنى من مطالب وطموحات المواطن العربي وقال نور ان العبرة ليست في كم المبادرات المطروحة على القمة العربية بل العبرة في كيفية جعل قيمة للامة العربية والتي لن تحقق الا بوجود قيمة للشعوب العربية والتي لن تتحقق بدورها الا من خلال وجود ديمقراطية حقيقية نابعة من بيئتنا العربية بدلاً من انتظار الآخرين تقديمها لنا.
واضاف نور ان تأييد الدعوة للديمقراطية لا يعني باي حال من الاحوال تأييد لامريكا وسياستها المرفوضة في المنطقة وانما يأتي هذا التأييد من منطلق دور الحرية والديمقراطية في الابداع والتنمية لانه لا يعقل أبداً ان تجري المظاهرات داخل الاستاد وتلعب الناس الكرة في الشارع وهذا هو المنطق المغلوط.
راتب: لا خيارات
ومن جانبها رأت الدكتورة عائشة راتب استاذ القانون الدولي بحقوق القاهرة ووزيرة التأمينات الاجتماعية سابقاً ان القمة العربية القادمة في تونس تعد قمة مصيرية في تاريخ امتنا العربية وربما ينطبق عليها قول شكسبير To be or not t obe نكون او لا نكون فلا خيارات امام القيادات العربية سوى ان يكون لديها القدرة على اثبات وجودها امام نفسها وامام شعوبها وتبرهن قدرتها على اتخاذ قرار يحفظ الكرامة العربية من أي تدخلات خارجية.
وحذرت من خطورة وقوع الانظمة والقيادات العربية تحت تأثير المخاوف من شبح المبادرة الامريكية التي تلوح بها ادارة بوش للانظمة العربية مما قد يجعلها تتجاهل قضايانا المصيرية وتكون بداية الطريق لمزيد من التنازلات.
مشيرة الى الاستفادة من التجربة الاوروبية التي رغم اختلافات اللغة والاصول والديانات الا انهم نجحوا في تحقيق الوحدة التي عجزنا نحن عنها في وقت توافرت لنا فيه كافة مقومات انجازها الا ان غياب الارادة كانت العامل الجوهري وراء عملية الاخفاق.
واضافت انه ما لم تكن هناك مبادرة عربية خاصة قادرة على مواجهة ما يطرحه الغرب من مبادرات فان المستقبل العربي سيكون مظلما.
الباز: نحو موقف موحد
وقال الدكتور اسامة الباز المستشار السياسي للرئيس مبارك ان جهداً عربياً كبيراً قد بذل خلال الفترة السابقة لتأكيد موقف عربي موحد تجاه كافة القضايا العربية التي تموج بها منطقة الشرق الاوسط.
واكد ان جولة الرئيس مبارك بالمنطقة ولقاءات القمة مع زعماء المملكة والاردن وسوريا وعمان ودولة الامارات اضافة الى لقاءات القمة التي عقدت بالقاهرة، عملت على بحث كافة التفاصيل والقضايا التي تقف امام تأكيد الدور العربي الموحد في الفترة الحالية.
وقد حرصت القمم العربية المتتالية على بلورة موقف عربي يقول ضرورة السعي نحو دفع المفاوضات على المسار الفلسطيني الاسرائيلي والتأكيد على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره واستعادة ارضه وكذلك مساندة الموقف الفلسطيني في محاكمة الجدار الفاصل التي تم في لاهاي حالياً من منطلق ان التحكيم سلوك دولي متطور يصلح في كافة قضايا الخلاف وان لبعض الدول تجارب ناجحة في هذا المجال.
واوضح الدكتور الباز ان العمل العربي في هذه المرحلة يحتاج الى المزيد من التأكيد بعد الدفعة التي اعطيت للقاءات الزعماء العرب والتي اعلنت ان المرحلة الحالية هي مرحلة مصيرية وان أي خلافات تعد اشياء غير ذات جدوى وتقلب المعنى المصيري الذي يتوقف عليه نجاح القمة العربية. واشار الى ضرورة العمل على مساندة الحق الشرعي في قضية الشرق الاوسط كذلك حق شعب العراق في استرداد ارضه واعمار بلاده والحصول على حقه في انتخابات ديمقراطية وانه لا مجال لمعنى الاحتلال الذي لا تعانيه سوى المنطقة العربية حالياً لذا فان الآمال مرتفعة تجاه الموقف العربي حالياً.
مبارك: البحث عن شهادة ميلاد
ومن جانبه اكد السفير محمود مبارك مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية ان شهادة ميلاد ينتظر ان تكتب للعمل العربي خلال اللقاءات التي تدور هذه الايام، حيث يقف على جدول الجامعة عدة قضايا تبحث وينتظر ان تصل الى يد الاماني سواء مشروعات تطوير الجامعة او مشكلة تسديد اشتراكات الجامعة والتي تمثل رمزا للمشاركة العربية.
وحول مهام وتحديات القمة العربية المقبلة يقول الدكتور عبد الله غرباوي استاذ التاريخ الحديث والمعاصر ان القمة المقبلة تمثل نقطة تحول في تاريخ الامة العربية نظراً لجسامة المهام الملقاة على عاتق القادة العرب في ظل الظروف الخطيرة التي تمر بها المنطقة وما تفرضه معطيات الاحداث من تحديات خطيرة تمس مستقبل الامة العربية بأسرها وهو ما يتطلب عملاً يرتفع الى مستوى الاخطار ويتعامل بفكر وادراك ووعي مع هذه الاخطار.
ومن هذا المنطلق فان القمة العربية مطالبة بالخروج بمشروع جديد ينقل الامة العربية من حالة الخمول والركود والتشتت الى حالة من التفاعل الايجابي مع الاحداث ويعيد اليها قوتها وهيبتها ويدافع عن حقوقها المشروعة، فلسطين والعراق ولبنان وسوريا، ويضع الامة العربية في ميزان القوى الاقليمية والدولية التي يعمل لها حسابها.
ومن هذا المنطلق فان المشروع الامريكي المعروف باسم الشرق الاوسط الكبير يجب ان يحظى باهتمام بالغ في القمة المقبلة ويجب ان يكون للدول العربية رأي واضح فيه بل يجب ان يضع القادة مشروعا استراتيجيا عربيا لمواجهة المخاطر التي يفرضها هذا المشروع الذي يعد تدخلاً سافراً في الشؤون الداخلية للدول العربية ويتجاهل القضية الفلسطينية والاحتلال الاسرائيلي للاراضي العربية، بالاضافة الى ما يثيره المشروع من شكوك وريبة في نوايا الولايات المتحدة الامريكية بشأن الشرق الاوسط وهي تشبيه هذا المشروع باتفاقيات هلسنكي 1975 لتعزيز الحريات في الاتحاد السوفيتي السابق وبالطبع فقد ادت هذه الاتفاقات الى اسقاط الاتحاد السوفيتي كما ان ما يدعو القمة العربية المقبلة الى رفض هذا المشروع المريب ان الدول العربية لم يؤخذ رأيها في وضع المشروع وعدم دعوتهم للمشاركة في وضعه وصياغته وكأن المنطقة قد اصبحت جزءاً من الامبراطورية الامريكية الجديدة.
حنفي: أمريكا لن ترتاح
ويقول الدكتور عبد العظيم حنفي خبير العلوم السياسية انه لا بد ان يدرك العرب ان الولايات المتحدة لن ترتاح الى أي تقارب عربي بل ستعمل على احداث الشقاق بين الدول العربية حتى تضيع قوتها وهيبتها وبالتالي تتفرد بكل دولة وتمارس ضغوطها كما تشاء على جميع الدول العربية.
ومن هذا المنطلق فان القمة العربية المقبلة في تونس يجب ان ترتفع الى مستوى المسئولية ويتجاوز الخلافات الصغيرة ليخرج القادة العرب وفي ايديهم مشروع متكامل واحد وهدف ومصير واحد في مواجهة التحديات والمخاطر، اما اذا استسلم القادة العرب للخلافات والتنافس فسوف تفشل القمة وهو ما تسعى اليه الولايات المتحدة وبالتالي فلا بد من وقفة عربية موحدة ولا بد من اتفاق عام على اصلاح الجامعة العربية كضرورة اساسية في مواجهة التهديدات المحدقة بالامة العربية ولا بد ان يكون واضحاً ان الولايات المتحدة لا تريد الجامعة العربية اصلاً بل هي تريد ان تفتت دورها وتكفيكها حتى لا يصبح للعرب ما يمثلهم وكأنهم امة غافلة هامدة لا يجمعها او يربطها رباط.
الغمري: امتداد ولكن؟
ويطالب الكاتب والمحلل السياسي عاطف الغمري باستراتيجية عربية تخرج بها القمة العربية المقبلة في تونس لسد الفراغ الاستراتيجي في العالم العربي مما جعله محل اطماع الدول الاخرى وبالتالي اصبح لزاماً على العرب وضع هذه الاستراتيجية لحماية مصالحهم من الاخطار القادمة من خلال التنسيق المشترك في الحفاظ على الامن القومي العربي واقامة السوق العربية المشتركة. ويؤكد ان استراتيجية الامن القومي العربي في اللحظة التاريخية الراهنة لم تعد اختياراً للدول العربية يمكن الاخذ بها او الاعراض عنها بل هي ممارسة للمسئولية واداء للواجب لصد خطر يتحرك ويعلن عن نفسه وعن تفاصيل استراتيجيته ممثلاً في المشروع الامريكي للشرق الاوسط الكبير وهو المشروع الذي ربط ممارسته للسياسة الخارجية الامريكية في العالم العربي تحقيق ا لامن القومي الداخلي للولايات المتحدة وكأن العالم العربي صار امتداداً استراتيجياً للولايات المتحدة نفسها كدولة.
علوي: الرؤية المطلوبة
اما الدكتور مصطفى علوي خبير الشؤون السياسة فانه يرى ان القمة العربية المقبلة امامها مهام قوية كبرى ويجب ان ترتفع عند مستوى المسؤولية ففي مقدمة الاولويات التي يجب ان نضعها في الاعتبار ايجاد استراتيجية عربية موحدة لمواجهة التحديات والمخاطر والتأكيد على الثوابت العربية تجاه القضايا العربية خاصة في ظل تراجع اسرائيل عن مشروع السلام في المنطقة وسعيها نحو تدمير كل الجهود المبذولة لاستئناف المفاوضات وتحقيق السلام بالاضافة الى تفعيل العمل العربي المشترك وتطوير اليات ومؤسسات الجامعة العربية بما يساهم في تحقيق التضامن العربي والدفاع عن المصالح العربية المشتركة في مواجهة المخاطر المحدقة بالامة العربية.
يضاف الى ذلك ضرورة ايجاد رؤية عربية واضحة ومحددة تجاه المشروع الامريكي للشرق الاوسط الكبير والذي تحاول من خلاله الولايات المتحدة الامريكية فرض نماذج اصلاحية معينة على دول المنطقة وهو ما يتعارض مع مصالح الدول العربية ومستقبلها، وبالتالي فان القمة العربية المقبلة مطالبة باتخاذ مواقف غير تقليدية تضع مصالح الدول العربية فوق كل اعتبار وللارتفاع فوق الخلافات فقد حانت ساعة العمل العربي المشترك.
ياسين: لا مؤشرات
ويقول عبد القادر ياسين المفكر الفلسطيني نحن نتمنى لهذه القمة ان تنجح في بلورة موقف عربي موحد.. لكن لا مؤشرات على هذا في الافق وارجو ان تخيب القمة امل الاعداء فيها قبل الاصدقاء. ويستطرد ان المتتبع للقمة العربية منذ ثلاثة عقود يلاحظ انها في هبوط مستمر والامر لا يعود فقط الى العيب الخلقي المعروف في الجامعة العربية بل هي انعكاس لاوضاع العرب والجامعة بصفة عامة.
ويعرب ياسين عن تشاؤمه من القرارات التي ستسفر عنها هذه القمة واصفاً الحكومات العربية بأنها مشلولة ومكبلة بالقيود وعاجزة عن تطوير نفسها وان مشاريع التطوير المقدمة هي لتجميل الجامعة امام الرأي العام وانها من كثرتها تكفي لتطوير العالم كله الا انها مجرد حبر على ورق.
البحيري: الاهم تاريخيا
ويرى السفير عزت البحيري مساعد وزير الخارجية المصري السابق ان القمة العربية التي ستعقد في تونس في شهر مارس المقبل.. ستكون الاهم في تاريخ القمم العربية.. وذلك للظروف التي تمر بها المنطقة حالياً والمتغيرات الدولية بداية من احتلال العراق وتهديدات الادارة الامريكية لسوريا علاوة على ما ستناقشه القمة حول تطوير الجامعة العربية وتفعيل دورها.
ويناشد القادة والرؤساء العرب ان يكونوا على قدر المسؤولية وان يمتلكوا الارادة القوية نحو تحقيق اهداف الجامعة وتفعيل منظماتها للوصول لصيغة تكاملية لمواجهة التحديات التي تعصف بالمنطقة حالياً.. خاصة بعد اعلان الرئيس الامريكي بوش مؤخراً خطته نحو مشروع شرق اوسط كبير لتغيير الانظمة الحاكمة ونشر الديمقراطية مؤكداً ان هذا المشروع اسرائيلي المولد امريكي الدعم وانه ضد الوطن العربي وشعوبه.. مشيراً الى انه سبق وتم افشاله في قمة الدوحة.. وان الولايات المتحدة تحاول احياءه من جديد لخدمة اهدافها وتسهيل هيمنتها على المنطقة. ويطالب البحيري القادة العرب ببديل لهذا المشروع اوله الموافقه الكاملة على مشروع تطوير الجامعة العربية الذي سيقدمه الامين العام خلال القمة القادمة وان القادة مطالبون ايضاً بالابتعاد عن الحلول الوسط التي كانوا يلجأوا اليها في السنوات الماضية.
محملا اسرائيل والولايات المتحدة مسؤولية فشل المبادرة السعودية بعد اقرارها من قمة بيروت ويتهم الرئيس بوش باعطاء الضوء الاخضر لشارون لحصار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات واغتيال القضية الفلسطينية وهدم منازلهم مشيراً الى انه لا امل في السلام مع اسرائيل مع وجود الادارة الامريكية الحالية.
عبدالرحمن: نقطة تحول
يعرب الخبير الاستراتيجي اللواء دكتور مصطفى عبدالرحمن عن اعتقاده بان اجتماع الوزراء العرب والصورة التي اظهرت استعدادا حقيقيا لاصلاح الجامعة العربية يمثل خطوة هامة يجب ان تتلوها خطوات نحو تحقيق القدرة الكاملة للجامعة لمواجهة التحديات التي يواجهها العالم العربي والتي يجب التعامل معها برغبة في اجتيازها والتغلب عليها مشيرا الى ان العمل العربي يتم الآن في ظروف اقليمية تواكبها احداث وتطورات متسارعة مازالت تداعياتها السياسية والاقتصادية مستمرة وهو الامر الذي يجعل من قمة تونس القادمة نطقة تحول في حياة الجامعة العربية فاما ان تكون شهادة ميلاد جديدة لها واما ان تكون تأكيدا لشهادات الوفاة السابقة.
ويشدد على اهمية العمل العربى المشترك والجاد من أجل مواجهة التحديات الراهنة وتفادى الانعكاسات السلبية للتطورات المتلاحقة التى تشهدها منطقتنا العربية معربا عن أمله فى أن تكون القمة العربية المقبلة نقطة تحول على طريق العمل العربى المشترك.
المراغي: اصلاحات التراكمات
اما الدكتور حلمى المراغى - استاذ العلوم السياسية جامعة القاهرة - فيصف الشعوب العربية بانها تتطلع الى مستقبل أفضل ولديها رغبة فى تجاوز السلبيات التى تتولد بسبب ما تعانيه من تراكمات عديدة+ + موضحا أن ذلك يتطلب من العرب بذل جهود مضنية من اجل اصلاح آليات العمل العربى المشترك وتوحيد الرؤية والعمل بأسلوب جماعى بعيدا عن العمل الفردى الذى كان السمة الغالبة على العمل العربى وهو مالم يؤت نتائج ايجابية قادرة على مواجهة التحديات الخطيرة التى تواجهها الامة العربية التى اصبحت فى حاجة ملحة الى احداث نوع من التطور السياسى والاجتماعى والاقتصادى كما انها فى حاجة الى الاندماج فى المحيط الدولى كقوة فاعلة وليست هامشية.
معربا عن اعتقاده بان ما تقدمت به بعض الدول العربية من مقترحات لاصلاح الجامعة العربية خاصة المملكة العربية السعودية وما قد تطرحه دول عربية أخرى من أفكار على القمة العربية القادمة فى تونس تشكل نقطة هامة من الممكن ان تجعل الجامعة العربية وأمانتها العامة اطارا لتحقيق وأهداف وتطلعات الشعوب العربية.
واوضح ان الوثيقة التى تقدمت بها المملكة والتى أقرتها قمة بيروت 2002 تؤكد على ضرورة اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وأن تكون القدس عاصمتها لكونها جزءا من الأراضى العربية المحتلة وهى جزء من فلسطين كما تؤكد مسؤولية إسرائيل السياسية والقانونية عن إيجاد حل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين وتدعو لتنسيق التحرك العربى في مختلف المحافل الدولية للدفاع عن حقوق الفلسطينيين وقضيتهم وإلى دعم وتفعيل المبادرات غير الرسمية التى قام بالتوصل إليها ممثلون عن الفلسطينيين والاسرائيليين خاصة وثيقة جنيف مشيرا الى اهمية اخذ هذه الوثيقة ضمن اولويات القمة القادمة والتى تعتبر بداية جديدة وايجابية فى عمل الجامعة العربية خاصة انها تأتى فى ظل ظروف بالغة الخطورة والتى تمر بها المنطقة العربية والتى تتطلب بدورها ضرورة التكاتف العربى من اجل مواجهتها.
رفعت: اعادة نظر
الدكتور رفعت سيد ـ مدير مركز يافا للدراسات والابحاث - يرى ان قمة تونس القادمة يجب ان تركز على فتح ملف تطوير واصلاح الجامعة العربية من خلال رؤية عربية شمولية تأخذ بعين الاعتبار الاصلاح الادارى بالشكل الذى يجعلها قادرة على استيعاب المشاكل والتحديات العربية الراهنة مشيرا الى ان مبادرات التطوير السابقة تركزت فى احد اتجاهين الاول اقامة جامعة جديدة او منظمة بديلة وهنا تم اقتراح تغيير الاسم الى الاتحاد العربى او اتحاد الدول العربية وفى هذه الحالة يتم ترك كل المواثيق التى بنيت على اساسها الجامعة العربية لتدخل فى طى التاريخ اما الاتجاه الثانى فكان فى ادخال تعديلات على الجامعة العربية وعلى ميثاقها العام بالشكل الذى يحقق اهداف الشعوب العربية وهو الاتجاه الذى بدا واضحاعلى اعمال الوزراء العرب فى اجتماعهم الاخير الذى ا ظهر نوايا حسنة للاصلاح.
واكد الدكتور رفعت ان الجامعة العربية حققت الكثير لاعضائها من الدول العربية وايضا للشعوب العربية فليست كل اعمالها سوداء وانما هى فى حاجة الى اعادة نظر فى ميثاقها خاصة المتعلق بقضايا الامن القومى العربى مشيرا الى ان الميثاق الذى تم وضعه عام 1957 لم يكن بالطريقة التى يمكن تطبيقها الآن وهذا يعنى ان الاوضاع التى تشهدها الدول الاعضاء فى الجامعة وما تواجهه من تحديات تتطلب تعديلا يتوافق مع المتغيرات الجديدة وهو مانجح فيه اجتماع وزراء الخارجية العرب الاخير الذى كاد يكون قد خرج باتجاه عربى عام ومشترك نحو التطوير خاصة وانه تقدمت دول عديدة بمبادرات لاصلاح الجامعة كالمبادرة المصرية السعودية السورية والتى يجب ان تكون داخل بؤرة اهتمام قمة تونس القادمة.
سليمان: تضحيات حقيقية
ويعتبر الخبير الاستراتيجى عادل سليمان ان تطوير الجامعة فى حاجة الى تضحيات حقيقية كتلك التى قدمتها الدول الاوروبية من اجل الاتحاد الاوربى ومن اجل تقوية الدول الضعيفة فيه ومن ثم فان التضامن العربى هو الآخر فى حاجة الى تضحيات عربية من خلال رؤى عربية يسودها فكر التضحية العقلانية والبعد عن الانانية والفردية التى كان لها اكبر الاثر فى الاوضاع التى تشهدها المنطقة فى الوقت الحالى والتى كانت مسيطرة على العمل العربى باستثناء بعض الدول التى كانت ومازالت تنظر الى الاوضاع فى المنطقة من منظور عربى شامل ياخذ بعين الاعتبار مصالح المنطقة ككل وليس مصالح الدول بشكل فردى مشيرا الى ان قمة تونس القادمة ستكون مختلفة عن غيرها من القمم وارجع السبب فى ذلك الى عده اسباب منها انها تاتى بعد اجتماعات استثنائية للوزراء العرب الذين شعروا باهمية التطوير وحتميته خاصة فى تلك المرحلة الحرجة التى تمر بها المنطقة العربية وقد تبلور هذا الاهتمام فى المبادرات التى تقدمت بها الدول العربية من اجل الاصلاح وفى مقدمتها مصر والممكلة العربية والسعودية وقطر وليبيا هذا بالاضافة الى انها القمة التى ثار حولها الجدل مابين قبول تونس لها او رفضها لها وهو الامر الذى ظل محل نقاش وجدل بين الاوساط السياسية لفترة طويلة الى حسمت تونس هذا الجدل واقرت بقبولها لها وهو مايعنى ان القمة القادمة ستكون مختلفة تماما عما سبقها من قمم وبالتالى فان النتائج المتوقعة لها ايضا ستكون اكثر اهمية بالنسبة للشعوب العربية.
وفى رأى الخبير الاستراتيجى سليمان فان قمة تونس القادمة ستكون الفيصل فى العمل العربى المشترك على الاقل من الناحية العملية لانها ان لم تتمخض عن اعمال وتوصيات فعلية تتعلق بقضية الاصلاح وتفعيل العمل العربى المشترك فان ذلك يعنى اعلان وفاة العمل العربى المشترك خاصة وانها تاتى فى ظل مطالب امريكية بتكوين مااطلقت عليه بالشرق الاوسط الكبير وهو مايعنى ان العرب يواجهوت تحديات من نوع جديد تتطلب ان يكون لديهم اصرار على عمل مشترك يراعى قضية الاصلاح من الداخل ووفقا للاجندة العربية وليس الاجندة الامريكية وهو الامر الذى يلقى بمسؤولية على القمة القادمة التى ستحدد مااذا كان العمل العربى المشترك والاصلاح الداخلى ممكنا ام ان هذه الامور ستخضع لمتغيرات خارجية.